بقلم: أ.د. محمد ماجد الدَّخيّل
أدرك جلالة الملك ضرورة ضبط إيقاع حدود مملكتنا الشمالية
والشرقية أمام البوابة الجنوبية السورية ،
و دعا بأوقات مبكرة بتطبيق قواعد الاشتباك
المسلح في وجه التحدي الكبير وهو محاولة
بعض الخارجين عن قوانين الأخلاق والأعراف والقوانين
الدولية والحدودية إدخالهم المخدرات والسلاح
غير المشروع.
إن الغايات والأهداف لهؤلاء
اللاخلاقيين مكشوفة ومعروفة لنا من جهة ، وأن الجهات التي تقف وراءها وتعضدها
وتساندها وتحرضها وتشجعها على مثل هذه الممارسات والسلوكيات الخاطئة معروفة ومعدودة .
إن العين الملكية الحمراء بتعبيرها
المجازي وتوجيهاتها الكريمة هي الضامن الأول لحدودنا من جوانبها الأربعة ، وبطولة
جيشنا العربي وأجهزته الفنية والأمنية هو الفاعل النشيط في صد هذه الأفعال الشنيعة
وضميرها الصدئ من جهة أخرى.
ولطالما تكررت مثل هذه الأفعال الشائنة
التي تعمل بشكل مبرمج وبمدد زمنية طويلة
الأمد فهي لا تعبئ بمخاطر أعمالها ولا
بغرابها الأسود ولا يحكمها ضمير إنساني حي ، ولكنها لا تدري أنها أمام عيون لا
تعرف النوم ولا تعرف الكلل ولا تعرف الملل ، ولا تعرف أن جيشنا العربي لها
بالمرصاد والترقب .
الجيش العربي حينما سمي بهذا الاسم
فإنه يؤدي رسالة واضحة وسامية ونقية، ففي صده ودفاعه واشتباكه المستمر لا يدافع عن
نفسه ولا عن وطنه فحسب، وإنما عن الأمة التي لولا هذا الجيش المغوار لكان من
السهولة بمكان دخول مثل هذه الآفات كالمخدرات بشتى أنواعها وأشكالها وأحجامها
وأوزانها بكل سهولة إليها وما تجره من ويلات وسلوكيات ومشاكل بين أفراد هذه
المجتمعات العربية والإسلامية .
إن الفضل الكبير لتوجيهات جلالة الملك
وتعليماته المستمرة ،فنحن نخوض حرباً شعواء وحرباً كبيرة ضد إرهاب المهربين وقتلة
العقول والقلوب ،وحرباً عظيمة ضد من يقف
وراء هذا الإرهاب .
وكما أننا نراهن على وعي مجتمعنا الأردني الذي يرفض مثل
هذه المحرمات ،ولا يوفر لها السند ولا الحاضنة الاجتماعية ، وأنه
يساند القرار الرسمي ويدعمه ويشد
على يده في الوقوف أمام هؤلاء المارقين وأفعالهم البشعة .
فلا بد من تكاتف مجتمعي وعربي وأممي
يؤمن بثقافة سلامة الحدود الأردنية من جهات البؤر الساخنة التي لا تضبط حدودها
السياسية والجغرافية مع جيرانها ، ولا تنسق معنا في مكافحة ظاهرة المخدرات كي لا
تصبح الرغبات بشكوى دولية إذا تكررت هذه الظاهرة بصورة مزعجة لنا ومقلقة
ومؤرقة .
وكذلك الأمر إعلامنا الرسمي والرقمي
عليه واجبات تنويرية وإرشادية واستراتيجية شاملة للوقوف على الآثار السلبية لمثل
هذه الآفات وطرق مكافحتها والقضاء عليها عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي.
حمى الله الوطن وقيادته و شعبنا
وحدودنا .