رئيس مجلس ‎الأعيان يفتتح مؤتمر الرقمنة والتمكين الاقتصادي في العقبة 3668 دينارا الحد الأعلى للأجر المشمول بأحكام الضمان الاجتماعي صندوق الزكاة يصرف راتبا إضافيا لمنتفعيه قبل عيد الأضحى وزير الطاقة يؤكد على تطوير البنية التحتية للطاقة وتحسين الاستثمار ضمن رؤية التحديث الاقتصادي ارتفاع 1.1% في أسعار تجارة الجملة بالأردن خلال الربع الأول من 2025 إقرار 65 كتابًا مدرسيًا جديدًا في الأردن يشمل رياض الأطفال والثانوية قوات الاحتلال تعيد اعتقال أسيرة محررة شمال جنين "الزراعة" تُعلّق استيراد الدواجن من البرازيل بسبب إنفلونزا الطيور قوات الاحتلال تقتحم المنطقة الشرقية من نابلس بتعزيزات عسكرية قوات الاحتلال تحتجز عشرات الفلسطينيين خلال اقتحام جنوب الخليل مستعمرون يشعلون النيران في مئات الدونمات الزراعية جنوب نابلس جيش الاحتلال يحاصر المستشفى الإندونيسي ويستهدف قسم العناية المركزة.. وكارثة صحية تهدد غزة 276 مستعمراً يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية مشددة من الاحتلال مستعمر يحاول دهس شقيقين قرب الخليل.. وتصاعد اعتداءات المستوطنين تدمير واسع النطاق.. عدوان الاحتلال على جنين يدخل يومه الـ 118

القسم : بوابة الحقيقة
وماذا بعد!
نشر بتاريخ : 11/8/2017 4:13:54 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران


بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

تقول الأسطورة اليونانية عن بروكرست أنه كان حداداً يدعو زواره للمبيت عنده ثم يضعهم على سرير في بيته، فمن زاد طوله عن السرير بتر الزائد منه، ومن كان أقصر منه مد أطرافه حتى تتمزق، والشخص الوحيد الذي كان ينجو منه هو الذي يناسب مقاسه السرير تماماً.

وهنا نتسائل ألا تذكرنا هذه الأسطورة بشئ ما، شئ رأينا مثله في واقعنا الذي نعايشه في أي من الأوقات، أو رأيناه ربما في أذهاننا نحن أو ذهن أحد نعرفه.

ذلك السرير الذي لا يقبل لأحد أن يختلف عنه فنعمل من خلاله على "قصقصة" أفكار الغير حتى تصبح مثلما نريدها نحن تماماً، ولو بحشرها بالقوة في صورة نخلقها في أذهاننا لنتخلص من كل مالا يتوافق معها.

سؤال تبادر لأذهاننا عند مرورنا بهذه الأسطورة، خصوصاً ونحن نرى ما يدور حولنا في مجتمعاتنا من مشاجرات ومشاحنات وحقد وكراهية وضغينة تتزايد وتتعاظم بين البعض لأصغر الأسباب، فقط لأن أصحابها لم ينجحوا في التخلص من "سرير بروكرست" والاطاحة به بعيداً خارج عقولهم.

ذلك السرير الذي يقف في وجه حقيقة أن نحترم إختلاف غيرنا عنا، وتذكر أن للناس مقاسات وأجساد وعقول ورؤى مختلفة بالضرورة ستكون مختلفة عنا.

ولعل من أجمل ما يذكرنا بضرورة نبذ "سرير بروكرست" وما شابهه من أفكار، وتأكيد حتمية وجود الاختلافات بين البشر وضرورة إحترامها قول الله عزوجل في الآية 13 من سورة الحجرات في القرآن الكريم: {{يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}}، وهو الأمر ذاته الذي جاءت به كافة الأديان السماوية وحثت على معانيه.

 وما أروع أن يقودنا إختلافنا إلى ما ذكره يونس الصدفي عن نتيجة إختلافه مع الامام الشافعي رحمه الله: (ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقيني بعدها، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة)، فما أرقى الاختلاف عندما يزهر محبة وإحتراماً في القلوب، ويمنع أي خلاف أو إساءة أن تجد لها مكاناً بين أطرافه.

ولذلك يبقى من الحكمة أن نسأل أنفسنا مع بداية كل نقاش: وماذا بعد ؟

هل بعد هذا النقاش إحترام إختلاف آراء بعضنا البعض وتقدير ذلك، والمحافظة على الود والمحبة بيننا وبين من يختلف معنا بل والاستفادة من إختلافنا معه، أم خسارة كل طرف للآخر والتفنن في الاساءة له، وملأ القلوب بالضغائن والكراهية والأحقاد بدلاً من ذلك.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023