أسعار الليمون تهبط.. فهل تحذو باقي السلع حذوها؟.. تقرير تلفزيوني المراوح تُعاين ولا تُشترى.. و"المكيفات" خارج حسابات المواطن.. تقرير تلفزيوني "المستقلة للانتخاب" تطلق ورشة عمل لتدريب ميسرين بالتعاون مع شركاء دوليين وعرب "تراثنا هويتنا".. معرض للحرف الشعبية يضيء إرث جرش الثقافي مدير عام "الخط الحجازي" ورئيس بلدية الجيزة يتفقدان أعمال الصيانة في محطة الجيزة لبنان يدحض مزاعم لقاء رئيسه بشيخ درزي في الفاتيكان ويتهم إعلام الاحتلال بالتضليل طلبة جامعة طرابلس يعتصمون ويضربون عن الدراسة للمطالبة بتأمين الحرم الجامعي الاتحاد الإفريقي يرحب بوقف إطلاق النار في طرابلس 11 قتيلاً على الأقل في تفجير انتحاري استهدف مركز تجنيد للجيش الصومالي بمقديشو وفاة الحاجة فتحية عصفور "أم جمال" حرم المرحوم شفيق عبنده الشرطة الألمانية تبحث عن رجل هاجم محتفلين بأداة حادة في بيليفيلد وزارة السياحة تحتفل باليوم العالمي للمتاحف وزيرة التنمية الاجتماعية: استراتيجية الحماية الاجتماعية المحدثة تُترجم رؤية التحديث الملكية ركود في الأسواق يسبق عيد الأضحى وسط ترقب القطاع التجاري.. فيديو أثناء أعمال إزالة.. جرافة تزيح الستار عن مبنى أثري جديد في أم الجمال.. فيديو

القسم : بوابة الحقيقة
درس النملة!
نشر بتاريخ : 7/22/2023 3:58:32 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

درس النملة!

 

 

ربما تكون كثيرة هي الدروس التي يمكن لبني البشر أن يتعلمها من واحدة من أصغر المخلوقات في هذا الكون، تلك النملة التي يراها أحدنا فرصة لإفراغ كل قوته في القضاء عليها، لكنه في المقابل يغفل عن دروس كثيرة يمكن تعلمها من هذا المخلوق الصغير العجيب.

 

بين تلك الدروس الكثيرة نجد الإصرار وعدم اليأس فنراها لا تفقد الأمل أبداً بل تقوم بتكرار المحاولة مرة تلو الأخرى حتى الوصول إلى النجاح في مبتغاها، كما نجد الدقة والنظام في العمل فنراها تسير بشكل منظم يعجز عنه بعض بني البشر، وفي طريق لا يتصادم فيه البعض مع البعض الآخر بل نرى النملة تتفادى الاصطدام بغيرها حتى وإن اعترض طريقها، هذا بالإضافة للمرونة العجيبة في تفادي العقبات ومواصلة المسير دون الالتفات للوراء أبداً، وغير ذلك الكثير من عجائب الدروس التي تتجلى في قدرة الله عزوجل في مخلوقاته، ومن بين هذه الدروس كان هناك درساً جعلنا نقف عنده طويلاً في الحقيقة ونحن نتأمل به.

 

ذلك الدرس المذكور في الآية 18 من سورة النمل في كتاب الله العزيز: ﴿حتى إِذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون﴾.

 

أنظروا لتلك النملة التي بمجرد رؤيتها للجيش الجرار القادم من بعيد لا تهرول إلى داخل مسكنها للاختباء وحماية نفسها، بل أن أول ما يخطر ببالها هو الاتجاه لقومها وأهلها ولفت انتباههم للخطر القادم حتى قبل التفكير بنفسها، وبرغم هول الموقف لا تنسى أن تقوم بتنبيههم ولكن أيضاً بكل ذوق!

 

لم تقل النملة سيقضي عليكم الجيش أو يجهز عليكم، أو أنكم مخلوقات ضعيفة لا حول لها ولا قوة أمام هذا الجيش، بل اتجهت لهم بكل لطف لتطلب منهم الابتعاد عن طريق الجيش حتى لا تكون هناك فرصة للجيش لتحطيمهم وهم لا يشعرون، واضعة العذر حتى للجيش قبل أن يصل! 

 

وهو القول الذي ربما كان من أكبر الأسباب التي جعلت سليمان عليه السلام يتبسم من قولها كما تذكر الآية التي بعدها، سبحان الخالق فيما أبدع وخلق، نملة من أصغر المخلوقات تضع أول اهتماماتها حماية بني جلدتها وإبعادهم عن طريق الخطر حتى قبل حماية نفسها، وبرغم ذلك لا تنسى اللباقة والذوق في اختيار ألفاظها، وبعض بني البشر يسارعون لحماية أنفسهم عند وقوع الخطر متناسين أهلهم وأقاربهم وكل عزيز عليهم، وربما تفاخروا بصراحتهم المؤذية حتى مع أقرب الناس لهم معتبرين ذلك ضرباً من ضروب القوة، وليت أمثال هؤلاء تعلموا شيئاً من درس النملة في تضحيتها ولباقة ولياقة تصرفها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023