الملك وأمير دولة قطر يبحثان هاتفيا التطورات الراهنة مشاجرة خلال مؤتمر صحفي لحزب العمال للإعلان عن فصل النائب محمد الجراح من الحزب.. فيديو الملك يستقبل الرئيس عباس ويؤكد وقوف الأردن الكامل مع الأشقاء الفلسطينيين وزيرة التنمية الاجتماعية تبحث مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة تعزيز توظيف المرأة في الأردن فتح باب الترشح لانتخابات الشعب الهندسية بنقابة المهندسين جمعية جماعة الإخوان المسلمين تدعو لصلابة الجبهة الوطنية أمام مخططات التهجير الولايات المتحدة تستعد لسحب قواتها من سوريا خلال أشهر مصر تؤكد على إعادة إعمار غزة "دون خروج الفلسطينيين" وتدعم السلطة الفلسطينية الجامعة الأردنيّة تُطلق مجموعةً بحثيّةً متخصّصةً في تقنيّات الترجمة الحديثة الفلسطينيون يعززون جهودهم لبناء دولة مستقلة وسط تحديات خطة ترامب لقطاع غزة جامعة جرش تُخرّج صيادلة جددًا وتؤكد على أهمية المهنة الإنسانية ردا على ترامب.. تحرك نيابي لسن تشريع يمنع تهجير الفلسطينيين إلى الأردن "نيسان" تُنهي مفاوضات الاندماج مع "هوندا" بسبب خلافات حول شروط الاتفاق وزير الخارجية المصري: نشدد على أهمية تمكين السلطة الفلسطينية ودعمها في جهودها الشعار يكشف تفاصيل جديدة حول تفجير "خلية الأزمة" في سوريا

القسم : بوابة الحقيقة
مكافحةُ الفسادِ: إنجَازٌ يُقَابِلهُ صَمْتُ النُّخبِ..!
نشر بتاريخ : 5/12/2020 6:22:03 PM
د. طلال طلب الشرفات

بإعلان هيئة النزاهة ومكافحة الفساد عن إحالة مجموعة نوعيّة من ملفات شبهات الفساد إلى القضاء يكون مجلس الهيئة قد سدد ضربة موجعة لكل مظاهر انتهاك سيادة القانون،  وتجاهل قواعد الشفافية وحرمة المال العام، وتكون الحكومة قد صدقت في التزامها أمام مجلس النواب بالقيام بكل ما يلزم؛ لتعزيز منظومة النزاهة ومكافحة الفساد من حيث السياسات والقرارات والتشريعات ، بل نجحت أكثر في اختيار مجلس متجانس مُحصن من الإحالة والإقامة ويملك زمام المبادرة وشجاعة القرار المهني الملتزم.

بعيدًا عن طبيعة الأحكام القضائية التي ستصدر لاحقًا في الملفات النوعية التي طفقت الهيئة في احالتها أولاً بأول، فإن ذلك يعبر بشكل لا يقبل اللبس عن إرادة سياسية حقيقية للجم الفساد واجتثاث الفاسدين والتزام حكومي يبدو واضحًا  في طبيعة الملفات التي تُحال وإجابة شافية على كل التساؤلات التي كانت لها آثار في الشارع حول وجود حصانة غير معلنة لبعض الأشخاص المشتبه بهم، ويؤكد على عدم وجود مصلحة للحكومة في التستر على أي مخالفات سيّما وأن المبادرة في الكشف عن ملفات كبيرة قد جاء من الحكومة نفسها بعكس الصَّلف المقزز الذي مورس في فترات سابقة.

من واجب كل المخلصين في الدولة الأردنية وفي مقدمتهم النّخب السياسية أن تؤشر على مكامن الخلل وتعزز مواضع الإنجاز حتى وإن كان من الحكومة، لأن الأخيرة هي إحدى السلطات الرئيسية في الدولة ولا يعيبنا الإشادة بها عندما تحسن،  ونقدها بشجاعة عندما تُخفق أو تُسيء. وأمانة المسؤولية تقتضي الإشادة بالحكومة ومجلس النواب في إقرار التعديلات على قانوني هيئة النزاهة ومكافحة الفساد،  والكسب غير المشروع والسياسات والقرارات التي شكلت سابقة نوعيّة في طرق بعض المكامن المقلقة والتي تطلبت شجاعة وطنية كانت أهلاً لها، وبالمقابل ما زلنا نامل إقرار التعديلات الجديدة الضرورية على تلك المنظومة في دورة استثنائية قبل رحيل مجلس النواب.

يؤلمنا الاعتراف بأن الجهود الوطنية الجادة لمكافحة الفساد ما زالت في بدايتها،  وأن قوى وشخصيات نافذة تدافع عن مظاهر الفساد وتحاول حمايته ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً،  وأن اجتثاث تلك القوى تتطلب قراءة سياسية وطنية واعية تستند للحقائق والأسانيد وسيادة القانون، وأحكام قضائية ترتكز على الحجة والدليل . وفي كل الأحوال ينتصب القرار القضائي عنوانًا للحقيقة وبرهانًا يحسم وجهات النظر في كل جدل أو قول، ولعلني في هذا أكون قد أشرت إلى شرف القسم،  وأمانة المسؤولية أمام الله والوطن والشعب والقائد.

هيئة النزاهة ومكافحة الفساد كجهة تحقيق احترافية ورقابة نوعية تعمل بصمت وحرفية بعيداً عن ضوضاء الإعلام تستحق من النخب الناقدة وقوى المجتمع الحيّة أن تتصدى لمحاولات الإجهاز على هذا الجهد الوطني المميز بأساليب مختلفة،  ووسائل متباينة من قوى خطيرة تتوزع بين دُعاة الهويات الفرعية والتابعين لبعض الفاسدين، والمستفيدين من غياب الثقة بالمؤسسات الرقابية وفي مقدمتها مكافحة الفساد، سيّما وأن التحقيق الاحترافي في قضايا الفساد كجرائم منظمة يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً في فحص الأدلة، ودراسة الوثائق، وإجراء الخبرة الفنية، وسماع الشهود ومتطلبات أخرى يستوجبها التحقيق الأولي.

كي لا نبقى أسرى التجارب علينا أن نخطط للمستقبل بثقة وإيجابية ومهنية وتفاؤل والأهم من ذلك الإيمان بصدق أن الوطن يستحق منا خدمته بأمانة وشرف، وأن المال العام هو خبز الفقراء، والثقة العامة عرق الشرفاء، ودماء الشهداء.
وحمى الله وطننا الحبيب وشعبنا الطيّب وقائدنا المفدى من كل سوء..!!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023