كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
الحذف من المناهج والحجج البائسة..
نشر بتاريخ : 10/8/2022 7:48:47 PM
أيمن صندوقة

أذكر خلال سنوات الدراسة في الجامعة أننا كنا نلاحظ اختلافا في الوحدات التي يتم تدريسها في المواد المختلفة من سنة إلى أخرى.. الاختلاف كان دوما باتجاه الاجتزاء والاختصار، فكثير من الوحدات والمواضيع التي كانت تدرس في مواد السنة الجامعية الأولى للعلوم والهندسة تبخرت ولم يعد أحد يقدمها، كنا نعرف هذا من أسئلة السنوات الأقدم أو من المقارنة بما ندرسه للطلبة "السنافر" بعد أعوام..

أنا لا أتحدث عن نوعية تدريس الوحدات التي مازالت تدرس حتى الآن لكن بمحتوى مفرغ ، بل أتحدث عن وحدات برمتها لم يعد لها وجود ضمن وصف المواد أصلا ...

ولعل البعض يعذر عمادات الكليات العلمية في الجامعات عندما ينصت لشكوى دكاترة الجامعة المريرة من تدهور "مستوى الطلاب" الذين يصلون لهذه الكليات وأنه ما باليد حيلة .. وأن "العبرة مش بالكمية".. الخ

قبل سنوات تابعنا إلغاء تدريس الهندسة الفضائية من المدارس الثانوية، ثم بقيت وحدة الإحصاء والإحتمالات تزين كتب التوجيهي العلمي سنوات طويلة وتتم طباعتها كل عام مع الكتب بينما هي (محذوفة) لا يفتحها أحد، وفي ضوء حذف هذه الوحدة من امتحان الثانوية العامة ما عادت تدرس في كل الصفوف السابقة (ما بتلزمهم في التوجيهي) .. وحال محور الإحصاء والاحتمالات المؤسف هذا له أشباه كثيرة في الرياضيات وغيرها..

"مستوى الطلاب" هو السبب الذي يدفع صاحب القرار في الوزارة وفي المدرسة الثانوية لتصرفات كارثية لا يشعر صاحبها وهو يفعلها بأدنى حرج ، فالحجة جاهزة وسهلة وقريبة "مستوى الطلاب" ....وحجج أخرى جاهزة أيضا "المهم النوع وليس الكم" وأنا جاهز لأداء كل الأيمان المغلظة أن النوع تم طحنه والقضاء عليه قبل الكم ، وما للقارئ الكريم ومال أيماني أساسا؟! لدينا البراهين الواقعية الواضحة التي لا ينكرها إلا الأعمى والمكابر فقط أن مخرجات التعليم في كل مراحله تنحدر بكل المقاييس، فهل حذف الوحدات وتقليص المناهج و"سخطها" رفع نوعية تحقق النتاجات المرجوة في الوحدات المتبقية ؟! لا والله !!

كل هذا عادي .. أو صار عاديا.. وهو وجع مقيم لا ندري كيف ندفعه عنا ، أما غير العادي الذي وصلنا إليه في العقد الأخير فهو أن هذه الحجج المغلفة وعلى رأسها حجة "مستوى الطلاب" قد صارت مستخدمة بشكل واسع عند معلمي ومعلمات الصفوف الأساسية حتى الأول الأساسي!!!!

نعم ، إن هذه الحجة "مستوى الطلاب" هي هي يتم بها تبرير عدم تكليف الطلبة بحل كذا من أسئلة الدروس ، وعدم تدريس العنوان الفلاني ، وشطب الوحدة الفلانية... وعدم وعدم وعدم ....

أنا عندي سؤال : من أين يأتي "مستوى الطلاب" إن لم يكن من الجهد الذي نبذله معهم تأسيسا وتعليما؟

"مستوى الطلاب" هذا ، أليس نتاج تربية عوجاء مارسناها نحن؟ نعم نحن، مارسنا العوج وما زلنا نمارسه عندما يكون الحل الأسهل هو الحذف والاجتزاء .. ونحن مجرمون عندما نستسهل هذا العمل ،من أكبر مسؤول قرر شطب وحدة في الثانوية ووحدة في الجامعة إلى مدير المدرسة الخاصة الذي غض الطرف نزولا عند رغبات الزبائن إلى المعلم الذي تجاوز عن واجباته واستسهل التذرع بالذرائع الفارغة .. هذه التربية العوجاء ربينا فيها أبناءنا على استسهال التعاطي مع القشور والتوافه وعدم بذل أي جهد حقيقي .. فأصبحنا كذلك كلنا - إلا من رحم الله- وازدادت الهوة جبلا بعد جيل ، ضعفا فوق ضعف، وإهمالا يتلوه إهمال...

يا سادتي العاملين في حقل التربية والتعليم ، إن "مستوى الطلاب" ليس قدرا فوق إرادتنا، وإذا أردنا أن يتغير مستوى الطلاب والمعلمين والدنيا كلها وسعينا لذلك بجد فسوف يتغير ، فاتركوا اليأس والإحباط يرحمكم الله ، ومسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة. .. ألا فليشعر كل منا بأنه مسؤول بدرجة أو بأخرى عن كبح جماح التدهور في مستوى التعليم والله للساعين خير معين.


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023