وزير تربية اسبق: المعلم هو الاساس في المناهج.. فيديو منظمة التعاون الإسلامي تدعو أعضاءها للتدخل ضد (إسرائيل) بمحكمة العدل الدولية مصادر أمنية وميدانية بغزة: معبر رفح لم يغلق والنزوح من المنطقة الشرقية ضعيف للغاية قوات الاحتلال تواصل حصار مخيم طولكرم شمالي الضفة وسط اشتباكات مع مقاومين روان صلاح تفوز بالمركز الثاني في بطولة العالم الأولى للقدرة الدولية للهجن حماية المستهلك: هوامش ربح عالية جدا يحققها مربو الدواجن على حساب المستهلك.. فيديو جيش الاحتلال يعلن مقتل جندي رابع في عملية "القسام" في "كرم أبو سالم" الاتحاد الأوروبي يدعو لوقف إطلاق نار إنساني فوري في غزة اطلاق مهرجان الجميد والسمن الثامن الأسبوع القادم.. فيديو حماس تحذر: إخلاء رفح تطور خطير وسيكون له تداعيات وزير الدفاع الصهيوني يبلغ نظيره الاميركي ببدء هجوم عسكري في رفح رئيس الوزراء يتفقد سير العمل في مشروع حافلات التردد السريع بين عمان والزرقاء الغرامة لـ "زوجين" لم يرسلا طفليهما إلى المدرسة وتسببا برسوبهما مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى مجمع اللغة العربية ينتخب أعضاء المكتب التنفيذي

القسم : بوابة الحقيقة
المواطن الأردني يمارس أصعب أنواع الرياضة
نشر بتاريخ : 12/17/2016 10:56:57 AM
الدكتور فايز أبو حميدان

بقلم: الدكتور فايز أبو حميدان

بعد غياب طويل استمر لعشرات السنين والعودة إلى وطني الحبيب الأردن أصابتني دهشة كبيرة جداً من التغيرات السلبية التي طرأت على تفكير المواطن الأردني، فقد لاحظت بأنه مبدع في اختلاق الأعذار لعدم مقدرته على ممارسة الرياضة رغم قناعته التامة بأهميتها في حياته ويقينه المطلق بدورها الايجابي في الاستمرار بالحياة والتمتع بصحة جيدة، هذا وقد استهجنتُ أيضاً دفاعه المستميت من اجل الاستمرار بالتدخين وكأنه حق وطني وقومي وديني له، وأخيراً استوقفني عدم مقدرة المواطن الأردني على قضاء إجازة جميلة برفقة عائلته خارج إطار القرية أو المدينة التي يعيش فيها رغم وجود الكثير من السبل المتاحة وبأسعار معقولة سواءً في داخل المملكة او خارجها.

والأمر الذي دفعني اليوم لكتابة هذا المقال هو التقائي بمحض الصدفة بصديق قديم لي في قسم الطوارئ في المستشفى جاء لعلاج زوجته تشكو من أوجاع في المفاصل والعظام، وبعد الخوض في الأسباب المؤدية لذلك حاول إقناعي بأن المواطن الاردني يمارس أصعب أنواع الرياضة على الاطلاق مبرراً قوله بمثال بسيط حدث معه قبل عدة أيام، فقد كان لهذا الصديق موعداً في محكمة شمال عمان لإتمام معاملة كفالة مالية لأحد أبنائه من أجل تقديمها لأحد الجامعات خارج الأردن، والتي تتطلب إلى جانب ذلك إجراءات متعددة لم يكن يعرفها هذا الصديق من قبل كونه عاش سنوات طويلة خارج البلد مثلي.

فقصته تطلبت تقديم استدعاء ولكنه اضطر قبل ذلك في إطار الازدحام الذي تشهده أروقة المحكمة من الصعود والنزول والتنقل بين الطوابق لعدة مرات يسبقها التفتيش على المدخل قبل الدخول، إلى ان أدرك اخيراً وبعد مرور الوقت بأن عمله يستوجب تقديم استدعاء خاص وعندها تنَفس الصعداء ظنــاً منه بأن هذا هو ما يتوجب عليه فعله لإتمام معاملته فقط، ولكنه لم يدرك حقيقة الأمر بأنها لن تقف الأمور إلى هنا فحسب بل هي مجرد مرحلة أولى لقصته الطويلة والتي بدأت تأخذ مجرى معقد وصعب بالتنقل من شباك إلى آخر ومن طابق إلى آخر لإتمام كافة الوثائق واستكمال التواقيع والإجراءات اللازمة للكفالة، عدا ذلك أن معظم المراجعين مدخنين يحملون السجائر وتنبعث منهم روائح كريهة وغير محببة نتيجة الضغط الذي يوّلده الاكتظاظ في الأماكن المغلقة، بالإضافة إلى الاحاديث بأصوات مرتفعة واصطداماتٍ بالكتوف وغير ذلك من أوجه المعاناة التي يواجهها المواطن من أجل معاملة واحدة فقط.

وأخيراً وصل إلى كاتب العدل والذي طلب منه سند تسجيل أرض وتقييم لما يريد ان يرهنه من أجل الحصول على الكفالة، ودون تردد أخذ تكسي مباشرة وتوجه إلى دائرة الأراضي وقدم استدعاء حالاً وبدأت رحلة الماراثون بين شبابيك المؤسسة وطوابقها، والمثير للدهشة هنا هو الصبر الذي يتحلى به موظفو هذه المؤسسات والمواطنون، وبعد صراع طويل استمر عدة ساعات متواصلة، أرسل الله له أحد المعارف القدامى الذي وفرَّ عليه بضعة شبابيك، ولكن هذا لم يسعفه للأسف لأن المحكمة أغلقت أبوابها، فعـــاد إلى البيت لأخذ قسط من الراحة بعد يوم طويل من المعاناة.

وفي اليوم التالي بدأت رحلة البيروقراطية الماراثونية لديه في دائرة الأراضي، وبعد صعود ونزول متكرر بين الطوابق ودفع رسوم هنا وهناك، وقيامه بقراءة آيات من القرآن الكريم تحسباً من وجود أية ثغرات في أوراقه قد يجدها أحد الموظفون مما يعيق العملية، استطاع الحصول على الكفالة المرجوة ظهراً، مما أدخل الغبطة والفرحة إلى قلبه الى جانب ممارسته رياضة الجري، وهنا اتخذ قراراً بالاكتفاء هذا الأسبوع من هذه الرياضة لأن رياضة تصديق الأوراق انهكته جسدياً قائلاً لي بضحكه تحتضنها السخرية : لا ضرورة لممارسة الرياضة بالنسبة للمواطنين الأردنيين حيث يكفي ان يكون لدى كل المواطن معاملة حكومية مرة واحدة في الشهر لممارسة رياضة الركض وصعود الأدراج .... الخ.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023