نوال عباسي
قانون جاستا (قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب) أصدره الكونغرس الأمريكي قبل عدة أسابيع، يوجه الإتهام إلى المملكة العربية السعودية بالضلوع مباشرة في اعتداءات الحادي عشر من أيلول عام 2001، ويعطي الحق لأسر الضحايا في الرجوع إلى القانون ومطالبة المملكة العربية السعودية مباشرة بالتعويضات لأسر الضحايا من أرصدة وأمانات السعودية الموضوعة في البنوك الأميركية، الرئيس الأميركي أوباما استخدم حق النقض «الفيتو» لوقف سريان القانون, فرد الكونغرس بمجلسيه بالموافقة مرة ثانية على القانون بأغلبية تفوق الثلثين، ومن ثم تم إبطال مفعول فيتو الرئيس، وأصبح قانوناً ساريا بالفعل.
لا يسعني إلا أن أتوقف عند الأموال السعودية وتداعيات القانون على الأموال والإستثمارات السعودية الموجودة في الولايات المتحدة والمقدرة بنحو ثلاثة ارباع ترليون (750 مليار دولار) وفي حال قررت واشنطن تعويض كل ضحية وفق نموذج ضحايا لوكربي، حيث حصلت أسرة كل ضحية على عشرة ملايين دولار) وهناك احتمال أن يصل حجم التعويضات إلى 3,3 ترليون دولار (في حال قررت واشنطن رفع قيمة التعويض للضحية إلى مائة مليون دولار..
المتهمون بهدم البرجين من أصل سعودي لم تثبت إدانتهم بعد.. الحكومة السعودية لا علاقة لها بهم، قد يكونوا قادمين من أفغانستان من زمر أسامة بن لادن التي صنعتها أميركا لمحاربة الشيوعية والجلوس مكانها، لكن القضية الجوهرية في اعتقادي هي التغيير الاستراتيجي الكبير الذي حدث في السياسة الأميركية ودفع واشنطن إلى التخلي عن حليف تقليدي لم تتغير العلاقة معه أو تتبدل منذ ثلاثة أرباع القرن، منذ التقى المؤسس الملك عبد العزيز ال سعود مع الرئيس الأميركي روزفلت في سفينة بقناة السويس عام 1945، ولأن العلاقات بين الدول تقوم على المصالح فإن مصلحة أمريكا الآن تتجه إلى إيران ودعمها سياسيا وعسكرياً والتخلي عن السعودية لتمرير مخطط التقسيم الجديد لوطننا العربي ولتحقيق حلم الصهاينة بوطن يمتد من النيل إلى الفرات.
لقد قتل في حادثة البرجين حوالي 2996 شخصاً... وأميركا أصدرت قانون «جاستا» لتعويض عائلاتهم تريلونات الدولارات دون أن تثبت إدانة المتهمين... وأقول: أميركا جورج بوش الصغير وبريطانيا توني بلير الحقير جيشت جيشيها وجيوش العالم وغزت العراق ودمرت بنيته التحتية وقتلت واعتقلت ويتمت وأعدمت وشوهت وهجرت الملايين من العراقيين بالتهم الكاذبة... أقول أي قانون سيصدر بحقها لتعويض العراقيين عن خساراتهم الجسيمة... وكم من التريليونات تحتاج أميركا لتعويض العراقيين عن خسارتهم الجسيمة، والتهمة عليها ثابتة واضحة وضوح الشمس في عز الظهيرة..!
ومن هي الحكومة أو المنظمة العربية التي ستجرؤ على إصدار قانون يطالب أميركا بتعويض العراقيين عن الجرائم التي إرتكبتها أميركا بحق الأبرياء.. وأين هي العدالة الإجتماعية ضد مقترفي جرائم الأرهاب بحق الشعوب المقهورة..ومن سيجرؤ على إصدار قانون مثل قانون جاستا لتعويض العراقيين عما اقترفته شرطية العالم بحقهم..؟
عن الرأي