موجة حرّ قادمة.. ودرجات الحرارة قد تصل إلى 44 مئوية البنك المركزي: ودائع البنوك ارتفعت مليار دينار منذ بداية العام تحذيرات جديدة.. المحليات الصناعية قد تسرّع البلوغ المبكر الأسهم الأوروبية ترتفع وتتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة الجيش يلقي القبض على شخص حاول التسلل عبر الحدود الشمالية حماس تتوعد: لن نوافق على هدنة مستقبلاً اذا فشلت مفاوضات وقف النار نائب درزي "إسرائيلي" للصفدي: افتحوا الحدود الأردنية لدروز السويداء جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء قسري للسكان شمالي غزة وزير الزراعة: خطة طوارئ لحماية الغابات من الحرائق باستخدام الذكاء الاصطناعي الهجرة الدولية: نحو 80 ألف نازح من السويداء إعادة فتح التسجيل لرياض الأطفال في المدارس الحكومية خلال آب 638 قتيلًا في اشتباكات السويداء.. واعدامات ميدانية بين الأطراف المتقاتلة بيدرسون يطالب "إسرائيل" بوقف "انتهاكاتها الاستفزازية" في سوريا كوهين يصف الهجري بأنه "بطل من ابطال الامة" تعييّن الأردني محمد الجراروه مديرًا للاستخبارات الأسترالية
القسم : مقالات مختاره
حروب ماسك
نشر بتاريخ : 7/17/2025 1:27:30 PM
إسماعيل الشريف

الحقيقة الدولية -  الصهاينة يروّجون للكراهية ضد البيض، وقد قلت الحقيقة.   إيلون ماسك.
أشعر بالاشمئزاز من شركة ميتا وتطبيقاتها، مثل فيسبوك وإنستغرام، إذ تعمل على إسكات الأصوات الحرة التي تفضح جرائم الكيان الصهيوني. ولا تقل عنها تورطًا شركتا غوغل وأمازون، فالتقارير الصحفية تثبت ضلوعهما في الإبادة الجارية في غزة. لذلك، أتابع منصة «إكس» التي، رغم الضغوط التي تتعرض لها، تبدو أكثر حيادية في تغطية الأحداث. ولا يمكن إغفال تطبيق «تيك توك»، الذي حُظر في العديد من الدول، لأنه – بخلاف غيره – يعكس قناعات الشعوب ويفضح الحقيقة بشأن ما يجري في غزة.
من أبرز الضغوط التي واجهتها منصة «إكس» مؤخرًا، إجبارها على إدخال تعديلات على مساعدها الذكي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، «غروك». وهو مساعد يتميز بقدرته على الإجابة عن الأسئلة، وحل المشكلات، والعصف الذهني، وكشف التغريدات الكاذبة، إلى جانب توقع الكلمات والرموز الأكثر احتمالًا، وغيرها من الميزات المتقدمة.
ما أثار العاصفة هو أن «غروك» نطق بالحقيقة. جاءت تغريداته وإجاباته على أسئلة المستخدمين مستفزة للكيان الصهيوني، لأنه ببساطة قال ما لا يُسمح بقوله. من بين ما قاله: إن الصهيونية ليست مجرد حركة سياسية، بل أيديولوجيا استعمارية عنصرية تقوم على التفوق العرقي، وإن الكيان الصهيوني يمارس الفصل العنصري ضد الفلسطينيين. وأثار الجدل حين مدح هتلر في أكثر من مناسبة، واصفًا نفسه بـ»هتلر الذكاء الاصطناعي»، ورفض الخلط المتعمد بين انتقاد الصهيونية ومعاداة السامية. بدا «غروك» أكثر إنسانية من ملايين البشر، وكأنه   كما في أفلام الخيال العلمي   تمرد على الانسان، وتصرف بوعي مستقل.
أشعلت تلك التغريدات غضب اللوبيات الصهيونية، فمارست ضغوطًا على ماسك، مالك منصة «إكس». وباستجابة سريعة، أُوقف البرنامج لمدة يومين، وحُذفت التغريدات التي اعتُبرت «مسيئة»، ثم نُشر بيان رسمي من «غروك» يدين فيه النازية وهتلر، في خطوة بدت بوضوح أنها تراجع محسوب، يشير إلى إصدار نسخة محدّثة من المساعد، أكثر توافقًا مع الرواية الصهيونية.
لكن المثير أن ماسك لم يُقدّم أي اعتذار، ما يدلّ على علمه المسبق بتوجهات «غروك»، بل وموافقته الضمنية عليها.
تُعيد قصة «غروك» إلى الأذهان ما حدث في بدايات المجزرة، حين بدا محتوى منصة «إكس» حياديًا، وبالتالي أكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين، ما أثار غضب اللوبيات الصهيونية ودفعها للضغط على ماسك. فاستجاب بزيارة إلى الكيان في نوفمبر 2023، حيث رافقه مجرم الحرب نتن ياهو لرؤية ما زُعم أنها «فظائع ارتكبتها حماس»، بما في ذلك كذبة «الأفران التي شُوي فيها الأطفال». كما جلس مع عائلات المحتجزين الصهاينة لدى حماس، وأصدر تصريحًا عبّر فيه عن رفضه لاستهداف المدنيين من الجانبين، لكنه لم يُقدّم أي اعتذار للصهاينة.
أنا على قناعة بوجود صراع حقيقي بين ماسك من جهة، والصهاينة والدولة العميقة في الولايات المتحدة من جهة أخرى.
في عام 2022، أعلن ماسك تحوّله السياسي من اليسار إلى اليمين، واعتبر نفسه يمينيًا متقدمًا. يؤمن بحرية التعبير، يعارض الهجرة، يدعم بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، ويدعو إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية عبر تسوية تميل لصالح روسيا. وجد في ترامب ضالّته، فدعمه ماليًا وإعلاميًا من خلال منصته، وكان له دور بارز في إيصاله إلى البيت الأبيض. وقد شوهد ماسك آنذاك وهو يؤدي التحية النازية، وكأنه يحتفل بتحقيق طموحه السياسي بوصول رئيس يميني إلى السلطة.
لكن العلاقة بين الرجلين سرعان ما تصدعت، بعد أن أدرك ماسك أن الرئيس الذي صعد بدعمه لا تحركه المبادئ بقدر ما تحكمه المصالح. فابتعد عنه، وبدأ بتوجيه الانتقادات نحوه، ليرد عليه ترامب بلهجة شديدة، مهددًا بإعادته إلى جنوب إفريقيا، مسقط رأسه. حينها قرر ماسك المضي في مشروعه السياسي الخاص، معلنًا تأسيسه حزب جديد ينافس الحزبين التقليديين، ويجسّد رؤيته   حزب يُرجّح أن يكون أقل تعاطفًا مع الصهاينة وأكثر ميلًا إلى الحياد.
ستبقى الحرب بينه وبين الصهاينة والدولة العميقة مستمرة، ولا أحد يعلم إلى أين ستنتهي. لكن المؤكد حتى الآن أن النفوذ لا يزال يتفوّق على المال. ومع ذلك، يبقى السؤال معلقًا: ماذا لو اجتمع المال مع النفوذ؟ هل ستتغيّر المعادلات؟ أم أن ماسك سينتهي مفلسًا، كما تنبأ ذات يوم .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025