القسم : بوابة الحقيقة
مع الوطن الى بر الأمان..
نشر بتاريخ : 4/2/2020 12:31:57 AM
د. عماد الحسبان

 
ربما نادرا ما اشد على اجراءات الحكومة وقراراتها  الاقتصادية منها  خاصة او تلك القرارات  التي تتعلق بحاجات المواطن وسبل عيشه , ولكن  ان الاوان لنقول كان الله في عون حكومتنا الحالية لما تبذله من جهود مضنية توصل بها النهار بالليل  من اجل حماية الوطن والمواطنين من شر وباء الكورونا , هذا الوباء  الذي اجتاح العالم بطريقة فاقت تفكير البشرية وجاهزيتها وجاهدها في علمها وابتكاراتها , هذا الوحش الفيروسي  الغامض غير المرئي الذي  اسقط كل موازانات العالم وقلب موازين الاقتصاد والتجارة , فحول الحرب الى سلام , والجريمة الى امان , واسكن البشرية في سكينة منزلية دون حراك ولا عمل .

 في الوقت الذي اعلنت  فيه دول عظمى عن فشلها  في ادارة ملف مكافحة هذه الجائحة الا ان حكومتنا بارادة الله وبحكمة القائمين عليها استطاعت ادارتة بطريقة أبهرت العالم  وما زالت مسيطرة على الأمور بشكل ممتاز ,  قيادتنا الهاشمية الفذه  تسلمت راية المبادئة,   فقد كان جلالة الملك المفدى  عبد الله الثاني المعظم هو من ترأس دفة ادارة هذا الملف وكل ما اتخذ من قرارات كانت بقيادتة وامضائه  حيث سبق العالم باجراءات وقائية استباقية كان لها الدور الأكبر في نجاح مكافحة هذا الوباء وتخفيف اثاره على الوطن , وهنا يجدر بنا ان ندرك كمواطنين ان كل جهود الحكومات ما كانت لتنجح لولا وعي المواطن الاردني  وادراكه ان يد واحدة لا تصفق, ولن نستطيع مكافحة الجائحة الا اذا تعاونا مع الحكومة وطبقنا ونفذنا تعليماتها بدقة وخاصة تلك التي تتعلق بحظر التجول وحظر حركة المركبات والتنقل .

بالرغم ان  كل الجهود الرسمية كانت متركزة على اولوية الجانب الصحي للمواطن , الا ان الحكومة  ايضا اعطت الجانب الاقتصادي وجانب الأمن الغذائي جل اهتمامها,  حيث  قامت وزارة الصناعة والتجارة ومؤسسة الغذاء والدواء  باجراءات لتوفير المواد الغذائية للمواطنين وبأسعار مناسبة ومعقولة وها هي لجان المحافظات والبلديات والأمن العام تقوم بجولات لمراقبة الأسعار والتأكد من جودة وتوفر المواد التموينية , بكل صراحة كل هذه الجهود الحكومية مهما كانت ضخمة الا انها لن تكفي  للسيطرة على المستغلين والمحتكرين وكلاب جمع المال في زمن الاويئة والكوارث والأزمات  , ان هؤلاء الذين احتكروا البضائع وعلى رأسها الدخان حتى صار يباع الكروز بثلاث أضعاف سعره  الحقيقي , والخضار التي صارت أغلى من اسعار الادوية في الصيدليات , وهنا ياتي دور المواطن نفسه ليقف الى جانب الجهود الرسمية لمافحكة هؤلاء الكلاب المتشردة  الطامعة بجمع الثروات في زمن الأزمات , ولو قام كل مواطن في حارته ومكان سكنه بالاتصال على الخط الساخن وعلى غرف عمليات الأمن العام وأبلغ عن مخالفات الأسعار والاحتكار وعن الباعة  المنتشرين في السوق السوداء, سود الله وجههم , لقضينا عليهم كما نقضي على الكلاب الضالة  , لما بقي منهم واحد في الساحة, ولكانوا درسا لكل من استغل الجائحة ليجمع الثروات , ان هذه  الزمرة  المستغلة لظروف  الوباء ,ما هي الا زمرة همها المال فقط  ولا تدرك اي معنى من معاني الوطنية وحب الأوطان , الحكومة بذلت جهودها بحسب قدرتها( كفت ووفت ) والجهود المتبقية علينا نحن المواطنين وهذا اقل واجب علينا , لكي نقف الى جانب الوطن في محنته ولكي نحمي لقمة عيشنا   وأمننا الغذائي , ومن هذا المنبر اطالب الحكومة بايقاع اشد العقوبات على هؤلاء الخنازير الذين  استغلوا الظروف الطارئة ونهشوا جسد الوطن , لان ما يقومون به ليرتقي الى جريمة حرب  ولن تردعهم الا عقوبات مجرمي  الحروب  , ايها المواطن كن الى جانب نفسك والى جانب وطنك في محنته ولا تشتري سلعة مهما كانت الا اذا طابقت السعر الرسمي  المعلن عنه , ولا تتهافتوا على سلعة  خوفا من الجوع  فما زال الوطن بخير ولن نخاف ما دام قائدنا هاشمي وايماننا بالله  تعالى انه هو الرازق لكل مخلوقاته , كونوا مع الحكومة ضد لصوص الاسعار في كل الازمان وليس في زمن الكورونا فقط ,ولن تخرج سفينة الوطن من هذه العاصفة سالمة امنة الا اذا وقفنا نحن المواطنين مع الوطن وتحيزنا الى جانبه ونفذنا بوعي الاردني الغيور على وطنه  كل ما علينا فعله دون مغالاة او اهمال ...حمى الله الوطن من شر الوباء وبلاء البشر .

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023