الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : بوابة الحقيقة
من الجزائر لأيرلندا..!
نشر بتاريخ : 12/17/2023 11:57:49 AM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

 

كنا قد سردنا قبل عدة أشهر في إحدى مقالاتنا كيف عمل الاستعمار الفرنسي في الجزائر على مدار أكثر من 100 عام على إلغاء هوية الشعب الجزائري واستمات في شطب وجوده بكل أنواع الجرائم التي لا تمت للإنسانية بصلة، سعياً منه لترسيخ حقيقة كذبه بأن الجزائر ليس أكثر من مقاطعة فرنسية جنوبية وأنه لا وجود لشعب اسمه شعب جزائري، واليوم نتنقل بين صفحات التاريخ من قصة معاناة الجزائر بشعبها العربي المسلم قبل أن ينال استقلاله ويتخلص من إجرام مستعمر يدعي دفاعه عن حقوق الإنسان اليوم مع أمثاله من الدول الكبرى في العالم، والتي دائماً ما تدعي سعيها للأفضل للإنسان والإنسانية لنرى ماذا تقول صفحات التاريخ في أمثال هؤلاء، ولننتقل معاً في هذه السطور إلى جمهورية أيرلندا، تلك الدولة الواقعة في قارة أوروبا وشعبها الأوروبي المسيحي الديانة وتجربته مع إحدى تلك الدول الكبرى، فنحن هنا لن نتحدث لا عن دولة عربية ولا حتى مسلمة الديانة، فقد كانت أيرلندا مستعمرة بريطانية منذ القرن الثاني عشر عندما قام الملك هنري الثاني بغزوها، ليستمر الحكم البريطاني لها 800 عام حتى استقلالها في العام 1921، وقد عمل البريطانيون خلال هذه السنوات على قمع الثقافة الأيرلندية وشطبها بكافة أشكالها، بما في ذلك اللغة والموسيقى والفنون، بل وحتى العمل على التمييز الديني بين الأيرلنديين الكاثوليك والبريطانيين البروتستانت، وقد بلغت ذروة الاضطهاد في مجاعة البطاطس الأيرلندية أو المجاعة الكبرى التي ضربت أيرلندا في القرن التاسع عشر بين 1845-1852، عندما أتلفت آفة زراعية محاصيل البطاطس في أنحاء أوروبا وتضررت منها الأراضي الأيرلندية بشكل كبير جداً ما أدى إلى تدمير محصول البطاطس بالكامل، وهي التي كانت تمثل المحصول المهم للمزارعين والفقراء، بل وتشكل ما يقارب نصف نظامهم الغذائي، وقد تسببت هذه المجاعة بموت ما يقارب مليون إنسان وهجرة مليون آخر إلى خارج أيرلندا، ولكن هذه النتيجة كانت لأسباب أخرى فاقمت آثار المجاعة على شعب أيرلندا.

 

تلك الأسباب التي كان تقودها القوة التي كانت تحكم الشعب الأيرلندي آنذاك، والتي لم تفعل شيئاً لهم لتجاوز محنة المجاعة، بل على العكس رفضت بريطانيا المساعدات التي قدمتها لهم بعض الدول، بل وقامت بإلغاء بعض القوانين الجمركية ما تسبب في رفع أسعار السلع الغذائية الأساسية مثل الذرة والخبر، كما استمرت في اجبار التجار على تصدير الحبوب من أيرلندا إلى بريطانيا حتى عندما كان الشعب الأيرلندي يموت من جوعه!

 

وقد عاش ملايين الأيرلنديين نتيجة ذلك في ظروف بائسة جعلت العداء يتنامى تجاه الاستعمار البريطاني، وجعل الشعور بالقومية الوطنية يزداد مع العمل على تحرير البلاد من الغطرسة والظلم البريطاني، تماماً كما يعمل كل استعمار أعمى بطبعه على ترسيخ هذه المفاهيم والقيم لدى الشعوب المقهورة حتى يجعلها تقتلعه من بين ظهرانيها، وهو ما فعله الشعب الأيرلندي عندما ثار مرات عديدة ضد ظلم الاحتلال ودفع الكثير من أرواح شعبه حتى تحققت له حريته ونجح في انتزاعها بإعلان استقلاله في النهاية، ومن هنا نرى كيف كانت إحدى الدول الكبرى مدعية الحرية وحقوق الإنسان تعمل كل جهدها لإلغاء وجود شعب أيرلندا كشعب مستقل له الحق في العيش بحرية وكرامة برغم أنه يدين بذات الديانة التي يدين بها المستعمر، لكن سوء حظه أنه ينتمي لطائفة مختلفة في الديانة ذاتها وهي الطائفة المسيحية الكاثوليكية المختلفة عن عقيدة بريطانيا المسيحية ذات الأغلبية البروتستانتية، حتى أن هذا جعل بريطانيا تفصل شمال أيرلندا لتأسيس أيرلندا الشمالية فيها بحجة تطابق عقيدتها الدينية مع بريطانيا وتضمها إلى بريطانيا لفصلها عن أيرلندا ذات الأغلبية الكاثوليكية، وهو كما هو متوقع دائماً ما أدى لحروب أهلية ونزاعات مستمرة إلى يومنا هذا بين جمهورية أيرلندا والجزء الشمالي منها أو أيرلندا الشمالية. 

 

ومن هنا نرى لا نستغرب عندما نعرف مثل هذه الحقائق التاريخية عن ذات الدولة الكبرى التي قامت باستغلال هيمنتها العسكرية وقوتها الاستعمارية في إنتزاع أرض ليست لها وسرقتها من شعبها الأصلي في وعد بما لا تملكه لمن لا يستحقه، لإقامة دولة احتلال مزعومة فوق تراب أرض فلسطين، ثم دعم هذه الاحتلال بكافة الطرق ليبقى مندوباً لها وللدول الكبرى مثيلاتها في السياسات والأساليب الملتوية لتنفيذ مؤامرتهم على المنطقة وشعوبها، وهو ما يتكشف في فلسطين منذ سنوات طويلة عياناً بياناً وينفضح بشكل أكبر مع كل جريمة يرتكبها هذا الاحتلال المستمر في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، وممارساته المستمرة لمحو أي أثر أو قومية له، وإسكات أي أصوات تنادي بحريته وكرامته واستقلاله، تماماً كما فعل من قام على تأسيس هذا الاحتلال مع كل الشعوب التي استعمرها واحتل أراضيها من قبله، ولذلك لا نستغرب ممارسات هذا الاحتلال المجرم مهما بلغت من الخسة والدناءة والفظاعة فهو لم يتعلم إلا من أمثاله من المستعمرين، وقصصهم تؤكد ذلك من الجزائر لأيرلندا وصولاً إلى كل بقعة عانت من احتلالهم وجرائمهم في هذا العالم، وآخرها أرض فلسطين، أرض البطولة والصمود والإباء، ولكننا لن نستغرب أيضاً نتيجة ذلك والتي كانت متشابهة على الدوام، فمهما نجح الاحتلال في إسكات صوت الحق والحرية ولو لسنوات طويلة، سيخرج له ولو من بين الركام من سيقلب الأرض فوق رأسه يوماً، ليحرر الأرض ويطرد المحتل ويدحره منها مهزوماً مخذولاً بإذن الله، سلاماً لكم يا أهل فلسطين، وسلاماً لجميل صبركم وصمودكم، يا من تعلمون العالم معنى الصبر والصمود والتحدي والكرامة والإباء.

صفحات اقسام المقالات
كتاب الحقيقة مقالات مختارة
صفحة الكاتب
المزيد من مقالات الكاتب
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

حرب الشيطان!

نشر بتاريخ : 11/15/2024 6:38:12 PM

زراعة الإنحطاط ...!

نشر بتاريخ : 9/15/2024 7:03:01 PM

أنت حر..!

نشر بتاريخ : 5/29/2024 3:03:13 PM

لماذا!

نشر بتاريخ : 4/20/2024 7:29:52 PM

ذر الرماد!

نشر بتاريخ : 3/15/2024 5:29:52 PM

إسمه أحمد..!

نشر بتاريخ : 2/17/2024 6:44:38 PM
آخر المقالات المضافة
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023