يحكى أن رجلاً
وجد أعرابياً عند بئر ماء فلاحظ الرجل بأن حمل بعير الأعرابي كبير فسأله عن
محتواه.
فقال له
الأعرابي : يحتوي على المؤونة والكيس المقابل يحتوي تراباً ليستقيم الحمل لكلا
الجهتين
فقال له
الرجل : لما لا تستغني عن كيس التراب وتنصف كيس المؤونة في الجهتين فتكون قد
خففت الحمل على البعير.
فقال
الأعرابي صدقت.
ففعل ما أشار
إليه ثم عاد يسأله هل أنت شيخ قبيلة أم حكيم ؟
فقال له
الرجل : لا هذا ولا ذاك بل أنا رجل من عامة الناس.
فقال له
الأعرابي: قبحك الله لا هذا ولا ذاك ،وتشير علينا، ثم أعاد حمولة البعير كما
كانت !!.
اكثر ما
يزعجني عندما اجد احدهم (يدحش) اسم رجل مهم بنظره ، في كل شيء يقوم به، فتجده على
الطالعة والنازلة (مُصفِّق) خمس نجوم بسبب ودون سبب .
تجده (
يَزُقُّ) بأبو العريف في كل شاردة وواردة ليشعرك باهمية الامر وان الموضوع
استراتيجي وله دعم كبير على اعلى المستويات .
انا لا أعلم
وبصدق !! لماذا ينسب الفضل في كثير من النجاحات الى معالي وزير هنا ؟؟ او الامين
العام هناك ؟؟
لماذا لا
يكتمل المشهد الا باتصال من نائب هنا أو مسؤول كبير هناك !! مع ان الطبخة في غالب
الامر تكون جاهزة ولا تحتاج لتدخلهم !!!
هل من اللطافة
ان (ندحش) اسماءهم في كل صغيرة وكبيرة بعلمهم ودون علمهم ، وان نطلب منهم التدخل
بما يعلمون وما لا يعلمون ؟؟
وهل المطلوب
من المسؤول حتى يكون ناجحا ان يفتي في كل شيء وان يدس إصبعه في كل امر؟؟
ام هي غطاء
لمن كانت كراسيهم أكبر من حجمهم فلا سبيل لتلميعهم إلا هكذا...!!!
ينسى الكثير
منا وهو( يُسهب بالحديث عن إنجاز أحدهم)) انه يتحدث مع من يتابع المشهد ويفهم ما
يقال ، فيشطح كثيرا وهو يعدد مَنَاقِبَهُ وَصِفَاتِهِ الخارقة، يشعرك انه صاحب
الايادي البيضاء دون سواه فان تحدث باللغة والنحو (فشر) سيبويه ، وان تكلم في طب
فلا طبيب بعده (مين ابن سينا جنبه) ، يشعرك لولاه لما كانت حياتنا ولما طاب لنا
العيش..
قناعتي
وبصراحة أن تكون صامتا ، خير من ان تكون ببغاء تردد ما يريده سيدك الجاهل!!!
صدقوني كثير
منا لا يهمهم الأفكار وإن كانت صائبة، بقدر ما يهمهم الأشخاص والألقاب المصدرة
لتلك الأفكار حتى وإن كانت خاطئة لا بل تافِهة ...