في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها الكوكب بشكل عام ، ووطننا بشكل خاص ، جراء فايروس كورونا ، خرجت لنا الحكومة وعلى رأسها ، رئيس الوزراء *وزير الدفاع* بجملة قرارات ، منها ما اتصف بالحكمة ، ومنها ما اتصف بسوء التدبير .
حقيقةً ، لقد تميّزت حكومتنا عن باقي دول العالم بحزمة اجراءات اتخذتها لمكافحة فايروس كورونا ، وحصره ضمن نطاق معين ، غير قابل للتوسع والانتشار ، وذلك من خلال الإجراءات الصحية المتبعة ، وفرق التقصي الوبائي ، حيث شهدنا جميعًا كيفية الإستعداد والتعامل مع الحالات المشكوك فيها ، وكيفية التعامل مع البلدات الموبوءة ، وفرض الحجر الصحي عليها ، وعزلها عن باقي المناطق المجاوره لها ، وفي كل هذه الأثناء كانت الحكومة تراهن على #وعي_المواطن . ؟!
من جانب آخر ، هناك بعض القرارات التي تقدمتْ بها الحكومة كانت غير مدروسة ، ما أفقدت ثقة المواطن بالحكومة ويتمثل ذلك بما يلي :
#أولًا : الاقتطاعات المالية التي أجرتها الحكومة على رواتب موظفي القطاع العام والجهات الأمنية لم تكن عادلة مقارنةً باقتطاعات كبار موظفي الدولة ، حيث اقتطعت من رواتبهم كل الزيادات التي منحتهم إياها مطلع العام الحالي والسبب لغايةٍ في نفس يعقوب.
#ثانيًا : هناك استغلال واضح للمواطن ، كفرض غرامة على من لا يرتدي كمامة ، علمًا بأن هذا القرار جاء متأخرًا ، فالأجدر بالحكومة فرض هكذا قرار من بداية الأزمة ، وإذ ما أرادت المحاسبة عليه فعليًا بدفع الغرامة المالية ،فمن باب أولى توفير الكمامة له بالمجان ، بدلا من بيعه إياها بسعر مضاعف.
#ثالثًا : في بداية الأزمة فُرض الحظر الشامل لعدة أيام ، وإن سُمح بالتجوال فعلى الأقدام فقط دون استخدام السيارة ، حيث لاقى القرار نجاحًا واسعًا ، وحدّ من انتشار الفايروس، إلا أنه لم يمتد طويلاً ، حيث سُمح بالتجوال بالسيارة داخل الألوية والمحافظات لغاية الساعة السادسة فقط.
#رابعًا : تسكير بعض المحال التجارية في بداية الأزمة ، والسماح لها بعد مدة من الزمن بممارسة عملها حتى الساعة السادسة فقط.
#خامسًا: تسكير دور العبادة ، وعدم السماح للمصليين بإقامة شرائع الله داخل المساجد سواء بكمامة أو بدون ، بالرغم أن ما ينطبق على الأسواق وأكتظاظها ، قد ينطبق على بعض المساجد ليس كلها.
#سادسًا : عدم تشديد الإجراءات الحكومية على المعابر الحدودية ، والأكتفاء بالسؤال والتوقيع على تعهد لا يسمن ولا يغني من جوع.
#سابعًا : لم يرد من منظمة الصحة العالمية ، ولا من وزير الصحة ، حول نشاط الفايروس في ساعات ، وخموله في ساعات أخرى ، فالذي يمكن حدوثه قبل الساعة السادسة يمكن حدوثه بعدها.
#ختامًا : كل ما تقدمتُ به من نقاط سلبيه، جعلتْ المواطن يرجع خطوتين للوراء ، ويتساهل في تطبيق الإجراءات الوقائية ، ليس قلة وعي منه كما يدعي البعض ، بل لأنه لمس الإستغلال الحكومي بأم عينه.
نسأل الله سبحانه وتعالى ، أن يكف عنّا الوباء والبلاء ،
#ما_ظهر_منه_وما_بطن