تتواصل المناقشات في داخل حكومة
الاحتلال الإسرائيلي بشأن المخاوف المتعاظمة من انفجار الأوضاع على خلفية
المواجهات المستمرة والاعتداءات المتواصلة في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة وعديد المناطق
الأخرى، الأمر الذي ينطوي على احتمالية إشعال فتيل المواجهات.
بالإضافة إلى ذلك، ووفقا للتقديرات
الاستخباراتية الإسرائيلية، فإن من الأسباب التي قد تؤدي لتسريع المواجهات، ارتفاع
عدد جرائم القتل والفلتان في الضفة، وارتفاع الأسعار، والاحتكاك المتزايد بين
المستعمرين/ «المستوطنين» والفلسطينيين، و"ضعف» الأجهزة الأمنية الفلسطينية،
وعدم قدرتها على احتواء أحداث كبيرة.
وقدرت القيادة المركزية لجيش الاحتلال
ازدياد فرص اتساع المواجهات المتوقعة في عام 2022، وأنها قد تخرج عن السيطرة إذا
لم يكن هناك إجراءات وقائية أمنية وعسكرية. فلقد أكد مسؤول عسكري إسرائيلي كبير أن
الفلسطينيين «لن يقفوا مكتوفي الأيدي ليس فقط في الضفة الغربية ولكن أيضا في قطاع
غزة»، دون أن ننسى إمكانية انضمام فلسطينيي 48، فالنقب، مثلا، يواجه اليوم الهجمة
الأشرس منذ احتلال 1948 مقرونة بجهود لشيطنة عرب النقب، ودمغهم تارة بالإجرام
وتارة بالإرهاب، وما يتبعه من قمع وقتل مباشر يستهدف إجهاض مقاومة مخططات الترحيل
والتهجير ومصادرة الأرض، والذي كانت إحدى نتائجه الطبيعية عمليتا بئر السبع
والخضيرة اللتان قام بهما ثلاثة شبان فلسطينيين من أراضي 1948 قتل فيها 6 مستعمرين/
«مستوطنين» وأصيب العشرات، تبعها عملية قتل فيها خمسة إسرائيليين في مدينة بني
براك في تل أبيب.
في هذا السياق، أعلنت «إسرائيل» أنها
تدرس تنفيذ مخطط داخل أراضي 48 يمتد للضفة والقدس، حيث تخطط المؤسسة العسكرية
الإسرائيلية لشن عملية «السور الواقي 2» في المجتمع العربي وتستعد لوضع سيناريوهات
لاندلاع مواجهات تعم كل فلسطين التاريخية خاصة المدن المختلطة وصولا الى الضفة
الغربية. وقدر القادة العسكريون أنه ستكون هناك حاجة إلى تعزيزات بآلاف ضباط
الشرطة وجنود الاحتياط.
وكشفت صحيفة يديعوت احرنوت انه تقرر
الاستعداد لما يوصف بـ"حارس الأسوار 2». وفي هذا الإطار، تستعد الشرطة لـ35
«يوما قتاليا» متواصلة وأحداث أمنية أكبر بثلاثة أضعاف أحداث أيار/مايو الماضي.
وبحسب السيناريو الذي وضعته الشرطة، فإن المواجهات ستدور في أنحاء اسرائيل، وستسقط
قذائف صاروخية وتندلع حرائق. وتقول الشرطة الاسرائيلية إن سيناريو كهذا هو «مسألة
وقت وحسب».
وفي هذا السياق، كتب المراسل العسكري
(طال ليف – رام) يقول: «من الصعب جداً كبح حوادث من هذا النوع عندما يكون بحوزة
المهاجم بطاقة هوية إسرائيلية وينفّذ هجوماً وحده». ويضيف: «الجزء الأكبر من
الهجمات في الشهر الأخير وقع في القدس، وجزء منها قام به مَن يحملون هوية
إسرائيلية. المشكلة الأساسية هي أن كل هجوم جديد، وخصوصاً إذا انتهى بنجاح سيكون
نموذجاً لمحاولة هجوم مقبل».
وفي هذا النطاق، أوردت «هيئة البث
الإسرائيلية» وثيقة عممها على ضباطه قائد فرقة الضفة الغربية العسكرية التابعة
لجيش الاحتلال الإسرائيلي، حذّر فيها من تصعيد أمني في الضفة خلال شهر رمضان،
مشيرا إلى أن «المواد القابلة للاشتعال موجودة في كل مكان، ما ينقص هو عود الثقاب
الذي سيؤجج الأوضاع». وجاء في الوثيقة: «الأكسجين والمواد القابلة للاشتعال منتشرة
في الميدان، وما ينقص هو فقط عود الثقاب، وتزامن رمضان مع الأعياد اليهودية
(الفصح) سيوفر الكثير من (أعواد الثقاب)».
--