تتنازع العديد من الحكومات المتعاقبة مراراً على تحقيق
خطط وانجازات وبرامج وتطلعات تدشن خلال ولايتها فقط ، أمام حضرة صاحب الجلالة
الملك عبدالله الثاني بن الحسين ، وهذا حق مشروع لها ولغيرها ، ولكن اللامشروع
يتمثل بالنزاع الشخصي في عدم اتمام الإنجاز ان لم يكن في عهد الولاية ، وهذا يظلم
مصلحة الوطن والمواطن العليا ، حيث ان بعض المشاريع كي تنجز وتصبح انجازاً محققاً
، تحتاج لسنوات طويلة من العمل الجاد كي ترى النور .
المعلوم في المشهد السياسي الأردني ، أن عمر الحكومات
يتراوح من سنتين إلى 4 سنوات ، وهذا العمر غالباً لا يكفي لإتمام خطط استراتيجية
طويلة الأمد يحتاجها الوطن لا بل يحتاجها حاجة ماسة جداً ، فالوضع الإقتصادي
وارتفاع معدلات البطالة وانخفاض الناتج الإجمالي للفرد ، وتطوير المشاريع المتوسطة
والصغيرة ، وتطوير المنظومة الإدارية للقطاع العام تحتاج لخطط استراتيجية ممنهجة
لا تحقق بفترات قصيرة ، ولا تعتمد على شخصية الحكومات كأشخاص ، فالدولة الأردنية
دولة مؤسسات لا دولة حكومات فردية ، والمشاريع الاستراتيجية تحتاج لحكومات وطنية
عديدة لتحقق الإنجاز ، ولن يكون الإنجاز فردي بل سيكون انجاز وطني جماعي لا شخصي
لحكومة دون الأخرى ( يجب أن تؤمن الحكومات بهذه النظرية) ، تتولى كل حكومة انجاز
المهام والمرحلة الموكلة لها في ظل خطة استراتيجية وطنية شمولية في شتى الملفات .
مشروع عمان الجديدة لماذا أوقف ؟ ( على سبيل الذكر لا
الحصر)
مشروع بدأ طرحه في عهد حكومة د.هاني الملقي وأوقف في عهد
حكومة د.عمر الرزاز ، مع العلم أن دولة د.عمر كان حينها وزيراً للتربية والتعليم ،
فهل لا قرار للوزارء في مجلس الوزراء والقرار للرئيس مركزي آنذاك ؟ ! ( سؤال برسم
الإجابة ) .
بعد انفاق الملايين من الدولارات في عهد دولة د.هاني
الملقي لدراسة الجدوى والأمور الفنية والهندسية من اطلاق مدينة عمان الجديدة في
جنوب العاصمة عمان بالشراكة مع القطاع الخاص ، أوقف هذا المشروع الإستراتيجي في عهد الحكومة التي خلفت حكومة د.هاني أي بعهد
حكومة د.عمر الرزاز لأسباب مبهمة ، مع العلم أن عمان الحالية بحاجة لمشروع توسع
افقي جاد ، بحاجة لمشروع وطني شمولي ينقل الوزارات ومختلف الدوائر خارج قلب عمان
الحالي والمتمثل بمناطق وسط عمان ، مع العلم أن هذه التجربة نجحت نظرياً وعملياً
في دول الجوار كدولة مصر الشقيقة ، لتصبح عمان الحالية الخانقة المكتظة ، مدينة
تراثية سياحية .
المشروع الذي يهدف الى توفير بدائل للمواطن من حيث نوعية
السكن ، وتخفيف الضغط والإكتظاظ الحالي ، والداعم للطبقى الوسطى للتملك ، والداعم
لتوفير فرص استثمارية وتنموية للمستثمرين ولأبناء الوطن .
فهل سيررى النور خصوصاً في ظل التصريحات الأخيرة لدولة
رئيس الوزراء د.بشر الخصاونة بأن المشروع سيعاد على طاولة وأروقة الحكومة ؟ !
الأردن يحتاج لحكومات وطنية تؤمن باهمية التخطيط
الإستراتيجي العملي لا النظري ، وتؤمن بمشروع الحكومات الوطنية لا الشخصية ، وتؤمن
بالمؤسسية واللامركزية في القرارات وسيلة لتحقيق الإنجاز ، متناسيةً النزاع الشخصي
في تسجيل الإنجازات .
والله من وراء
القصد ، حفظ الله الوطن .