نقر بمنتهى الدقة والشفافية أن الحالة
الوطنية في تراجع غير مسبوق، فلم يعد العمل وفقا لمبدأ " كلكم راعٍ وكلكم
مسؤول عن رعيته " ، كلنا ولانزكي على هذا الوطن من أحد أسرفنا في نبذ الأخر
وأدائهم وعندما تلقينا الواجب والمسؤولية كنا على ذات النهج في اللامسؤولية
والترهل ، وأيضا ممارسة الفساد والذي أصبح تركة وإرث ينتقل عبر المؤسسات والإدارات
الحكومية والرسمية الى أن أصبحت مؤسساتنا سبق لمن أراد أن يغتني ليس بوطنه وإنما
منصبه وأدوات نفوذه ، فأصبنا بتخمة من المسؤول اللامسؤول ، ومن أصحاب القول غير
المقرون بالفعل .
ولأن الحالة الوطنية غير مرضية وقد عبر
عن ذلك صاحب الجلالة مرارا وتكرارا معلنا بصريح القول من لايريد أن يعمل من أجل
هذا الوطن عليه أن يغادر موقعه لمن هو خير منه ،لكن يبدو أن هناك حالة من الجهل
المتعمد فأصبح الكرسي غاية بحد ذاته والمنصب تشريف دون الإلتفاف لأمانة التكليف ،
فكان لابد من درس أكثر قوة لنا جميعا أعتاد جلالته أن يخاطبنا بحنكة القائد وعفوية
الأب ومهابة المسؤولية فكان جلالته رجل الميدان ، بين شعبه ، بكل أطيافه ومدنه
وقراه وبواديه ، كان على الواقع عين وشاهد .
في الوقت الذي جند جلالته نفسه أمينا
وفيا لقضايا الأمة وليحمي الأردن من وابل المخاطر المحاطة به المتمثلة بالتحديات
الأمنية والتهديدات الإستفزازية الوافدة من الكيان المحتل ومن تبعات مايدور في
الساحة الدولية ، كان أيضا وفيا لسياسات الداخل وحريصا كل الحرص أن يقف في صف
الوطن والشعب ، فكان العوض بكل شيء في فكره وإرادته ونهجه ، قائد يعلمنا أبجديات
الأداء الوطني والمسؤولية والإلتزام ، يعطينا رسائل وإشارات تحتاج منا وعي أكبر
وأمانة والتزام.
الجولات الميدانية في هذا الوقت رغم
ماتحمله من تخاطب وتقارب بين القائد والشعب ، الروح والجسد ، وأهميتها في طمأنة
الشعب أن القادم نحن من يحدد مصيره بلحمتنا والتفافنا حول قيادتنا ، الإ أنها تبوح
بصمت مدى قصور مسؤولينا ومدى ضعف حضورهم وغياب الأثر والامل فيهم ومنهم .
لمن يقرأ فكر ورؤية جلالته يعي تماما
أنه قائد بحجم الأمة ، وبكل يقين يضع يده على الجرح ومواطن الخلل يدعونا لنتشارك
سوية المهام والمسؤولية والأدوار المطلوبة
رسائل ملكية مستمرة منهاج عمل وأداء ،
لابد وأن توثق وتدرس لنتعلم جيدا ما يستحق هذا الوطن .