بقلم: باسله علي
في غرفة الانتظار في احدى العيادات يجلسان بجانب بعضهما احداهما يظهر عليه الثراء، لقد جاء لعمل الفحوصات الدورية فقط. اما الاخرى يظهر في عينيها حزن عميق، جذوره في القلب يمتد ليظهر خارج جسدها، فتراه في عينيها مجرد ان تسقط عيناك عليها.
رن هاتفها فأجابت، نعم انا في العيادة انتظر، نعم سأحتاج لوقت مازال امامي العديد من المرضى، سأسأله ان كان يستطيع مساعدتنا، نعم نعم سأسأله، سأخبره اننا لا نملك ثمن العملية، ولا امل لنا غير املنا بالله و مساعدة هذا الطبيب لنا...لاحظت انها تزعج الموجودين بالقاعة، فحملت هاتفها و خرجت لتكمل المكالمة مع الطرف الاخر.عرف الرجل اسأله الطرف الاخر من إجابات المرأة...
نظر الى مقعد المرأة وجدها نسيت حقيبتها على المقعد، بل لعلها فارغه لا تحتوي على شيء ذا قيمه لتحملها معها عندما ذهبت لتكمل مكالمتها.
أحس بمدى حاجة هذه المرأة، واعتصر الالم قلبه لألمها.
فكر في ان يساعدها دون ان يحرجها، ولكن ما الطريقة؟
وإذا به يدس يده في حقيبتها محاولا ان لا يراه احد، و يضع مبلغا من المال قد يساعدها و يجعلها لا تطلب الحاجه حتى من هذا الطبيب.
خرج من القاعة مسرعا واصطدمت كتفه بكتف المرأة وهي تعود الى مقعدها. واذا بأحدهم يقول لها: انتبهي ذلك الرجل لابد وانه سرق شيء من حقيبتك. فلقد رأيته بأم عيني يضع يده في حقيبتك ويخرج.
لهف قلبها وخافت، بسرعه فتحت حقيبتها فاذا بالمبلغ الذي في حقيبتها اكثر بكثير مما كان، نزلت دموعها دون ان تشعر لتشكر الله على عطاياه و تشكر ذلك الرجل الذي لا تعلم من هو او اذا كانت ستراه يوما.
لا تحكموا على ظاهر الامور. فهناك من يسرق قلبك ليحافظ عليه لا ليدمره، احسنوا الظن بالله وبأنفسكم وبالآخرين. قد تراه يسرق ولكنه في الحقيقة... يتصدق..