بقلم: الدكتور هيثم احمد المعابرة
لقد قاد جلالة الملك عبدالله الثاني
خلال زيارته للعاصمة الأميركية حراكاً نشطا ملحوظا على أكثر من صعيد ومستوى أكد
فيها الملك أن الأردن ومهما بلغت التحديات والتضحيات سيبقى موقفة ثابتا وراسخا تجاه
القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة من عدوان غاشم وحرب إبادة وتدمير ممنهج
ومحاولات التهجير القسري للفلسطينيين حيث يناضل الأردن بكل قوته وسط حقول من
الألغام ووجود حكومة اليمين المتطرف لوقف العدوان الإسرائيلي وإيجاد حل شامل
للقضية الفلسطينية وفق حل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية
الدولية.
لقد كان الخطاب الملكي القوي والمؤثر
والحاسم والتاريخي من قلب البيت الأبيض والذي يعد خطابا عظيما وغير مسبوق رسالة يجب أن تكون نهجا ودستورا سياسيا
ودبلوماسيا واخلاقيا للعالم أجمع .
الملك بخطابة الشامل والدقيق من وسط
رمز القوة والسلطة الامريكية على العالم
جاء مختلفا كليا عن السابق ومحيطا لكل مستجدات الأمور بالمنطقة وكانت
الرسائل الملكية مباشرة دون تورية للولايات المتحدة الأميركية صاحبة القول الأهم
فيما يتعلق بالملف الفلسطيني وعملية السلام بأن الأردن لن يقبل بأي سلام لا يحقق
للفلسطينيين حقوقهم وأولها الدولة الفلسطينية المستقلة
تمثل المبادئ الأردنية الثابتة والراسخة التي
حظيت باحترام عالمي شامل لارتكازها على مبدأ الحوار والتفاهم والبعد عن الإملاءات
التي تحاول المساس بالكرامة وترفضها القوانين والأعراف الدولية كما لا تقبلها
الأديان ولا الأخلاق ولا المبادئ الإنسانية
وأكد من خلالها الملك أن الأردن سيبقى
صوت الحق دوما في وجه المعتدي وإن كانت
القضية حربا فنحن سنخوضها بشتى الوسائل والطرق سواء أكانت حربا سياسية ام
إغاثية دبلوماسية أم إعلامية نصرة للقضية الفلسطينية ولوقوف العدوان الإسرائيلي
على غزة.
الملك بحضوره المهيب وضع الإدارة
الأمريكية بكافة مفاصلها والمجتمع الامريكي والغربي والعالمي أمام مسؤوليات كبيرة بعد خطابة في
البيت الأبيض وبيان الوضع الإنساني
المأساوي الذي تعانيه غزة جراء العدوان الإسرائيلي وتشريد اكثر من مليون ونصف
إنسان ناهيك عن وقف مساعدات الأونروا التي تنذر بكارثة حقيقة تشمل كل مفاصل ومعاني
الحياة للفلسطينيين .
ان الجهود التي يبذلها جلالة الملك منذ
بدء العدوان على غزة لغاية زيارته
للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وكندا وتوظيف الملك جميع الوسائل السياسية
والدبلوماسية لدية بكل حكمة واقتدار وقوة وما حظيت به الجولة الحالية من اهتمام سياسي
واعلامي عالمي غير مسبوق تشكل عنونا اردنيا هاشميا يفتخر به كل أردني وعربي وتؤكد ان الأردن ينطلق
من منطلقة الوطني العروبي وواجبة الديني والشرعي والاخلاقي حيث يعد الأردن القضية
الفلسطينية قضيته المركزية الأولى وينظر إليها بوصفها أولوية في سياسته الخارجية
ويرى فيها قضية محورية وأساسية لأمن المنطقة يمثل حلها مفتاح السلام والاستقرار في
العالم وإن الأردن لن يتخلى عن فلسطين والقدس مهما كان الثمن باهظا.