رشاد ابو داود
يستبق دواعش اسرائيل بزعامة «الحاخام» العنصري بنيامين نتنياهو تسلم دونالد ترامب سلطاته رئيسا لاميركا بتمرير قوانين غير مسبوقة في محاولة لتثبيت الامر الواقع لاحتلال فلسطين، كل فلسطين .نعني موافقة حكومة نتنياهو على مشروعي قانونين احدهما يصبغ صفة شرعية- «لكأن دولة الكيان نفسها شرعية !» -على البؤر الاستيطانية في الاراضي المحتلة العام 1967 ، والآخر منع الاذان عبر مكبرات الصوت في مساجد فلسطين التاريخية ،بما فيها المسجد الاقصى .
تدرك حكومة نتنياهو ان قرارها يضرب عصب العرب و المسلمين ، لكن للاسف فان الكل مشغول بتبعات الابتعاد عن القضية المركزية وهو ما اوجد فلسطينات عربية محتلة من القوى الكبرى عسكريا او سياسيا او اقتصادياً .كما اوجدت الفتنة الدينية-لعبة اليهود عبر التاريخ- اشكالا وعصابات تدعي الاسلام لتدمر المسلمين .
منذ غفا العرب على رصيف العالم ،الرهان معقود على اهل فلسطين الصامدين في ارضهم منذ العام 1948 وعلى المرابطين في الاقصى .وسوف يسجل التاريخ ما قام به احمد الطيبي ابن يافا عضو الكنيست حين اعلن تحديه لقرار حكومة الحاخامات، فانطلق من منصة الكنيست يردد: «الله أكبر.. الله أكبر عليكم أيُّها المارون بين الكلمات العابرة».. ثم انطلق يرفع الأذان لصلاة المغرب، وسط همهمات وصخب الأعضاء الذين سارعوا بخلق حالة من الضجيج لعرقلة استمرار النائب عن الأذان، فيما قام رئيس المجلس بقطع التيار الكهربائي عن مكبر صوت الجلسة ليمنع الطيبي من مواصلة أذانه.وقرأ الطيبي اية من القرآن الكريم وكذلك اية من انجيل لوقا قائلا :» ان نتنياهو هو المحرض الاول وهو يقود حملة اسلاموفوبيا ضد المسلمين والاذان هو جزء لا يتجزأ من مشهد هذا الوطن»، مذكرا بالاعتداءات على المساجد والكنائس في فلسطين».واضاف الطيبي: نحن ايضا نعاني من ضجيج النفخ بالبوق ايام الجمعة والسبت ونعاني من منع السفر في اعيادكم وخاصة عيد الغفران ولكننا لا نعترض ولا نمس بشعائركم.وانهى بالقول:»لقد اقمتم قبل سنوات وحدة كلاب تتهجم على كل من يقول الله اكبر. وقلت لكم انذاك الله اكبر عليكم واعود واقولها لكم: «الله اكبر الله اكبر عليكم هل من كلاب بينكم تنقض علينا؟».
عضو الكنيست عن حزب التجمع حنين زعبي قالت في الكنيست مساندة الطيبي إن «من يعاني من صوت الأذان هو من اختار أن يستوطن بجانب المسجد، ومثلما استوطنوا هنا، هم مدعوون للمغادرة من هنا إن كانت معاناتهم كبيرة بهذا الحجم». وتابعت «من يريد فرض مشروع قانون منع الأذان يهدف لتغيير طبيعة البلاد».
موضحة أن «الأذان جزء من ثقافة البلد وتراثها، ومن اختار الاستيطان إلى جانب المسجد كان يجب عليه أن يعرف إلى أين هو قادم»، وأشارت زعبي إلى أن صوت الأذان هو جزء أساسي من الثقافة منذ الطفولة.
ليس الطيبي و الزعبي فقط بل كل فلسطينيي 48 تنادوا للدفاع عن الارض و الدين -الاسلامي و المسيحي- ضد النظام العنصري الصهيوني .فعلى الرغم من ان نتنياهو يريدها دولة دينية يهودية ويركز حملته الشيطانية الآن على القدس و المسجد الاقصى وكافة المساجد فان الفلسطينيين مسلمين و مسيحيين ينطلقون من حقيقة ستبقى متجذرة ساطعة مهما علاها غبار حروب داحس والغبراء في ديار العرب .ومهما علا شأن الصهاينة وتعاظمت قوتهم وجبروتهم .
ها هي بلدية الناصرة مدينة السيد المسيح تنتفض نصرة للاذان وتصدر بياناً تندد فيه «بالتصرف المخزي للحكومة الاسرائيلية الذي يدل على تحكم اوساط فاشية عنصرية في اتخاذ القرار الوزاري الذي يدمر كل مساعي السلام والعيش على ارض متنازع عليها اصلاً «واكد البيان « ان اهل الناصرة مسيحيين ومسلمين على قلب رجل واحد ينددون بهذا القرار الخطير». كذلك صرح عدد من رجال الدين المسيحيين في فلسطين انهم مستعدون لرفع الاذان من على اسطح منازلهم ، مما يؤكد وحدة و تماسك الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال منذ 68 سنة .
هل يتعظ العرب الذين يقتل بعضهم بعضا بسلاح الفتنة ؟هل يدركون انهم كلما ابتعدوا عن القدس وفلسطين كلما اغتربوا عن انفسهم واصبحت دولهم آيلة للسقوط ؟
عن الدستور