أوزبكستان تبلغ نهائي كأس آسيا تحت 23 عاما كييف تطالب بتسريع الإمدادات.. والناتو: لم يفت الأوان بعد للنصر الخريشه: انتخابات 2024 تشكل فرصة تاريخية غير مسبوقة للمرأة الأردنية رشقة صاروخية على غلاف غزة أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة العراق يستعيد حوالي 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم سوري الإصابة تضرب لاعب الهلال قبل الكلاسيكو السعودي انتقادات من الداخل مجلس النواب الأمريكي لازدواجية معايير واشنطن في علاقتها بـ"إسرائيل" وأوكرانيا "الإسلامي للتنمية" يمول مشاريع في تركيا بـ 6.3 مليارات دولار "أسترازينيكا" تعترف.. لقاح كورونا يسبب آثارا جانبية مميتة تحذير طبي: الشخير قد يفقدك أسنانك واشنطن: 5 وحدات عسكرية "إسرائيلية" ارتكبت "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" توقيف موظف في "التنمية الاجتماعية" استولى على اموال احدى الجمعيات شركة صينية تبني 18 ناقلة غاز طبيعي مسال لصالح "قطر للطاقة" وزير الزراعة يعلن البيان الختامي للمؤتمر الوزاري التعاوني الحادي عشر

القسم : بوابة الحقيقة
بين عربتين!
نشر بتاريخ : 9/8/2017 5:20:45 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران
 
بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

في إحدى الروايات أن رجلاً سرق قطيعاً من الخراف في بلاد الهند فقبضوا عليه ووشموا على جبهته (س. خ.) إختصاراً لكلمتي (سارق خراف)، وبعد فترة من الزمن قرر الرجل التغير للأفضل إلا أن من حوله شككوا فيه وإستمروا في الاساءة إليه، لكنه إستمر في فعل الخير ومساعدة المحتاجين أينما وجدهم ومد يد العون للجميع، وبعد مرور سنوات طويلة حضر للقرية أناس من خارجها فوجدوا الرجل الذي أصبح عجوزاً وعلى جبهته الوشم الغريب، والجميع يمر به ويسلم عليه ويقبل يده وهو يبتسم لهم، وهنا سأل أحد الحاضرين أهل القرية عن حقيقة الوشم الموجود على جبهة العجوز فقيل له: لا ندري حقيقته فهو منذ زمن طويل لكن الأغلب أنه إختصاراً لكلمتي "ساعي خير" !

وهكذا تكون نقطة نعتقدها نقطة النهاية أحياناً نقطة بداية وإنطلاق جديدة لنا في حياتنا، فنحن من يمنح الكلمات حقيقة معانيها ونحن من يقرر إن كنا نريد من غيرنا التحدث عنا بكلام طيب من خلال أفعالنا الطيبة أم غير ذلك.

ويقال أنه في يوم ما جلس مؤلف كبير وأمسك قلمه وكتب: "في السنة الماضية أجريت عملية إزالة المرارة ولازمت الفراش عدة شهور، وشعرت بمرارة بلوغ الستين من العمر، وتركت وظيفتي الهامة التي كنت أشغلها منذ ثلاثين عاماً، كما فقدت والدي الذي أحبه، ورسب إبني في بكالوريوس الطب لتعطله عن الدراسة عدة شهور بسبب إصابته في حادث سيارة"، وفي النهاية كتب "يالها من سنة سيئة"، دخلت زوجته الغرفة ولاحظت شروده، فاقتربت منه وقرأت ما كتب ثم تركت الغرفة بهدوء، قبل أن تعود إليها ومعها ورقة أخرى وضعتها بجانب ورقة زوجها قبل أن تترك الغرفة مجدداً .

أخذ الزوج الورقة فاذا زوجته قد كتبت فيها: "في السنة الماضية شفيت من آلالام المرارة التي عذبتك سنوات طويلة، وبلغت الستين وأنت في تمام الصحة والعافية، وتفرغت لما تحب من الكتابة والتأليف وتم التعاقد معك لنشر أكثر من كتاب مهم، وعاش والدك حتى بلغ الخامسة والثمانين دون أن يسبب متاعب لأحد وتوفي بهدوء دون أن يتألم، ونجا إبنك من الموت في حادث سيارة وشفي بدون أن يصاب بعاهات مستديمة أو مضاعفات"، وكتبت في النهاية "يا لها من سنة تغلب فيها حظنا الحسن على حظنا السئ، فالحمد لله على كل شئ دائماً وأبداً"، نظر الزوج طويلاً وإستقرت الدمعة في عينه عندما أدرك كم كانت عيونه مغلقة إلا أمام الجوانب السوداء أمامه، وأنه لطالما كان لا ينظر إلا لما ينقصه أو يفقده فقط !

وقد سأل رجل مهموم حكيماً: أيها الحكيم لقد أتيتك ومالي حيلة فيما أنا فيه من الهموم فقد أنهكتني وحولت حياتي جحيماً، فنظر إليه الحكيم وسأله: هل جئت إلى هذه الدنيا ومعك هذه الهموم؟ قال الرجل: لا، فعاد الحكيم لسؤاله: هل ستأخذ هذه الهموم معك عندما تترك هذه الدينا؟ فقال الرجل: لا، فقال الحكيم: إذا كان شئ لم تأت به ولن تأخذه معك فهل يستحق منك كل هذا الجهد والتفكير إذن ! فلتكن صبوراً على أمور هذه الدنيا فانها زائلة، وليكن نظرك إلى السماء أطول من نظرك إلى الأرض وما فيها، وابتسم فرزقك مقسوم وقدرك محسوم وأحوال الدنيا متغيرة لا تستحق الهموم، فهي بين يدي الحي القيوم السميع بهمومك العليم بحالك الذي جعل كل أمورك خير أكان بالشكر أو الصبر وكلها بين كاف ونون.

ولعلنا إخترنا هذه السطور لتعيد أمام أعيننا حقيقة هذه الدنيا التي يقضيها بعضنا في الهموم والغضب والكراهية والحروب والأحقاد والضغينة، وغيرها من المعاني التي تحيل أيامه ومن حوله جحيماً وعلاقاته مع الآخرين ناراً تزداد إشتعالاً كل يوم، متناسياً أنها ليست أكثر من رحلة قصيرة عابرة بين عربتين، عربة نجلس بها ونحن أطفال صغار ننتظر الانطلاق منها لعبور طرق الحياة ورسم طريقنا فيها، وأخرى نجلس فيها آخر سنوات العمر للراحة من الرحلة الطويلة الشاقة والتفكر فيما قدمت أيدينا فيها قبل الصعود على رحلة المغادرة.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023