لم تكن كلمة جلالة الملك عبدالله في قمة القاهرة للسلام اعتيادية في جوهرها ومضمونها العام بل كانت كلمة كاملة
الأركان ودقيقه وحاسمة جدا وشرحت طبيعة الذهنية الصهيونية والغربية التي لا تعرف
الا القتل والعنف والعدوان والكيل بمكيالين لقد احاطت كلمة بمؤتمر السلام كما كان
سابقها بخطابة بالجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الثامنة والسبعين بأدق التفاصيل
وابلغ الرسائل السياسية والانسانية والاخلاقية تجاه القضية الفلسطينية وما يحدث في غزة من عدوان همجي سافر تخطى كل حدود
الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية في
ظل صمت دولي تام حيث كان الخطاب الملكي من
اقوى واعظم الخطابات الأردنية الرسمية في
مواجهة صلف وغطرسة الاحتلال الصهيوني
وهو خطاب يتناغم بشكل كلي مع الموقف الشعبي الأردني.
لقد وضع الخطاب الملكي المستند لتأييد شعبي كامل ومن منطلق المسؤولية
الدينية والتاريخية والقانونية المجتمع الدولي أمام مسؤولياته الاخلاقية
والإنسانية عندما تحدث الملك أن ما يحدث في قطاع غزة يعد امتحانا لإنسانية
واخلاقيات العالم وضرورة التأكيد على قيم الحضارة الإنسانية التي أسسها
العالم على مدار عقود طويلة للمساواة بين البشر فلا تمييز أو تفرقة أو ازدواجية في
التعامل مع أرواح البشر في رسالة حاسمة وصارمة للمجتمع الدولي ومنظماته التي تدعي الحفاظ على حقوق الإنسان
والإنسانية وهي تقف هزيلة ضعيفة أمام
المجازر الصهيونية ومحاولات التهجير القسري للفلسطينيين والتي رفضها الأردن
رسميا وشعبيا.
خطاب جلالة الملك رتب سلم الأولويات وصاغ المشهد
السياسي الرسمي والشعبي للأردن والامة العربية والإسلامية بما يحاك في عواصم
أوروبا للمنطقة برمتها من خطط للتهجير وبناء شرق اوسط جديد.
وذلك دفع بجلالة الملك للقيام
بجولات وزيارات واتصالات مع كافة القوى العربية والإقليمية والعالمية والتأكيد على الموقف التاريخي الأردني الصلب تجاه
القضية الفلسطينية والقدس مجددا أن
منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل
الدولتين ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع
من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وتنتهى دوامات القتل التي يدفع ثمنها
المدنيون الأبرياء.
وعلى الصعيد الداخلي شاهدنا هبة اردنية
شعبية قومية بكافة محافظات وقرى ومدن
ومخيمات الوطن بجموع كبيرة وحاشدة ومن
مختلف الأحزاب والتيارات السياسية
والأهلية والشعبية تناصر أهل غزة وتهتف
لفلسطين المجد والتاريخ بتلاحم وطني أردني
جسد ارواع صور التعاضد ووحده الدم العربي مؤيدين الموقف الأردني الثابت والمشرف والدبلوماسية الأردنية التي أثبتت قوتها
وتأثيرها والتي قادها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه بكل قوة وحزم واقتدار وعزيمة وطنية قومية تجسد
مواقف الأردن العظيمة تجاة القضية الفلسطينية والقدس والمقدسات الإسلامية
والمسيحية وأهلنا في غزة هاشم.
ونحن هنا في محافظة الطفيلة الهاشميّة نؤكد بشكل تام
ادانة كافة جرائم الاحتلال الصهيوني
البغيض ضد أبناء الشعب الفلسطيني ونؤيد قولا وفعلا وعملا جهود جلالة الملك عبدالله الثاني ابن
الحسين في كافة المحافل العربية
والدولية والتفافنا التام خلف قيادتة الهاشمية الحكيمة والجيش العربي
الهاشمي المصطفوي وكافة اجهزتنا الأمنية
منددين بأي خروج عن التعبير السلمي ومحاولات التخريب من فئة قليلة لا تمثل
الا نفسها ونشيد شاكرين للأجهزة
الأمنية تعاملها المهني والاخلاقي وسياسة ضبط النفس مع كافة المظاهر الخارجة عن
القانون.
حفظ الله الأردن عزيزا شامخا آمنا
مستقرا بقيادة جلاله الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه وحفظ
الله فلسطين العروبة ورحم الله شهداء غزة ودعواتنا القلبية للمصابين
بالشفاء.