فاجأت جائحة كورونا العالم واربكت كافة مناحي الحياة سواء بشكل مباشرة او بشكل غير مباشرة، و انعكست اثارها بشكل فوري على طبيعة حياة الناس واسلوبهم ولكن حسب خبراء الاقتصاد فان التداعيات القادمة ستكون اشد وطأة على اقتصادات الدول وبالأخص الدول النامية التي تعاني مشاكل اقتصادية.
ما يعنينا بالدرجة الاولى هو تداعيات كورونا على الاقتصاد الاردني و بالتالي الى المواطن الاردني الذي يعاني منذ عقود نتيجة ضعف الاقتصاد التي ظهر جليا في ارتفاع معدلات البطالة التي وصلت الى 19% وهو رقم يبعث على عدم الاطمئان. كما ظهر جليا من خلال ضعف القدرة الشرائية للمواطن حتى بات 70% من المواطنين حسب الاحصائيات الرسمية مقترضا من البنوك بنسب فائدة مرتفعة وتشير التوقعات الى ارتفاع نسبة الاقتراض من البنوك ليتمكن الناس من الاستمرار في الحفاظ على مستوى معين من المعيشة.
ويبقى السؤال …
هل حقا أيقظتنا كورونا من طبيعة النمط الاستهلاكي الذي كنا نعيش … ام اننا بالأصل كنا نعيش على الكفاف وبالتالي لن تغيير كورونا في واقع حال معظم الاردنيين..
مثل هذه الطروحات التي يتم تداولها على منصات وسائل التواصل الاجتماعي قد تجد اذنا صاغية بحيث ان على الاردنيين اعادة النظر في اسلوب حياتهم و خصوصا فيما يتعلق بالمناسبات الاجتماعية ( الافراح، الاتراح، التعليم، التنقل …الخ ) فأصحاب هذه الطروحات يعتبرون ان الاردنيين يبالغوا في الانفاق خصوصا في هذه المظاهر .. حيث تبلغ تكاليف الافراح و الاتراح ارقاما صادمة للموظفين اصحاب المصالح البسيطة. وهو ما يثقل كاهلهم بالديون ويصعب من اعباء الحياة.
المرحلة القادمة ستكون اصعب على الاقتصاد وهو ما قد يدفع الحكومة للجوء الى المواطن من خلال الضرائب او خفض الرواتب كما ان الانفاق الحكومي على البنية التحتية سيكون متواضعا .. ما يضع المزيد من الضغوط على المواطن الذي تأكل دخله على مر السنوات السابقة.
ويبرز السؤال الاهم كيف سيتعامل المواطن مع المرحلة القادمة …
بالتأكيد ان الاستمرار بالعيش بذات النمط الاستهلاكي سيؤدي بالمواطن الى مواجهة مصاعب اقتصادية واجتماعية واخلاقية وعليه ان يعيد النظر بأولويات الحياة العملية باتت ضرورة و ليس خيارا وان توجيه الدخل المتواضع اصلا ليتم انفاقه في الأوجه الصحيحة هي طوق نجاة عكس ذلك حتى اللجوء للقروض وان تساهلت البنوك مستقبلا هو زيادة عدد لفات الحبل على رقبته واطالت امد السقوط لأشهر معدودات.
فهل سنعيد النظر ….
لكم الاجابة