وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الثلاثاء – 1- 7 – 2025 العين القضاة: مادة "الميثانول" ترهق الجهاز العصبي وهي مادة خطرة جداً - فيديو ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 228 بلدية الرمثا تباشر المراحل الأخيرة من شارع الأربعين بعد انتظار لعقود - فيديو انطلاق معسكر "الصحة والشباب" في بيت شباب البترا رئيس الوزراء يستقبل رئيس الهلال الأحمر الأردني البريزات يبحث تعزيز التعاون السياحي مع منظمة السياحة العالمية في مدريد جلسة لمجلس محافظة الكرك لمراجعة مشاريع المحافظة ٢٠٢٥ مجلس محافظة جرش تقرير راصد مجحف رئيس بلدية كفرنجه يصف تقرير راصد بأنه غير دقيق انطلاق فعاليات المراكز الصيفية القرآنية في جرش النائب المشاقبة : بحاجة لخطط عابرة للحكومات ورؤية واضحة لتحقيق نجاح بالتعليم تعيين سيدة “متصرف لواء” لأول مرة في تاريخ وزارة الداخلية اكتشاف خاصية خطيرة لـ"أوميغا 3"! واشنطن تعيد موظفيها ودبلوماسييها تدريجيا للعمل بالمنطقة عقب حرب الـ12 يوما

القسم : بوابة الحقيقة
حين تُدار الحروب بتفاهمات باردة
نشر بتاريخ : 6/24/2025 1:17:13 PM
د. روان سليمان الحياري

 

د. روان سليمان الحياري

 

في سابقة لافتة، نفّذت إيران ضربات دقيقة داخل الأراضي القطرية، في تصعيد عسكري لا يُقرأ بمعزل عن السياق الإقليمي والدولي، ويحمل رسائل مركّبة في اتجاهات عدة. ليس أقلّها أن طهران أبلغت واشنطن مسبقًا بتفاصيل الضربة.

 

فهل يُعدّ ذلك مجرد تنسيق لتفادي التصادم، أم أنه يعكس تحوّل "الخصومة" التقليدية إلى تفاهمات ضمنية حول إدارة النفوذ وأدوات الردع في المنطقة؟

 

لا شك أننا أمام معادلة جديدة في الإقليم: صراع يُدار داخل حدود مرسومة، لا يتجاوز الخطوط الحمراء المعلنة، وخارج إطار الفوضى والانفلات. وهذا ما يُشي بتفاهمات باردة بين مشاريع متنافسة على قيادة المشهد الإقليمي.

 

الضربة الإيرانية على قطر – بكل ما تمثله الدوحة من رمزية كـ لاعب دبلوماسي وإعلامي وأمني – لم تكن تستهدف خسائر مباشرة، بل اختارت أن تُرسل رسائل محسوبة إلى أكثر من طرف: رسالة اختبار للخطوط الأميركية، ورسالة ضغط موجهه، ورسالة داخلية لتحصين سردية الردع. والتي هنأ بعدها الرئيس الأميركي العالم، بأن "حان وقت السلام".

 

في هذا المشهد، تتقاطع مشاريع تتنافس على السطح وتتناغم في العمق: المشروع الأميركي، والمشروع الإسرائيلي الذي يوظف "الخطر الإيراني" كرافعة أمنية وتبريرية للهيمنة، والمشروع الإيراني الذي يُتقن اللعب بين الخطوط، ويعيد تقديم نفسه كلاعب اقليمي لا يمكن تجاوزه.

 

في خضم هذه المعادلة، تحاول دول الإقليم تفكيك الرسائل وفهم حدود اللعبة: فهل ما جرى في قطر هو نهاية مرحلة ؟ أم أنه بداية لمرحلة جديدة من التفاهمات، تفاهمات لا تمر عبر طاولات التفاوض، بل عبر صواريخ "معلومة التوقيت" وذات حدود؟

 

في مرحلة جديدة من "الضربات المُبلّغ عنها" ، فحين تصبح الحرب مشروطة، لم تعد الحرب حربًا بالمعنى التقليدي، بل تحوّلت إلى أداة تفاوض استراتيجية، تُرسم بها خرائط نفوذ ما بعد النزاع... خرائط و كأنها تبدو أقرب مما نعتقد.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023