بقلم: م. مدخت الخطيب
وانا أقلب صفحات السيرة الذاتية لرئيس الوزراء المكلف الدكتور بشر هاني
الخصاونة وهذا التسلسل الزمني في بناء الذات والقدرات الإدارية والسياسية .. أصبحت
أردد عفويا كلمات اغنية أردنية تقول في مقدمتها ..
لو هلك
ما كان سموك العنود
صدقيني كنت سميتك أنا ...
أعتقد هذا التلفت والشرود
من صفات الريم قال اجدادنا...
بصدق لا أعلم
الرابط العجيب بين هذا وذاك فالشاعر يتحدث عن جمال العنود و عيونها واسمها
وانا أتحدث عن جمال المواقع التي شغلها الرئيس المكلف ودقتها ..
لا
ينكر عاقل ان الأردن كباقي دول العالم
يعاني من مشاكل حملهن ثقيل ويحتاج إلى رئيس يمتلك مفاتيح
الولاية العامة ويتميز بالقوة
وألامانة والاقتدار.. رجل دولة ومن العيار الثقيل...
اليوم كلف (بشر ) بحروفها الثلاث فهو يمتلك سيرة مهنية وسياسية واسرية تحترم فوالده
صديق الشهيد صدام حسين في صباه وفي هذا
العمر تترسخ المبادئ والقيم وكما يقال
الصاحب ساحب وبعدها انخرط بالعمل العام و نهل من خبرة الحسين المعلم فانصقلت شخصيته السياسية اكثر وتجلت بوضوح وهذا
الأمر والنضج السياسي من المفروض أن له أثر على طفولة بشر وصباه..
وأمه سيدة فاضلة يعود نسبها الى اكبر عائلات
العراق الشقيق وانبلها وكما يقال ثلثين الولد لخاله..
وعشيرته مكون أساسي من مكونات هذا الوطن لها
إحترام وتقدير عند الجميع،
والأهم من ذلك سيرته الذاتية ( على الورق) فهي
مُشبعة بالمناصب القيادية منذ ان كان في
العشرينيات من عمره..
فهل يفعلها( بشر ) ؟؟ ويطبق المثل القائل
“لكل امرئ من اسمه نصيب”!!؟؟ ام اننا سنترحم
على الرزاز والملقي ومن سبقهم في إدارة المشهد..
اليوم يمر الأردن والعالم بظرف اقتصادي وطبي
واجتماعي ونفسي وأخلاقي صعب،
ترنحت
بسببه حكومات وتساقطت أخرى وبقي الحال في عالمنا الثالث دون تغيير ..
وكما قال أحدهم في تغيير الحكومات أن
الخل اخو الخردل بكورونا وغير كورونا ففي عالمنا الثالث لن يتغير المشهد حتى يأتي الطوفان الأكبر
وعندها لن ينفع الندم او الإصلاح..
اليوم ونحن على أعتاب مرحلة جديدة من بناء
الوطن ولكي يتحقق لهذه الحكومة النجاح لا نطالب بأن تتحول على أياديها (فريفرة)
الى باريس ولا( بيت يافا) الى نيويورك ولا( زحّوم) إلى لندن..
اليوم الخطأ بحجم الخيانة ووزراء الترضية
والمخاجلة والمحاصصة والبرستيج والبزنس لا مكان لهم في بناء الوطن..
اليوم على دولة الرئيس أن أراد النجاح أن يثبت
لنا جميعا أنه قادر على العبور بالوطن الى بر الأمان..
اليوم كمواطنين بعيدا عن الإحباط واليأس الذي
أصبح يطفو على السطح في كل شئ لن
نتسرع في الحكم على حكومة الخصاونة وسننتظر قليلا لنحكم عليها
من خلال برنامجها القابل للتطبيق والسيرة
الذاتية للوزراء..
عندها يمكننا القول أهلًا بدولتكم أو نعمل
بالمثل القائل (ابراهيم طَرطَق طَبلُه ومأذون تَزوّج قَبْلُه)..
التحديات و"الملفات الساخنة" التي
ستواجه الخصاونة كبيره جدا، منها التحديات الصحية المتعلقة بانتشار وباء كورونا،
ومحاربة الفساد، وإعادة هيكلة القطاع العام، ودعم القطاع الصناعي، والبطالة،
وتراجع النمو، والمديونية...
وهذه إشارات خطاب التكليف الملكي عبر 'ثلاثية'
الوضع الصحي، والمسألة الاقتصادية، ومحاربة الفساد" واضحة لا تحتاج الى تفسير!!
اليوم ان أرادت الحكومة على الأقل الفوز بشرف المحاولة
علينا
أن لا نجد في التشكيلة الجديدة وزير مللنا من إطلالاتة او هرمنا من
مخططاتة..على وزراء التلوين والتأزيم
المغادرة فلا مكان لهم في خارطة الاردن
الجديد ..
بطبعي لا أجامل و لطالما داعب قلمي التفاؤل رغم
سوداوية المشهد..سأنتظر وانظر الى نصف الكأس الممتلئ وخصوصا عندما نتحدث عن الوطن، سأحاول قتل اليأس في
داخلي وأكرر كعادتي ما زال على هذه
الأرض ما يستحق العمل والبناء والإنجاز ..