بقلم: هدى العتوم
إن الأصول تقضي أن تنبثق الأسئلة من المادة التي يتم تدريسها، فإذا كانت الاسئلة بهذا المستوى من الانحدار والتدني ومخالفة الدين والقيم، فما هو المحتوى الذي يتم تدريسها لأجيالنا في الجامعة الأردنية ؟!!!
من المؤكد أن الشُعب التدريسية للمادة كثيرة، والذي انفرد بوضع الأسئلة يعلم تماما حجم الضرر الذي سيلحقه بعملية التعليم في الجامعة.
ويبدو أنه انفرد أيضا بهذا الطرح اثناء تدريسه للمادة.
إن المدرسين الذين يدرسوا المادة وأعطوها حقها هم أول المتضررين بما حدث، وكم تمنيت أن يجهروا بموقف رفض لصيغة هذا الامتحان.
إن توجه الجامعة للتحقيق في هذا الامتحان ليس كافيا أبدا وإن التوجه الجاد يكون بمحاسبة المتسببين في المشكلة و إيقاع اشد العقوبات بحقهم كما يجب البحث في جذور بث هذه التوجهات المسمومة التي تصادم ديننا وقيمنا الأخلاقية وإنهاء القضية من أصلها.
إن ما يجري تخريب وعبث خطير بالفكر والوعي لدى الأجيال، ودليل أن هناك اختراقات ممنهجة ومدروسة للمؤسسات التربوية على يد جهات وأفراد يرتبطون بفكر يخالف وجدان الأمة ويمولون من جهات لا تخفي استهداف الأردن ومجتمعه وارتباطه بأمته وحضارته الإسلامية.
إننا نعيش لحظة تاريخية ونحن نشهد ما يجري من جرائم في أراضينا المحتلة، وإن من وضع هذا الامتحان بهذه الطريقة التي تعدى فيها على كل قيمنا يشغل الدولة والمجتمع عن هم الأمة وسعيها لتحرير الأرض والإنسان والمقدسات، وهو بهذا يقدم الخدمة المطلوبة لقوى الاحتلال.
إن الأجيال تعي ما يجري، وإن احتجاج طلبة الجامعة الأردنية ورفضهم لهذا الامتحان مؤشر أن هذا الجيل لا يصمت على باطل ويرتبط بأمته وقيمه الإسلامية أشد الارتباط، ولن تفلح قوة في عزله عن دينه وإشغاله عن عدوه الحقيقي.