الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين

القسم : بوابة الحقيقة
قاطع ولا تخون ...!
نشر بتاريخ : 2/19/2017 2:37:05 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

بقلم: م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

نقرأ في إحدى الروايات عن سيدة مسنة كان لديها إنائين تحضر بهما الماء في كل يوم إلى منزلها، أحد الانائين كان به شرخ يتسرب منه الماء أما الآخر فكان سليم من العيوب، لذلك كان الماء يصل كاملاً في الاناء السليم بينما يصل ناقصاً حتى النصف في الآخر، وإستمر الأمر على هذا النحو عامين حتى جاء من يلوم السيدة على إحتفاظها بالاناء المشروخ كل هذه الفترة وعدم تبديله والتخلص منه، إلا أن السيدة أجابت: ألم تلاحظ الزهور على جانب الطريق من ناحية الإناء المشروخ، لقد كنت أعلم بالماء الذي يتسرب من ذلك الاناء طوال تلك المدة ولذلك زرعت البذور على طول الطريق من جهته في طريق العودة إلى المنزل، وخلال هذين العامين قطفت من الزهور الجميلة ما زينت بها منزلي، فلو لم يكن ذلك الثقب الذي تراه أنت عيباً في ذلك الاناء ما كان لي أن أرى ذلك الجمال الذين يزين منزلي اليوم، ذلك لأنني كنت أبحث داخل تلك العيوب والثقوب عن الجمال الكامن داخلها لأرى جمال الكون من خلاله !

منذ إعلان الحكومة عن قراراتها الجديدة بفرض أنواع الضرائب المختلفة ورفع أسعار العديد من السلع والمواد والخدمات المقدمة للمواطنين ونحن نرى كل يوم إعلان لحملة مقاطعة جديدة بين أفراد الشعب الأردني، على أمل أن تنجح مثل هذه الحملات في التأثير على قرارات الحكومة وإيصال رسالة المواطن لها بأنه لم يعد قادراً على تحمل المزيد من الأعباء التي أثقلت كاهله، وخصوصاً بعد إخفاق مجلس النواب الممثل للشعب في إيقاف تلك القرارات أو الحد من آثارها، ومثل هذا الأمر لا يمكن لانسان عارف بحقيقة الأوضاع الاقتصادية في بلادنا أن يلوم من يقوم به بعد أن ضاقت به السبل للتعبير عن صعوبة حالته المادية، وطالما أن المقاطعة تتم بأسلوب حضاري ليس فيه إساءة أو تجريح أو تخريب أو إعتداء على أحد وإنما من خلال حرية شخصية خالصة، إلا أنه من المهم أيضاً بجانب محافظتنا على حريتنا في التعبير عن الرأي أن نعمل على المحافظة على نسيج تركيبتنا الاجتماعية بكل إختلافاتها وأطيافها، ذلك بأن لا يتغول أحد بأفكاره على الآخر ولا يرميه بالخيانة والعمالة لمجرد أنه لم يتوافق مع رأيه، فمن غير المعقول أن يتعامل من يقاطع مع غيره ممن قرر عدم المقاطعة على أنه خائن وغير منتمي للوطن.

 إضافة إلى أنه من المنتظر من الحكومة تقبل آراء أفراد الشعب بكل إختلافاتها سواء إنتهجوا نهج المقاطعة أو غيره من السبل في التعبير عن الرأي بحرية طالما أن ذلك يتم برقي وبدون خرق للأنظمة والقوانين، على مبدأ راسخ بأن كل من هؤلاء محب لوطنه لكنه يعبر عن ذلك بطريقته الخاصة، وليس على مبدأ الضيق بهم ووالتضييق عليهم وعلى أفكارهم وتوجهاتهم وتخوينهم والاساءة إليهم، فلطالما كان الوطن يتسع للجميع ويفتح ذراعيه لكل بناته وأبنائه على الدوام، وتخيلوا معنا كيف ستكون جمالية لوحة الوطن عندما يبحث كل منا عن الجمال الكامن في كل من يعبر عن رأيه في هذا الوطن بدلاً من البحث عن عيوبه والاساءة إليه مهما إختلفت طريقته في التعبير عن حبه لوطنه وأهله، ولنحافظ على تقبل الرأي الآخر وعدم الاساءة إليه وإحترامه كما هو، فمن أراد أن لا يقاطع له الحرية في ذلك، ومن أراد المقاطعة قاطع كما تحب ولكن بعيداً عن أن تخون أحداً "بتشديد الواو وفتح الخاء وضم التاء"، فوطننا كان دائماً عنواناً للأحرار، وبأيدينا وعقولنا وإنسانيتنا نحافظ عليه ليبقى كذلك مهما كانت التحديات باذن الله تعالى.

صفحات اقسام المقالات
كتاب الحقيقة مقالات مختارة
صفحة الكاتب
المزيد من مقالات الكاتب
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

حرب الشيطان!

نشر بتاريخ : 11/15/2024 6:38:12 PM

زراعة الإنحطاط ...!

نشر بتاريخ : 9/15/2024 7:03:01 PM

أنت حر..!

نشر بتاريخ : 5/29/2024 3:03:13 PM

لماذا!

نشر بتاريخ : 4/20/2024 7:29:52 PM

ذر الرماد!

نشر بتاريخ : 3/15/2024 5:29:52 PM

إسمه أحمد..!

نشر بتاريخ : 2/17/2024 6:44:38 PM
آخر المقالات المضافة
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023