بدء تنفيذ سحب مياه سد كفرنجة وتحليتها بـ 14 مليون دينار 100 شاحنة جديدة تعبر من الأردن لغزة صدور مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية بين ميسي ورونالدو.. رودري يختار الأفضل في التاريخ الأمن العام ينفذ تمريناً تعبوياً شاملاً لتعزيز الجاهزية والتنسيق في مواجهة الطوارئ على خطى بيكهام.. أول لاعب كرة لا يزال في الملعب يقتحم عالم الاستثمار في الدوري الأمريكي "غولاني".. أشرس ألوية الاحتلال تسقط في "كماشة" مقاومي غزة ولبنان كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو

القسم : بوابة الحقيقة
أزمة كورونا؛ والتكافل الاجتماعي…!
نشر بتاريخ : 3/22/2020 10:08:14 PM
الدكتورة اروى الحواري


التكافل الاجتماعي وأهميته في حياتنا اليومية والعملية وما يتبعه من نتائج إيجابية، تضمن الترابط والتواصل فيما بيننا، وقد ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"، وقال عليه الصلاة والسلام " المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا"، ونجد أنه منذ تأسيس المجتمع الإسلامي لليوم كان وما زال التكافل الاجتماعي والتشارك في كل شيء أساس بناء المجتمعات وقد ظهر ذلك جليًا في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في عهد النبي الأمين، فعمدوا إلى اقتسام أموالهم وممتلكاتهم فتوحدوا ضمن بوتقة واحدة و انصهروا معا في المجتمع. 

ويعرّف التكافل الاجتماعي؛ أنه اجتماع أفراد المجتمع كافة على المصالح المشتركة فيما بينهم، فأن يكونوا يدًا واحدة ضد المعوقات الفردية والجماعية التي تواجههم، ويتّحدوا على دفع الضرر والمفسدة عن جميع أفراده، والوقوف على كل ما يواجه أفراد المجتمع الواحد، من مساعدة للمحتاجين وإغاثة للملهوف وحماية للضعيف، وتكريم من يستحق التقدير، والنظر إلى كل من لديه حاجة خاصة، والوقوف إلى جانب بعضهم في دفع المظالم وتسوية الخلافات وتقريب وجهات النظر بين أفراد المجتمع الواحد.

وفي وقتنا الراهن نحن نحتاج إلى وقفة واحدة لجوار بعضنا البعض، وخاصة أننا الآن نمرُّ بأزمة عالمية؛ ألا وهي انتشار فيروس كورونا، الذي بدأ يجتاح كل الدول بلا هوادة، فباتت أضراره وخيمة، ومع صدور قرار الدفاع الثاني؛ وهو حظر التجول والمكوث في المنازل للحد من انتشار الوباء، فلا بد من تفعيل خاصية التكافل الاجتماعي بين المواطنين كافة؛ للتخفيف على الدولة، وللتعاون فيما بينهم، وهذا يسهل الأمر ويخفف وطأة الاختلاط بينهم، و لإجراء ذلك لا بد من آلية تضمن التشارك بين المؤسسات المجتمعية وبشكل مقنن تضمن التسهيل على المواطنين. 

ولا ننسى آثار التكافل الاجتماعي التي تصون نفس الفرد وتجعله يشعر بالراحة والطمأنينة، فتزداد ثقته بنفسه لأنه يجد التقدير والدعم من الآخرين، والذي يدفعه بدوره إلى التقدير الذاتي، كما يصبح المجتمع أكثر لُحْمةً وتماسكًا واستقرارًا، وبالتالي تزداد قدرته على مجابهة كل ما يعترض طريقه، ويسهم في زوال الضرر وسد حاجات المجتمع وزيادة أواصر الألفة والوفاق فيما بين أفراده، وهذا حقا ما نحتاج إليه في وقتنا هذا؛ فالوباء وانتشاره والحظر وتبعاته، كل ذلك سينعكس سلبا على الفرد ونفسيته. 

ولا يمكن للتكافل الاجتماعي أن يأتي بصورة واحدة، فهناك عدة صورة للتكافل الاجتماعي منها ما هو مادي، كمساعدة المحتاج وقضاء الدين عنه، وربما يكون معنويًا من خلال تحفيز أفراد المجتمع بعضهم البعض، والإفادة من خبراتهم، حيث يسهم تبادل الخبرات في تدعيم المجتمع ككل وجعله أكثر قدرة على مواجهة المشكلات الاجتماعية. 
وقد يظهر التكافل الاجتماعي من خلال توزيع المسؤوليات على أفراد المجتمع، وخاصة أصحاب القرار منهم وذوي الرأي فيه؛ فهؤلاء تقع على عاتقهم مسؤولية حماية المجتمع وحل مشاكله، بالإضافة إلى السماح للمبادرات المختلفة والتي تسعى للتكافل الاجتماعي وتوزيع الأدوار المختلفة؛ فتساهم في تقديم جزءً من الخدمات  لينعم أفراد المجتمع بالراحة والأمان، لتخطي تلك الأزمة بصبر وعزيمة ثبات، سائلين المولى عزّ وجل أن ينزل علينا السكينة والشفاء، في ظل وطننا الحبيب. 


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023