وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاثنين 6 -5 -2024 منتخب التايكواندو يعسكر في تايوان وسائل إعلام: فرنسا ترسل أول جنودها إلى أوكرانيا مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة عسكريون جدد ومعدات حربية.. روسيا تعزز وجودها في النيجر مدافع بايرن ميونخ أول الغائبين عن مواجهة الإياب بين الفريق البافاري وريال مدريد وزير التربية: التعليم المهني يحظى بالأولوية القصوى في الخطط والبرامج التطويرية رومانيا.. احتراق كنيسة بسبب شمعة إيران تعلن موعد بدء صب الخرسانة في "جزيرة نووية" جديدة ليفربول يستقر على لاعب ريال مدريد السابق لتعويض صلاح أحزاب : 30 مقعد من مقاعد مجلس النواب القادم ستكون شخصيات مستحدثه - فيديو عسكريون : هدنة قريبة في غزة وستكون طويلة - فيديو الملاكم كانيلو ألفاريز يهزم مونغويا ويحتفظ بألقابه العالمية ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات بالبرازيل إلى 66 قتيلا وأكثر من 100 مفقود روسيا : لن نقطع العلاقات الدبلوماسية مع دول البلطيق

القسم : بوابة الحقيقة
الاشاعات الأرقام والحقائق في الطب
نشر بتاريخ : 5/6/2017 11:34:26 AM
الدكتور فايز أبو حميدان
 
بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان

جلس الى جانبي في رحلتي من دبي الى بانكوك وعندما عرف أنني طبيب استرسل في الحديث عن دواعي سفره فهو يعاني من ورم خبيث وكان على ثقة تامة بالشفاء على أيدي أشخاص سيُعالجونه بطرق الطب البديل مستنكراً أهمية الطب الحديث وعندما أطلعني على نتيجة فحص الأنسجة والذي كان يحتفظ به في ملف كبير تبين لي بأن إمكانية شفاء هذا الرجل من الناحية الطبية مستحيلة فلديه خلايا سرطانية خبيثة جداً ومنتشرة في أماكن متعددة من جسمه.

ولكنه كرر لي في حديثه بأن صديق ابن عم له أخبره بمقدرة المركز المتجه إليه علاج حالات مستعصية جداً وعند مراجعتي لأوراق ذلك المركز لاحظت أيضاً البراعة والمهارة في الدعاية والاعلان والترويج لذلك المركز غير الطبي، والذي يستغل طرق العلاج البديل لتحقيق فوائد ومكاسب مادية.

لماذا يسلم الانسان بالإشاعات والاخبار أكثر من الحقائق والأرقام العلمية ؟! نعلم جميعاً بأن هناك حالات نادرة في الطب تكون نتائجها إيجابية بعكس توقعات الأطباء،  ولكن هذه الحالات نادرة ولا تنطبق على جميع المرضى.

ففي مجال اختصاصي بالتحديد اسمع الكثير وخاصة عن نسب الحمل بعد الخضوع لعلاجات العقم المتعددة والتي لا تتجاوز 30% في العادة، وهذا يعود الى أسباب موضوعية بيولوجية ووراثية وليس لسوء اختيار طرق العلاج ولا لخبرة الأطباء ومستوى تعليمهم، ويعلن البعض عن نسب نجاح العلاج وقد تصل إلى 80% وأكثر، ان مثل هذا التصرف من قبل بعض الزملاء يعمق ظاهرة عدم الثقة بالطبيب والعلاج بشكل عام ويشوش أفكار الناس ويسيء لهم.

فالمعرفة في علوم الرياضيات والاحصائيات ضرورية وخاصة في فهم العلاقة بين العلاج ونسب النجاح وامكانيات حدوث الضرر الناتج عن المضاعفات أو غيرها، وهذا ما يحدد إمكانية الشفاء والدقة في اختيار الطرق المُثلى لعلاج المرضى بل ويساعد المريض على اختيار الطريقة المناسبة له . بل ويوجد أبحاث علمية استطاعت ان تثبت بأن الأشخاص الذين يجيدون التعامل مع الأرقام والاحصائيات لديهم إمكانية وقدرة أفضل على الشفاء، إذ يظهر هذا جلياً لدى مرضى السكري فالذي يفقه بالأرقام وحساب نسبة السكر في الدم يستطيع السيطرة أفضل على وضعه الصحي، وينطبق هذا أيضاً على مرضى الجلطات القلبية ومرضى غسيل الكلى...... الخ.

إننا نعلم بأن الأمور تأخذ طابعاً عاطفياً عندما يكون للمرض تبعات نفسية متعددة، وهذا ربما يعيق التفكير العملي للإنسان وخاصة اذا أصاب المرض أحباء له. يضاف إلى ذلك عامل الوقت والخوف اللذان قد يؤديان إلى عدم مراعاة الأرقام والتشبث بأي ذرة من الامل للشفاء، وخاصة في حال ارتباط المرض بحالة الحياة أو الموت.

أثبتت بعض الدراسات بأن النساء أكثر واقعية من الرجال في فهم احصائيات العلاج، ولكن الأسباب لهذا غير معروفة وذلك خلافاً لما هو متعارف عليه مجتمعياً بأن طبيعة المرأة تميل إلى العاطفة أكثر.

ان للإحصائيات طعمٌ مُرّ المذاق على النفس أحياناً وربما مُحبِط في بعض الأحيان، ولكن المعرفة الجيدة للأرقام تُجنبنا العواقب الوخيمة الناتجة عن سوء الفهم وتعمق لدينا الثقة بالفريق المعالج وتساعد كثيراً في اختيار الطرق الصحيحة والمناسبة للعلاج.
ولكن الأهم من هذا كله ليس فقط إيصال الإحصائيات والأرقام للمريض انما كيفيه إيصالها للمرض ولذويه بصورة جيدة وشفافة ولطريقة التوضيح هنا أهمية خاصة.

كما ويجب علينا زيادة وعي المواطنين للتمييز بين الاشاعات الكاذبة وبين الحقائق الطبية، وهنا يتوجب على الجهات الرقابية الحكومية ضبط هذه الأمور وتطوير ما يعرف بالسجلات الوطنية لتوثيق نتائج العلاج ومقارنتها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023