بقلم الدكتور هيثم احمد المعابرة
يشهد العالم تغيرا
كبيرا في التحالفات والشراكات المتنوعة اقتصاديا
وسياسيا وعسكريا بل حتى في جغرافيا البلدان بعد الحرب في
أوكرانيا التي تبعتها أزمات الطاقة والغذاء ورفع الاقتصادات المتقدمة أسعار الفائدة وارتفاع حجم الديون ومن قبلها أزمة
جائحة كورونا مع وجود مخاطر إقليمية
وعالمية أخرى في ظل التوترات الجغرافية السياسية كل ذلك جعل
المنطقة العربية والعالم على صفيح ساخن وملتهب قابل للانفجار بأي وقت.
الأردن كباقي دول العالم تعرض للكثير من الضغوطات والتحديات وعلى الصعد كافة وشهد تحديات
اقتصادية صعبة خاصة مع ارتفاع نسب الفقر والبطالة وضعف القوة الشرائية للمواطن الأردني ناهيك عن المشاكل والعقبات الكبيرة
التي تعرض لها القطاع الخاص والذي يعد رديفيا اساسيا وحيويا للقطاع الحكومي
العام ويساهم بشكل مستمر في دفع الحركة الاقتصادية .
لقد شغلت محاور الطاقة والأمن الغذائي والنقل والمياه صانعي القرار بالدولة الأردنية لتأتي التوجيهات الملكية السامية لجلالة الملك
عبدالله الثاني ابن الحسين لتكون خارطة
طريق واستراتيجية قويمة بضرورة تعزيز الأمن الغذائي في الدولة وزيادة معدلات
الإنتاج المحلي من الأغذية لتقليل الاستيراد وتفادي أي تقلبات في الأسواق العالمية
أو أحداث تؤدي إلى وقف البلدان المنتجة للتصدير على غرار ما حدث في الأسابيع
الأولى من انتشار فيروس كورونا والازمة
الروسية الأوكرانية.
وسنحت الفرصه للأردن
عبر مشاركة جلالة الملك عبدالله
الثاني ابن الحسين وفي قمة جدة للأمن والتنمية بدعوة كريمة من المملكة العربية
السعودية الشقيقة إيمانا منها بالدور
الأردني الكبير والحيوي والحكمة
والرؤية الاستشرافية والمستقبلية لجلالة الملك كأحد ابرز قادة المنطقة حيث حملت كلمة جلالة الملك دلالات ومضامين عميقة
ركزت على التحديات والصعوبات التي تواجة الأردن نتيجة
عمليات اللجوء الكبيرة التي أثرت على الموارد الطبيعية كالمياة والنقل والغذاء
وسوق العمل بالإضافة إلى المخاطر الأمنية المتجددة على الحدود
الشمالية المتمثلة بتهريب المخدرات والأسلحة
والتي تعتبر خطرا كبيرا يداهم
المنطقة بأكملها ويؤثر على الأمن القومي
الأردني والعربي والاقليمي ولم يغفل جلالة
الملك عن القضية المركزية للأردن والعرب القضية الفلسطينية والقدس وحق
الشعب الفلسطيني بنيل حقوقة كاملة ضمن سلام دائم وعادل على أساس حل الدولتين لضمان استقرار المنطقة وتحقيق الازهادر لكافة
شعوب المنطقة .
ان
الأردن يعد نقطة وصل بين بين دول المنطقة ويتمتع بعلاقات دولية مميزة واتفاقيات
تجارة حرة متعددة ويضمن هذا الموقع لمشاريع
تتخذ من الأردن مقرا لها إمكانية الوصول إلى أسواق العالم بما في ذلك
أوروبا والولايات المتحدة وآسيا
واتخذ الأردن خيارا استراتيجيا بالاندماج في الاقتصاد
العالمي عبر شراكات اقتصادية مع البلدان والمجموعات الدولية المؤثرة وتبنى مبادئ
التحرر الاقتصادي لتصبح جزءا من إستراتيجية المملكة للتنافس الفعالل في الاقتصاد
العالمي الجديد ونتيجة لذلك تم إدخال
إصلاحات اقتصادية وبنيوية رئيسية لدمج الاقتصاد الأردني بصورة فعال لة بالاقتصاد
العالمي وجرى توقيع اتفاقيات اقتصادية مهمة على الصعيدين العربي والدولي بفضل رؤى
وتحركات جلالة الملك على كافة الاصعد
والزيارات المختلفة لكافة دول المنطقه
والعالم.
ومن هنا أجد كرجل اعمال متابع للشأن الاقتصادي المحلي
والعربي والاقليمي بضرورة تعظيم مبدأ الشراكة
بين القطاعين العام والخاص بعملية رسم السياسات الاقتصادية ووضع التصورات
التنموية والاستثمارية بما فية خدمة للوطن
وتحقيق اهداف التنمية المستدامة بمختلف المجالات والقطاعات والتي يمكن
تحقيقها بالعمل المؤسسي المشترك المبني
على الاعتراف بالدور التنموي الذي قام به القطاع الخاص خلال العقود الماضية
بمساعدة ومشاركة القطاع العام حيث أتت نتائج رؤية التحديث الاقتصادي لتعزيز
الشراكة بين القطاعين العام والخاص وترويج الاستثمار وإعداد المشروعات بجانب إطلاق عمليات التنقيب ودراسة جدوى
احتياطيات النفط والغاز والغاز الصخري والتعدين لتوفير بيئة مواتية
للاستثمار المحلي وبمختلف المناطق والمحافظات
مع وجوب ومن وجهة نظري تعزيز
عمليات الربط وتبادل التجارب والخبرات مع دول الاقليم بمشاركة أساسية من القطاع الخاص لتحقيق اقصى درجات التشاركية والتسويق الفعال .
والمجمل العام استطيع التأكيد أن الأردن
بقيادة وحكمة جلالة الملك استطاع
ايصال رسائل قوية للعالم
أجمع أن الأردن بموقعه الاستراتيجي وعوامل الأمن
والاستقرار وتوفر الكفاءات البشرية بالإضافة
إلى سياسية الانفتاح والاعتدال والوسطية يمثل
نقطة ارتكاز للقرار العربي والاقليمي
وبيئة خصبه ليكون مركزا حيويا
للمشاريع الاقتصادية والاستثمارية
وخاصة في مجال الطاقة والغذاء
والتعدين والزراعة واعتقد أن علينا جميعا أن
نواصل العمل والعطاء بروح وطنية مخلصة
وانتماء حقيقي للوطن لنكون يدا واحدة خلف جلالة الملك وأن نكون للوطن أولا قبل أي
مصالح او أهداف أخرى لتحقيق المصلحة
الوطنية العليا لنساهم في بناء نهضة الوطن
والاردن الجديد خدمة للحاضر والاجيال القادمة