وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاثنين 6 -5 -2024 منتخب التايكواندو يعسكر في تايوان وسائل إعلام: فرنسا ترسل أول جنودها إلى أوكرانيا مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة عسكريون جدد ومعدات حربية.. روسيا تعزز وجودها في النيجر مدافع بايرن ميونخ أول الغائبين عن مواجهة الإياب بين الفريق البافاري وريال مدريد وزير التربية: التعليم المهني يحظى بالأولوية القصوى في الخطط والبرامج التطويرية رومانيا.. احتراق كنيسة بسبب شمعة إيران تعلن موعد بدء صب الخرسانة في "جزيرة نووية" جديدة ليفربول يستقر على لاعب ريال مدريد السابق لتعويض صلاح أحزاب : 30 مقعد من مقاعد مجلس النواب القادم ستكون شخصيات مستحدثه - فيديو عسكريون : هدنة قريبة في غزة وستكون طويلة - فيديو الملاكم كانيلو ألفاريز يهزم مونغويا ويحتفظ بألقابه العالمية ارتفاع عدد ضحايا الفيضانات بالبرازيل إلى 66 قتيلا وأكثر من 100 مفقود روسيا : لن نقطع العلاقات الدبلوماسية مع دول البلطيق

القسم : بوابة الحقيقة
فلنسـاهــم جميعــاً للحــد من هذا الخطــر
نشر بتاريخ : 4/15/2017 12:49:35 PM
الدكتور فايز أبو حميدان
 
بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان

قبل مائة عام كانت الالتهابات والامراض المعدية هي المسبب الأول للوفاة ونخص بالذكر هنا أمراض السل والكوليرا والأمراض التناسلية بالإضافة إلى التهاب اللوزتين الذي كان يعد مرضاً خطيراً يودي بحياة الناس، كما ان نسبة الوفيات من جرحى الحروب كانت مرتفعة جداً ولا تحصى، إلى أن استطاع العالم البريطاني ألكسندر فلمنج اكتشاف البنسلين بمحض الصدفة عام 1928، والذي حاز على جائزة نوبل في الطب عام 1945 كونه يعد أول مضاد حيوي ساهم في إنقاذ حياة الملايين من الناس، وفي كلمة ألقاها فلمنج ذلك اليوم احتفاءً بهذه المناسبة حذّر من ضرورة مراعاة مسألة اكتساب الجراثيم مناعة ضد المضادات الحيوية نتيجة حدوث تحولات وتغيرات في تركيبتها الجينية في حال سوء استخدام هذه المضادات، وهذا للأسف ما حدث خلال أكثر من 80 عاماً مضت.

على الرغم من وجود أجيال جديدة للمضادات الحيوية الا أننا نكتشف كل يوم تزايد المناعة لدى بعض الجراثيم التي لا تتأثر بأنواع العلاجات المختلفة، مما يؤدي إلى تفاقم خطر تطور مناعتها والتي تمنحها المقدرة على الوقاية من المضاد الحيوي المقدم لها وبالتالي الانتصار على جسم الانسان وإلحاق الضرر به.

من أهم الممارسات الخاطئة هو حصول المواطن على المضادات الحيوية بشكل سهل ودون وصفة طبية وعدم الالتزام بتناول الجرعات بالشكل الصحيح والاسراف الخاطئ في استخدامها، والتوقف عن تناولها بعد فترة وجيزة وقبل انتهاء مدة العلاج ودون إعطاء العقار الوقت الكافي للتأثير على المرض.

كما نرى أيضاً تسرع الكثير من الأطباء في إعطاء المرضى المضادات الحيوية دون التأكد من نوعية الجراثيم وحساسيتها للعلاج وخاصة لدى الأطفال وذلك لإلحاح الأبوين على ذلك لرغبتهم بشفائهم السريع.

وأحياناً قد تُعطى المضادات للالتهابات الفيروسية وهنا لا يكون للمضادات الحيوية أي تأثير على هذه الفيروسات، وهذا الوضع قد يؤدي الى نشوء الحساسية وأمراض الرئة المرافقة لها وخاصة عند الأطفال.

ويجب أن لا نغفل التأثير السلبي لاستخدام المضادات الحيوية في الزراعة والثروة الحيوانية حيث أدى هذا الى انتقال الجراثيم التي تحمل المناعة عبر السلسلة الغذائية الى جسم الانسان، كما أن وجود هذه الجراثيم في أماكن العلاج كالمستشفيات والمراكز الصحية أدى الى تفاقم خطر المناعة لدى الجراثيم وأصبح حلها معضلة طبية وصحية ومالية كبرى لشركات التأمين والحكومات والمواطنين.

ان هذا الوضع يتطلب منا اتباع سياسة جديدة لاستخدام المضادات الحيوية بشكل أمثل وفعال من جانب الأطباء وأفراد المجتمع، كما ويتطلب تطوير صناعة وانتاج هذه العقاقير إلى جانب اجراء أبحاث علمية جديدة لمعرفة آلية نشوء المناعة لدى الجراثيم، كما ويجب تطوير سياسة تثقيفية للناس وللعاملين في المجال الصحي.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023