يحتفل
الاردنيون ومؤسساتهم الوطنية هذه الايام بكل فخر واعتزاز وتقدير بالمئوية الاولى
من عمر الدولة الاردنية، وفيها حقق الوطن بقيادة الهاشميين الفذة،
ولعل اهم انجازات الثورة العربية الكبرى هو بزوغ
دولة الاردن قبل مائة عام واستقلال المملكة الاردنية الهاشمية عام 1946 كدولة
نموذج للثورة العربية تحمل مبادئ المشروع النهضوي العربي بالحياة الكريمة والعدالة
الاجتماعية والمواطنة الدستورية وسيادة القانون واحترام التعددية الثقافية
والسياسية والدينية والحداثة والتعايش والوسطية وتمكين المرأة وحقوق الانسان.
يحسب للاردنيين جميعا، انهم شعب اردني عربي من
مختلف المنابت والاصول يحمل هوية عربية انسانية واحدة، شعب واع ومتوازن وسطي
وموضوعي يحمل فكر الثورة العربية الكبرى، وقف خلف النظام السياسي منذ البداية وضحى
في كل الاوقات واصعبها من عمر المملكة، واحتضن الملاين من العرب المبعدين عن
بلدانهم.
والاردن اليوم دولة مدنية تحظى باحترام العالم
كلة، لديها مشروع وطني، فتحت ابوابها لكل العرب المحتاجين للأمن والاستقرار رغم
قلة الامكانات المادية تقوم على محاربة الارهاب الدولي وتأهيل الخطاب الديني
الوسطي من خلال رسالة عمان واسبوع الوئام العالمي للأديان، وتسعى الى ترسيخ النهج
الديموقراطي وتعزيز التعددية لا قامة الدولة المدنية الكاملة ومؤسساتها الدستورية
تحت سيادة القانون
تقدم
الاردن بثبات في بناء الدولة، بالرغم من كل التحديات التي واجهت الاردن في ظل
الامكانات الاقتصادية والموارد المتواضعة، وتداعيات الحروب العالمية والاقليمية
والقضية الفلسطينية على الاردن والاقليم، من هجرات بشرية ولجوء ومآسي من دول
الجوار ،حيث اصبح الاردن محطة مضيئة ورقما صعبا في الاقليم،( شوكة ردت الى الشرق
الصبا) وعنصرا فعالا في امن واستقرار الاقليم والحرب على الارهاب، ومحطة نموذجية
عالمية للتعايش بين الاديان.
اثبت الاردن قدرته على الصمود والتكيف مع
التقلبات الاقليمية السريعة والحادة والتعايش مع انظمة سياسية متعارضة ومتصارعة
وهي قصة نجاح فريدة فقد امتص الصدمات السياسية والعسكرية والاقتصادية المتكررة
وخصوصا ما يحدث في الشرق الاوسط من حروب(حروب العربية الاسرائيلية وحروب الخليج)
ويشهد القاصي والداني للهاشميين انهم قادوا
الثورة العربية الكبرى عام 916من اجل نهضة الامة ضد الظلم والتسلط العثماني بعد
اتباع سياسة التتريك ،و التي ادت بالتراكم الى تخلف الشعوب العربية واضطهادهم
وافقارهم.
كما ويشهد التاريخ للشريف الهاشمي حسين بن علي انه اطلق باسم
العرب وجمعياتهم السياسية في سوريا ومصر ولبنان والاردن والحجاز مشروعاً عربياً
نهضوياً يدعو الى التحرر والاستقلال و انشاء دولة عربية واحدة هدفها الحفاظ على
الحضارة العربية، وهو بداية التكوين للنظام العربي الذي نعيشه الان.
ويشهد العالم بأسره للهاشميين وجود اجماع شعبي لهم وشرعيه دينية
وسياسية حكيمه غير دموية، ،يملكون رؤية وطنيه ومشروع نهضوي عربي وانساني ممتد من
روح الثورة العربية الكبرى، واحترام دولي موروث، واكب الهاشميون بناء الدولة
والاستقلال والانجازات وحققوا حقيقة ثابتة ان الاردن هو البلد الانموذج في الاقليم .
فعند الحديث عن جلالة المغفور له الملك عبدالله
الاول مؤسس الامارة عام 1923وتحقيق الاستقلال للمملكة الاردنية الهاشمية عام 1946
وساهم في بناء هيكل الدولة الاساسي ومؤسساتها الوطنية وبناء الجيش العربي.
ويشهد التاريخ
لجلالة المغفور له الملك طلال انه اصدر دستور 1952 المرن واساس للحكم
الرشيد.
فعند الحديث عن جلالة المغفور له الملك حسين بن
طلال نتحدث عن معزز بناء الدولة الحديثة ومؤسساتها على دستور الملك طلال لعام 1952
وانه عمم وعزز مستوى التعليم والصحة والخدمات في خدمة الانسان الاردني والعالم
العربي وقاد الوطن الى بر الامان في كل الاوقات في اقليم ملتهب وغير مستقر.
ويشهد العالم للملك عبدالله الثاني استمراره في
تحديث الدولة الاردنية لمواكبة العصر ووضعها على خارطة العالم المتميز بالانفتاح
الايجابي وجهوده الفائقة في حمل رسالة العرب الاولى في العالم كله المطالبة بإنهاء
الاحتلال الاسرائيلي ومبدأ حل الدولتين.
كما ويقف جلالة الملك عبدالله الثاني مع جميع
الأشقاء والأصدقاء في محاربة الإرهاب والفكر المتطرف لما يتمتع جلالته بالمكانة
العالية بين دول العالم كله فحقنا كأردنيين أن نعتز ونفختر بمئوية اردنية هاشمية،
حفظ الله الأردن وحفظ الله قائد البلاد المفدى الملك عبدالله الثاني بن الحسين
وحفظ الله الشعب الأردني الوفي.