بناءً على طلب مالك العقار - إخلاء عمارة وسط السوق التجاري بمادبا بعد ظهور تشققات وفيات الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 11- 7 – 2025 أردني يفوز بـ "مليون دولار" في سحب بدبي الملك يسلط الضوء على فرص الاستثمار في الأردن خلال لقاء مع ممثلين عن كالبرز في كاليفورنيا تصريحات وزراء حكومة حسان، هل تعجّل من إجراء أول تعديل وزاري؟ اتفاق بين بلدية الرمثا و " elp " الممولة من الاتحاد الأوروبي للتعاون المشترك مادبا.. الأوقاف ترعى احتفال ذكرى الهجرة النبوية الشريفة طالب اردني يحصل على معدل 100% في توجيهي قطر مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي أبو هنية وأبو جاموس الأمم المتحدة: إدخال أول شحنة وقود لغزة منذ 130 يوما نصار: سلامي سيقود منتخب النشامى في كأس العالم ضابطان في الشرطة الفلسطينية - ارتقاء منفذي العملية البطولية في غوش عتصيون بعد انهيار عمارة اربد.. تخوفات من انهيار بناية بمجمع الشيخ خليل - صور وزير الخزانة الأميركي: قانون الضرائب "بداية" للسيطرة على الديون مهاجر إفريقي يخاطر بحياته وينقذ عائلة كاملة من حريق في ضواحي باريس

القسم : بوابة الحقيقة
الحذف من المناهج والحجج البائسة..
نشر بتاريخ : 10/8/2022 7:48:47 PM
أيمن صندوقة

أذكر خلال سنوات الدراسة في الجامعة أننا كنا نلاحظ اختلافا في الوحدات التي يتم تدريسها في المواد المختلفة من سنة إلى أخرى.. الاختلاف كان دوما باتجاه الاجتزاء والاختصار، فكثير من الوحدات والمواضيع التي كانت تدرس في مواد السنة الجامعية الأولى للعلوم والهندسة تبخرت ولم يعد أحد يقدمها، كنا نعرف هذا من أسئلة السنوات الأقدم أو من المقارنة بما ندرسه للطلبة "السنافر" بعد أعوام..

أنا لا أتحدث عن نوعية تدريس الوحدات التي مازالت تدرس حتى الآن لكن بمحتوى مفرغ ، بل أتحدث عن وحدات برمتها لم يعد لها وجود ضمن وصف المواد أصلا ...

ولعل البعض يعذر عمادات الكليات العلمية في الجامعات عندما ينصت لشكوى دكاترة الجامعة المريرة من تدهور "مستوى الطلاب" الذين يصلون لهذه الكليات وأنه ما باليد حيلة .. وأن "العبرة مش بالكمية".. الخ

قبل سنوات تابعنا إلغاء تدريس الهندسة الفضائية من المدارس الثانوية، ثم بقيت وحدة الإحصاء والإحتمالات تزين كتب التوجيهي العلمي سنوات طويلة وتتم طباعتها كل عام مع الكتب بينما هي (محذوفة) لا يفتحها أحد، وفي ضوء حذف هذه الوحدة من امتحان الثانوية العامة ما عادت تدرس في كل الصفوف السابقة (ما بتلزمهم في التوجيهي) .. وحال محور الإحصاء والاحتمالات المؤسف هذا له أشباه كثيرة في الرياضيات وغيرها..

"مستوى الطلاب" هو السبب الذي يدفع صاحب القرار في الوزارة وفي المدرسة الثانوية لتصرفات كارثية لا يشعر صاحبها وهو يفعلها بأدنى حرج ، فالحجة جاهزة وسهلة وقريبة "مستوى الطلاب" ....وحجج أخرى جاهزة أيضا "المهم النوع وليس الكم" وأنا جاهز لأداء كل الأيمان المغلظة أن النوع تم طحنه والقضاء عليه قبل الكم ، وما للقارئ الكريم ومال أيماني أساسا؟! لدينا البراهين الواقعية الواضحة التي لا ينكرها إلا الأعمى والمكابر فقط أن مخرجات التعليم في كل مراحله تنحدر بكل المقاييس، فهل حذف الوحدات وتقليص المناهج و"سخطها" رفع نوعية تحقق النتاجات المرجوة في الوحدات المتبقية ؟! لا والله !!

كل هذا عادي .. أو صار عاديا.. وهو وجع مقيم لا ندري كيف ندفعه عنا ، أما غير العادي الذي وصلنا إليه في العقد الأخير فهو أن هذه الحجج المغلفة وعلى رأسها حجة "مستوى الطلاب" قد صارت مستخدمة بشكل واسع عند معلمي ومعلمات الصفوف الأساسية حتى الأول الأساسي!!!!

نعم ، إن هذه الحجة "مستوى الطلاب" هي هي يتم بها تبرير عدم تكليف الطلبة بحل كذا من أسئلة الدروس ، وعدم تدريس العنوان الفلاني ، وشطب الوحدة الفلانية... وعدم وعدم وعدم ....

أنا عندي سؤال : من أين يأتي "مستوى الطلاب" إن لم يكن من الجهد الذي نبذله معهم تأسيسا وتعليما؟

"مستوى الطلاب" هذا ، أليس نتاج تربية عوجاء مارسناها نحن؟ نعم نحن، مارسنا العوج وما زلنا نمارسه عندما يكون الحل الأسهل هو الحذف والاجتزاء .. ونحن مجرمون عندما نستسهل هذا العمل ،من أكبر مسؤول قرر شطب وحدة في الثانوية ووحدة في الجامعة إلى مدير المدرسة الخاصة الذي غض الطرف نزولا عند رغبات الزبائن إلى المعلم الذي تجاوز عن واجباته واستسهل التذرع بالذرائع الفارغة .. هذه التربية العوجاء ربينا فيها أبناءنا على استسهال التعاطي مع القشور والتوافه وعدم بذل أي جهد حقيقي .. فأصبحنا كذلك كلنا - إلا من رحم الله- وازدادت الهوة جبلا بعد جيل ، ضعفا فوق ضعف، وإهمالا يتلوه إهمال...

يا سادتي العاملين في حقل التربية والتعليم ، إن "مستوى الطلاب" ليس قدرا فوق إرادتنا، وإذا أردنا أن يتغير مستوى الطلاب والمعلمين والدنيا كلها وسعينا لذلك بجد فسوف يتغير ، فاتركوا اليأس والإحباط يرحمكم الله ، ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة. .. ألا فليشعر كل منا بأنه مسؤول بدرجة أو بأخرى عن كبح جماح التدهور في مستوى التعليم والله للساعين خير معين.


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023