100 شاحنة جديدة تعبر من الأردن لغزة صدور مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو

القسم : مقالات مختاره
مقالات مختارة
نشر بتاريخ : 12/11/2016 1:15:24 PM
ماهر ابو طير

الكاتب: ماهر ابو طير

عشرات الاحزاب السياسية في الاردن تحصل على دعم مالي من الخزينة، وهذا دعم يطعن اساسا في سمعة الاحزاب ومهمتها ونزاهتها، ولايعتبر تنمية سياسية في كل الاحوال، اذ كيف يمكن للخزينة ان تدعم حزبا كسيحا،وننتظر منه، نقدا للحكومات، بغير البيانات اياها؟!.

في المعلومات المتسربة ان هناك قرارا بخفض الدعم للاحزاب الى النصف، والخطوة قد تعبر عن تقشف حكومي، في النفقات، وليس عن قناعة بكون الاحزاب غير فاعلة، او انها بدأت تعتمد على ذاتها.

منذ البدايات كان دعم الحكومات للاحزاب، امرا سيئا جدا، فاذا كان الحزب اساسا غير قادر على تدبر مصاريفه، والقيام بدوره في الحياة العامة، لاعتبارات كثيرة، فليس من مهمة الحكومات، ان تأخذ اموالنا وتدفعها ليافطات سياسية، لاتفعل شيئا، سوى اكمال الديكور الديموقراطي في البلد، ثم كيف يمكن للاحزاب ان تؤدي دورها، وهي تتغذى على مال الحكومات، وهذا وحده كفيل بالطعن في اداء الاحزاب وسمعتها؟!.

اذا اردنا العودة الى المربع الاول، فمن السهولة ان يقال ان هناك انفضاضا عن الاحزاب، له اسباب عديدة، اقلها موروث العمل الحزبي، في نفوس الناس الذي يؤدي الى النفور منها، اضافة الى ظن الناس ان الانتساب الى حزب، امر له تداعيات سياسية وامنية سيئة على الانسان، كما واجهت بعض الاحزاب تحجيما متواصلا، مما ادى الى تحويل الاحزاب عموما، الى واجهات نفوذ لاشخاص، يريدونها مظلة وجاهة لهم لاعتبارات كثيرة. المؤسف ان الجهات الرسمية تعرف هذا الامر جيدا، وتتورط في ادامته، عبر دعم الاحزاب ماليا، بنصوص قانونية، برغم ان مهمة الاحزاب اساسا، الوقوف في وجه هدر المال العام، ونقد الحكومات، لا تلقي المال منها، والتواري وراء نصوص قانونية تسمح بهذا الدعم.

الاصل هنا، ان لايتم التأثير على عمل الاحزاب، ولا الاختباء وراء شعارات التنمية السياسية، من اجل تقديم المال للاحزاب، فالذي يريد التنمية السياسية حقا، لديه وسائل اخرى كثيرة، اقلها تطمين الناس، بأن الانتساب الى حزب، ليس خطيئة وطنية، اما المال، فهو لتسكين الحزب، وجعله تابعا، ضعيفا، ويمكن وصفه «شقيق الحكومات بالرضاعة» في هذه الحالة.

على النواب دور في المطالبة بوقف الدعم كليا، وتخصيص هذه الملايين، للفقراء او الطلبة او الايتام، بدلا من دفعها الى واجهات سياسية شكلية، غير مؤثرة في الحياة العامة، ولانسمع عن اي نشاط لها، سوى اصدار البيانات، وهذه ليست سلبية، بل مطالبة في اطار تصحيح طريقة انفاق المال، في هذا البلد.

الاحزاب غير القادرة على الاستمرار بدفع ذاتي منها، لترحل بعيدا، لاننا للاسف الشديد امام حالة يمكن وصفها بشراء الذمة السياسية، لكن بطريقة قانونية،  واذا كانت هناك احزاب فاشلة، فلاداع لها، خصوصا، ان الدعم هنا، لاتجد له شبيها في اي بلد، فمن هي الدول التي تنفق من مال الناس، على احزاب سياسية، لاتعارض، ولاتوالي، ولاتفعل شيئا، سوى كونها مجرد عنوان نحاجج به العالم، بأعتبارنا نعيش حياة سياسية خصبة، بل ان الادهى والامر، ان تقبل هذه الاحزاب على نفسها، تلقي المال من حكومات، يفترض انها تقف في وجه ادائها اذا اختل!؟.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023