بقلم: مهنا نافع
بمبادرة من أعضاء ملتقى النخبة- elite كان اللقاء الثالث مع
معالي المهندس خالد الحنيفات وزير الزراعة، وما الدلالة الواضحة لتكرار هذه
اللقاءات إلا الأهمية الخاصة لهذه الوزارة بسبب علاقتها المباشرة بالشأن المعيشي
اليومي للمواطن وارتباط حسن أدائها بتناسب طردي مع تحقيق الأمن الغذائي المحلي.
بدأ اللقاء معاليه بشرح واف عن كامل
إنجازات الوزارة خلال العام الماضي 2024 والتي كانت ببدايته الزيارة الثانية
للملتقى، لذلك كان من الملاحظ تعزيز كل ما تم من إنجاز بالأرقام والنسب، وبين محور
النقاش المطروح والذي يليه كان يتم استيضاح العديد من النقاط المتعلقة به من أعضاء
الملتقى.
كان للحصاد المائي والأجندة الزراعية
الحصة الوافية في المحور الأول، لينتقل الحوار إلى الحوافز المقدمة لدعم الاستثمار
وطرق الاقراض الزراعي ونواحي النقل والحفظ بالتبريد وغيره، ومن ثم تم التطرق إلى
الصناعات التحويلية للمنتجات الزراعية كالعصائر وغيرها، وذكر معاليه آلية تتبع
جودة المنتج من المزارع إلى المواطن ومراكز التسويق المحلية والنسب الجيدة للتصدير
التي تدل على ارتفاع الجودة والثقة بالمنتج الأردني، أما المحور الأخير قبل بدأ
مشاركات الزملاء فقد كان الرؤية العامة لمفهوم الخطة الوطنية للزراعة المستدامة،
وأهمية دعم الإرشاد الزراعي بكافة المديريات والعمل على اتمتت التسويق بكل نواحيه،
وأما الشباب الأردني وطرق تحفيزه للانخراط بالعمل الزراعي فقد كان له كل الحضور.
مشاركتي كانت تتعلق بالخمس مقومات
للعملية الزراعية التي تبدأ أولا من القرار الصحيح لاختيار (الصنف) المنوي زراعته
وإرشاد المزارع لحسن اختياره ومساعدته على تأمينه، وثانيا إعداد (التربة) لاستقبال
هذا الصنف والدعم المطلوب لتأمين الآليات لإعدادها فهي الحاضنة التي يجب الحفاظ
عليها، وذكرت إن كان هناك أي توجه للاحتفاظ بأي تربة خصبة يتم تجريفها نتيجة
عمليات البناء وتوسع المد العمراني ومن ثم إعادة استخدامها بنقلها للأماكن ذات
الأراضي المرتفعة الملوحة، وثالثا كانت (المياه) وعلاقة توفرها بطبيعة الصنف
المختار والكم المتوقع للاستهلاك منها، ورابعا كانت (الأسمدة) والقيمة المضافة
التي نتمنى توفرها للعديد من مخرجات المؤسسات الوطنية كالبوتاس والفوسفات ليتم
التوسع بتصنيعها محليا وبالتالي انخفاض أسعارها، وخامسا كانت (المبيدات الحشرية
والفطرية) وحسن استخدامها بالطرق السليمة، وبالطبع كل ما سبق يقع تحت مظلة المناخ
والموسم المختار للمنطقة الزراعية.
وبنهاية مداخلتي ذكرت اقتراحا لمواجهة
أي ظرف بالمستقبل إن نتج لضعف توفر المياه نتيجة أي انحباس للأمطار ويتمثل للبدء
بدراسة طرق الزراعة الملحية وكيفية الوصول بواسطة الهندسة الوراثية لأصناف تتقبل
النمو بالتربة المالحة وتتقبل أيضا استقبال مياه بنسبة ملوحة عالية، وأخيرا لا يسعني
إلا أن أشكر معاليه للتفاعل مع كل ما ذكر من اقتراحات وحلول، وكذلك لا بد من شكر
كل من ساهم لنجاح هذا اللقاء المهم.
مهنا نافع