وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الثلاثاء – 1- 7 – 2025 العين القضاة: مادة "الميثانول" ترهق الجهاز العصبي وهي مادة خطرة جداً - فيديو ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 228 بلدية الرمثا تباشر المراحل الأخيرة من شارع الأربعين بعد انتظار لعقود - فيديو انطلاق معسكر "الصحة والشباب" في بيت شباب البترا رئيس الوزراء يستقبل رئيس الهلال الأحمر الأردني البريزات يبحث تعزيز التعاون السياحي مع منظمة السياحة العالمية في مدريد جلسة لمجلس محافظة الكرك لمراجعة مشاريع المحافظة ٢٠٢٥ مجلس محافظة جرش تقرير راصد مجحف رئيس بلدية كفرنجه يصف تقرير راصد بأنه غير دقيق انطلاق فعاليات المراكز الصيفية القرآنية في جرش النائب المشاقبة : بحاجة لخطط عابرة للحكومات ورؤية واضحة لتحقيق نجاح بالتعليم تعيين سيدة “متصرف لواء” لأول مرة في تاريخ وزارة الداخلية اكتشاف خاصية خطيرة لـ"أوميغا 3"! واشنطن تعيد موظفيها ودبلوماسييها تدريجيا للعمل بالمنطقة عقب حرب الـ12 يوما

القسم : مقالات مختاره
في «تزوير الوعي»
نشر بتاريخ : 6/18/2017 1:23:01 PM
ابراهيم العجلوني


ابراهيم العجلوني

كان مما قيل في توصيف الأفهام: «فُلانٌ عِلْمُهُ أكبر من عقله» و»فلانٌ عَقلُهُ أكبر من علمه» فما وجه الحكمة في ذلك؟

إذا كان المقصود بالعلم «المعلومات» و»الاخبار» فإن مما يستطيعه اطفالنا اليوم مراكمة (او تسجيل) أسفار عظيمة من ذلك في اسطوانة صغيرة، فهل يجوز لنا القول بقدرة اطفالنا على فهم هذا الذي يحصّلونه من أقرب سبيل، وعلى تبويبه ومنهجته وحسن الاستدلال به؟

إن ها هنا علماً عزيزاً – على الاعتبار السابق – ولكنه مما تنوء به الاذهان الصغيرة، ونحن نخلصُ من ذلك الى ان العلم – وإن كان من مادته المعلومات والاخبار، إلا ان له شأناً وراء ذلك يتعلق بالمنطق والاستدلال ومناهج النظر وطرائق التحليل واساليب التحقيق والوان الموازنات، فإن توافرت هذه الشروط الموضوعية فقد امكن للعقل ان يستوعب معطيات العلم وان يفيد منها، وإن هي عدمت او عدم بعضها أمكن لنا ان نقول في توصيف من يملأ ذهنه (او خزائنه) بالمعلومات وقد اعوزته هذه الشروط: «إن علمه أكبر من عقله».

***

ننتقل من هذه النتيجة الى ما يعتقده بعضهم في الفلسفة من انها تقوم على قدر قليل من العلم الثابت والخبر الصحيح وعلى قدرةٍ كبيرة على التفكير السليم.

***

ثم ننظر في ضور ما تقدم الى غزارة معطيات واقع السياسة في عالمنا، والى تدفقها الذي لا يتوقف آناء الليل وأطراف النهار، والى قصور ادوات كثير من العقول عن درك اسباب الحوادث المتتابعة والانباء المتوالية وعن تدبرها ودرجها في سياق يقبله المنطق، ثم نقول: إن من تحكمات «العولمة» انها تحتكر الوسائل الموجهة للوعي في جهات الارض الاربع وتفرض معجمها المفهومي على الشعوب والحكومات وتخدعها عن واقعها وعمّا يراد بها في حاضرها وفي مستقبلها على حدّ سواء.

***

وحين تعمى الانباء عنّا، ولا نملك ان نتحقق مصادرها ومواردها، ويكثر فيها الخائضون على غير هدى ولا بصيرة، فان مردّنا في الخروج من هذه الغمة الى سُنن الله سبحانه، والى طبائع الاشياء، والى «الحكمة» و»البصيرة»، والى جملة الحقائق التي لا ينقضها الزمان ولا يدفعها البهتان، واول ذلك ان «حبل الكذب قصير»، وان مزوّري الوعي الى انكشاف.

وكم كان صادقاً شاعرنا العربي الذي قال:

ستُبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً

ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
عن الراي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023