وصول الدفعة الثامنة من أطفال غزة للعلاج في الأردن - صور 60 شهيدا من منتظري المساعدات في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية المعايطة يفتتح سرية الهجّانة الرابعة في مغفر أم القطين التاريخي بعد إعادة ترميمه وتأهيله الأردن يجلي 112 أردنيا ورعايا دول صديقة من السويداء السورية "الأكاديمية الروسية": الزلزال "كامتشاتكا" الذي ضرب روسيا ودول المحيط الهادي أحد أقوى الزلازل في التاريخ اجتماع وزاري سوري "إسرائيلي" جديد في باكو الخميس حول "الوضع الأمني جنوب سوريا" جامعة مؤتة تنظّم يوماً علمياً حافلاً بالأنشطة الثقافية والإبداعية شخصان يعتديان على موظف في "هندسة البلديات" بإربد بعد خلاف على معاملة الزميل حسين عليمات يبارك للمخرج ظاهر الخزاعلة تخرج ابنته أفنان القبض على لص سرق محتويات مضافة عشائرية في إربد مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي بوفاة النائب الأسبق الشهوان في حالة نادرة.. شاب أردني لم يشرب الماء منذ 18 عاماً – فيديو الدعجة لـ"الحقيقة الدولية": القضية الفلسطينية في مقدمة أولويات الأردن الشرفات لـ"الحقيقة الدولية": مؤتمر "حل الدولتين" رسالة واضحة ضد تقويض الحق الفلسطيني خبراء لـ"الحقيقة الدولية": ضعف منظومة النقل يدفع الأردنيين للاقتراض لشراء سيارات
القسم : بوابة الحقيقة
أقلية متمردة!
نشر بتاريخ : 4/25/2025 6:34:49 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

 

تمضي الأيام ثقيلة منذ أكثر من عام ونصف على كل من ينتمي للمعاني الإنسانية، وهو يرى جميع تلك المعاني تحتضر أمام العالم بأسره امام جرح يزداد نزيفاً وتوسعاً يوماً بعد يوم، جرح اهل غزة الصابرة الصامدة، والذين انضم لمعاناتهم كثير من اهل الضفة الغربية في الأشهر الأخيرة، وهم يواجهون صنوف الموت والعذاب والدمار في كل لحظة أمام احتلال يمعن في المضي لأقصى درجات الإجرام دون أي اعتبار أو اعتراف بأي قوانين أو معاهدات أو التزامات إنسانية أو دولية.

 

وفي الوقت الذي يحاول فيه الشعب الفلسطيني الدفاع عن وجوده وتمسكه بحقه بالحياة الكريمة في أرضه، أمام آلة القتل الإسرائيلية التي لا تتوقف، أصبح من الواضح أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوز بالفعل هدف منع إقامة الدولة الفلسطينية الى ما هو أبعد من ذلك بكثير، فمع استمرار حرب الإبادة في غزة للقضاء على أكبر عدد ممكن من الشعب الفلسطيني هناك، حتى إركاع القطاع الذي بقي غصة في حلق الاحتلال منذ احتلاله في العام 1967، والعمل على تغيير معالم مدن الضفة الغربية لكسر شوكة أي مقاومة فيها والعمل على منع قيام أي تفكير في المقاومة فيها بعد ذلك، أصبح سعي الاحتلال الجاد واضحاً جلياً لمحو أي شيء يظهر الفلسطينيين كشعب صاحب الحق الأصلي في الوجود في بلاده، وبمعنى آخر محو حقيقة وجود الشعب الفلسطيني من الأساس أمام العالم بأسره، وتصوير الشعب الفلسطيني الموجود في غزة والضفة وحتى في الأراضي المحتلة في العام 1948 على أنه ليس أكثر من "أقلية متمردة" ضمن الأقليات الموجودة في دولة الاحتلال يجب قمعها وإخضاعها بين الحين والآخر، ويتضح ذلك من خلال التصريحات الصادرة عن كثير من قيادات الاحتلال المتطرفة، بضرورة السيطرة على كامل غزة والضفة الغربية وضمهما إلى دولة الاحتلال بشكل رسمي وإلغاء أي معاهدات تلزم الاحتلال بالانسحاب منهما، ليكون من الضروري وقتها احتواء الشعب الفلسطيني فيهما وضمهما تحت دولة الاحتلال ولو بالقوة، وترسيخ حقيقة جديدة امام العالم بأنه لا وجود لشعب فلسطيني في أرض فلسطين، وبأن هذه الأرض هي أرض شعب إسرائيل التاريخية وأن هؤلاء ليسوا أكثر من أقلية متمردة لا تقبل بالاعتراف بالحقائق!

 

ولكن وبالرغم من كل ذلك ومع استمرار حرب الإبادة على شعب فلسطين والمتواصلة حتى لحظة كتابة هذه السطور، والتي يبدو أنها ستبقى مستمرة إلى أن يشاء الله لها أن تتوقف، ستبقى حقيقة راسخة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل أنه مهما أمعن هذا الاحتلال في إجرامه فانه سيبقى أمام شعب لا يعرف الركوع والاستسلام مهما قدم من التضحيات، وسيبقى راسخاً ثابتاً متشبثاً في أرضه أمام كل الأوهام والخيالات في عقول المجرمين من قيادات الاحتلال وأعوانه بإذن الله، ففلسطين كانت ومازالت وستبقى الأرض التي ينبت بين ربوعها الأبطال بعد الأبطال تماماً كما تنبت فيها أشجار الزيتون، والأرض التي ستبقى تتنفس وتنبض بعناوين الصمود والبطولات.

 

فرج الله كرب أهل غزة والضفة وكل فلسطين، وأقر عيونهم قريباً بأجمل العوض عن صبرهم وصمودهم أمام ما يكابدون من أهوال ربما لا تصمد أمامها أعتى الجبال.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025