لا جمال يعلو على جمال انتشار الطلبة في الطرقات بأزيائهم
المدرسية يتجهون لتلقي العلم على أيدي معلميهم الذين يملأهم الشوق للقائهم.....
طفل يتسابق وأشقاؤه في الشارع والفائز من يصل المدرسة أولا...
طفلة تتعلق بملابس والديها وتقف في ساحة المدرسة بين لهفة
ودهشة، فهي ستفارق والدتها لأول مرة في حياتها...
فتاة تسير ويظهر فيها الأنفة والعزة فهي ترتدي المريول
الاخضر بدلا الأزرق والذي يشير لانتقالها من مرحلة أخرى، فهي تسير ظانة أن جميع من
في الطريق يعلم ذلك ويتابع خطواتها وفخور بها...
طالب انطلق باكرا فمكان دوامه مدرسة جديدة فذهب لاستكشاف
مرافقها والتعرف عليها....
أولياء أمور تغلق ساحات المدارس لإيصال أبنائهم، يتملكهم
الشوق والخوف، شوق لعودة أبنائهم ليستقوا من أعلى منابع العلم، وخوف من قرارات قد
تفقدهم هذه النعمة العظيمة التي ما علموا قدرها الا وقت حرمانهم منها...
أتابع مظاهر الفرح في أعين المعلمين والمعلمات فلا سعادة
أعظم من لقاء الأحبة بعد طول انتظار، تزينت الصفوف بالبالونات وقطع الحلوى والكتب
المدرسية، معلم خصص جزءا من ماله لشراء الهدايا لطلبته، وآخر احضر كاسات الماء
لسقيا طلبته، وثالث زين كتب طلابه بالشبر والورود... إلخ
مظاهر الفرح في بلدي ليست كأي مناسبة رأيتها عبر سنوات عمري،
فهنيئا لنا بكم طلابنا وهنيئا لكم بمن أنار محياه بلقائكم، هنيئا لوطني بعودة سماع
السلام الملكي بأصوات أبنائه، هنيئا بتلك الحناجر التي تتغنى بالنشيد الوطني،
فتارة يتفقون وصوت المذياع وتارة يسبقونه، وتارة ترى طالبين (يجحران) ببعضهم أثناء
النشيد وكأن بينهما تحد من صوته أعلى بالإنشاد...
اعذروني وزملائي سأقف هنا فقد يجف حبر أقلامنا وما ينتهي
الوصف، واسمحوا لنا بالانصراف فقد دق الجرس معلنا بدء الحصة الأولى وحان وقت
اللقاء...