بقلم: عبدالكريم حمد العبادي
في ظلال 25 عاما من حكم جلالة الملك عبدالله
الثاني، تعجز الكلمات عن وصف مسيرة ملك هاشمي، نذر نفسه لأبناء شعبه وأمته، خادما،
موفيا بعهد أبيه الحسين، طيب الله ثراه، الذي قال في يوم ميلاده "فإني قد
نذرت عبدالله لأسرته الكبيرة، ووهبت حياته لأمته المجيدة.
ولسوف يكبر عبدالله ويترعرع، في صفوفكم..
وعندها سيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه، الخادم المخلص لهذه الأسرة، والجندي الأمين،
في جيش العروبة والإسلام".
وعلى مدار ربع قرن، تشهد الأيام والسنون، على
عزيمة ملك روض عاتيات الظروف، وجعل منها فرصا، تجعل من الأحلام والمستحيلات، حقيقة،
يترفوا فيها أبناء شعبه. يخوض غمار التحديات، ليحفظ كرامة شعبه وأمته ويتيح لهم
حياة فضلى، في وطن ساج حدوده بنار تتلظى لكل معتد أثيم وغادر وحاسد.
طيلة تلك الفترة، لا أُذكر، وكما هي ذاكرة
الأردنيين، يوما، لم يكن هنالك حضورا ملكيا، سواء أكان محليا أو إقليميا، أو
دوليا، حضورا ملكيا متسلحا بالحكمة والحنكة والاستشراف لما سيكون، والتحذير لما
يجب أن لا يكون.
في ظلال (25) عاما، كان عبدالله
الثاني، الأقرب إلى أبناء شعبه، يتلمس هموهم ويقف عند حوائجهم، لم تغفل عينه عنهم
قط، في بواديهم وقراهم واريافهم ومخيماتهم، فالأولوية لجلالته "تأمين حياة
أفضل لجميع الأردنيين"، هذا ليس شعارا، بل افعالا وتجسدت بنتائج، توثقها صفحات
سجلات إنجاز وطن يزداد منعة وقوة، اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وتنمويا.
ومنذ أن تسلم جلالة الملك سلطاته
الدستورية، انتهج حكما، ارتكز فيه على التشاركية في اتخاذ القرار، وجعل من المواطن
المحتاج منتجا، مستندا إلى حاكمية، تبغض البيروقراطية، وتؤمن بتعزيز اللامركزية،
واجدا من الميدان مكانا للعمل، وفق نظام مساءلة، قائم على العدالة والشفافية، يجزي
من أنجز، ويعاقب من قصر أو فسد.
وخلال الـ(25) عاما، أصاب الخير
الهاشمي، جميع انحاء الوطن، فكانت المبادرات الملكية في مختلف القطاعات، فكانت
الوحدات السكنية تأوي الأسر العفيفة، والوحدات والفروع الإنتاجية للمصانع بصمة
واضحة في كل محافظة، والمرافق التي تعنى بتعزيز دور الشباب وتمكين المرأة والعمل
الخيري، فاعلة في كل محافظة.
ففي ظلال (25) عاما، حمل الملك الهاشمي، لواء الدفاع عن حقيقة الإسلام
وسماحته، والدفاع عن الأمة وقضاياها العادلة، وترسيخ مفاهيم العيش المشترك
باعتبارها رسالة وأمانة.
كيف لا، والهاشميون، هم أحفاد النبي المصطفوي
الهاشمي الأمين، وهم أصحاب الرفادة والسدانة والسقاية. ويتشرفون بخدمة أشقائهم
العرب والمسلمين وقضاياهم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والقدس ومقدساتها،
إسلامية ومسيحية، وحماية المسجد الأقصى ورعايته، فالأردن يعتبر المدافع الأول
والسند والظهير للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
وفي ظل التداعيات التي عصفت وتعصف
بالمنطقة، فقد اختبر الوطن بثباته على مواقفه ومبادئه، في محطات كثيرة، أظهر
الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، ووعي شعبه، بأنه لا حياد عن ثوابته الوطنية
ومبادئه التي أسس عليها، مهما كانت الكلف، ففلسطين وأهلها تشهد، ومواقفه تجاه
مختلف قضايا أمته والإنسانية جمعاء ما تزال حاضرة في المحافل الدولية، فالأردن، لا
يخشى في الحق لومة لائم، فمواقفه المعلنة، هي ذاتها في الجلسات والأماكن المغلقة،
وليس منا من يداري بصره عن مواقف الأردن وجهود الملك تجاه ما يجري في غزة والضفة
الغربية، وكذلك تجاه الأزمة السورية، وموقفه من الأشقاء في الجمهورية العربية
العراقية، وغيرها.
فبعد (25) عاما، من العطاء والتضحية
والانجاز، نعاهدك بأننا، يا أهل الطيب وسيدها وسيد عربها، بك ومعك، سائرون، فمن
سار خلفك ومعك لا يميل، ومن حاد عن دربك ما استقام.
ونقول لكم يا سيدي في يوبيلك الفضي، شكرا على
عطائك الذي لا ينضب، وحملك الأمانة بإخلاص، بلا كلل أو منن، ليكون أردن العزم رمزا
ونموذجا في الرفعة والتقدم، فجزيل الشكر نهديك ونسأل رب العرش يحميك، وعقبال
"الويبل الذهبي".