لن أطيل عليكم بالمقدمات سأني ما قرأته
في نتائج استطلاع رأي نبض الشارع الأردني "11"، المنشور على الموقع
الإلكتروني لمركز الدراسات الاستراتيجية، بتاريخ 29/12/2019م. صعقتني نتائج ذلك
الاستطلاع، الذي كُتِبَ في مقدمته أنه طُبِقَ على عينة ممثلة للمجتمع الأردني بلغت
"1712" مستجيب من كافة المحافظات، بالإضافة إلى عينة من قادة الرأي بلغ
حجمها "672" مستجيب.
عينة من قادة الرأي، حسب زعمهم:
أكثر ما يتعارض مع الواقع والمنهج
العلمي، النتائج الصادمة الآتية لقادة الرأي المزعومين:
1. قادة الرأي لا يعتبرون
"المحافظة على الأمن والأمان والاستقرار الداخلي" أولوية قصوى يجب على
الأردن العمل على تحقيقها في العام 2020م. "بالمرتبة الأخيرة في الأولويات،
وبنسبة 0.0%".
2. قادة الرأي لا يعتبرون "العمل
على تخفيض الأسعار، وغلاء المعيشة" أولوية قصوى يجب على الأردن العمل عليها
في العام 2020م. "بالمرتبة الأخيرة في الأولويات، وبنسبة 0.0%".
3. قادة الرأي لا يعتبرون "ارتفاع
الأسعار، وغلاء المعيشة" تهديد داخلي يواجه الأردن. "بالمرتبة الأخيرة
في الأولويات، وبنسبة 0.0%".
4. قادة الرأي لا يعتبرون "القضاء
على الفقر" أولوية قصوى يجب على الأردن العمل عليها في العام 2020م.
"بالمرتبة الأخيرة في الأولويات، وبنسبة 0.0%".
5. قادة الرأي لا يعتبرون "انتشار
البطالة" تهديد داخلي يواجه الأردن. "بالمرتبة الأخيرة في الأولويات،
وبنسبة 0.0%".
6. قادة الرأي لا يعتبرون "وضع
الرجل المناسب في المكان المناسب" أولوية سياسية يجب على الأردن العمل على
تحقيقها في العام 2020م. "بالمرتبة الأخيرة في الأولويات، وبنسبة 0.0%".
التساؤلات المنطقية، هي: مَنْ هؤلاء
الذين وصفتموهم بقادة الرأي في الأردن؟!؟! وأين يعيشون؟!؟! وهل هذه هي رؤية قادة
الرأي للوضع الأردني الداخلي؟!؟! التساؤلات برسم الإجابة.
العينة الوطنية الممثلة للمجتمع
الأردني، حسب زعمهم:
كما تتعارض النتائج الصادمة الآتية
للعينة الوطنية الممثلة للمجتمع، حسب زعمهم، مع الواقع والمنهج العلمي:
1. العينة الوطنية الممثلة للمجتمع، لا
ترى على الإطلاق أن "تخفيض الضرائب بكافة أشكالها" أولوية قصوى يجب
العمل على تحقيقها في عام 2020م. "بالمرتبة الأخيرة في الأولويات، وبنسبة
0.0%".
2. العينة الوطنية الممثلة للمجتمع، لا
ترى على الإطلاق أن "ضمان حرية التعبير عن الرأي، وتحقيق الأمن الداخلي"
أولوية سياسية يجب العمل على تحقيقها في عام 2020م. "بالمرتبة الأخيرة في
الأولويات، وبنسبة0.0%".
3. العينة الوطنية الممثلة للمجتمع، لا
ترى على الإطلاق أن "تشجيع الاستثمار، والنهوض بالاقتصاد" أولوية قصوى
يجب العمل على تحقيقها في عام 2020م. "بالمرتبة الأخيرة في الأولويات، وبنسبة
0.0%".
4. العينة الوطنية الممثلة للمجتمع، لا
ترى على الإطلاق أن "العمل على إجراء إصلاحات سياسية شاملة" أولوية قصوى
يجب العمل على تحقيقها في عام 2020م. "بالمرتبة الأخيرة في الأولويات، وبنسبة
0.0%".
5. العينة الوطنية الممثلة للمجتمع، لا
ترى على الإطلاق أن "دعم الأحزاب وتطوير العمل الحزبي" أولوية سياسية
يجب العمل على تحقيقها في عام 2020م. "بالمرتبة الأخيرة في الأولويات، وبنسبة
0.0%".
6. العينة الوطنية الممثلة للمجتمع، لا
ترى على الإطلاق "التوافق على الإصلاحات السياسية واستقرارها" كأولوية
سياسية يجب العمل على تحقيقها في عام 2020م. "بالمرتبة الأخيرة في الأولويات،
وبنسبة 0.0%".
ويزخر ذلك الاستطلاع المزعوم بتمثيله للمجتمع
الأردني، بالمغالطات العلمية، والتضاربات الواقعية العديدة والغريبة. حيث جرت
العادة العلمية المنهجية في مراكز الدراسات الوازنة، العمل على عدد من الأدوات
للتأكد من مصداقية النتائج، وموضوعية المستجيبين على الاستطلاع، من خلال تجانس
النتائج وصحتها وعدم تشتتها، ومن هذه الأدوات استخدام الأسئلة الكشفية، بمعنى
تكرار السؤال عدة مرات على المستجيبين في ذات الاستطلاع، فإن جاءت الإجابات على
نفس السؤال متقاربة، يكون ذلك مؤشر على مصداقية وموضوعية النتائج، وتجانس استجابات
العينة. وعليه، كيف نفسر استجابة قادة الرأي على أن "المحافظة على الأمن
والأمان والاستقرار الداخلي" ليس أولوية قصوى يجب على الأردن العمل على
تحقيقها في العام 2020، وبالمرتبة الأخيرة، وبنسبة 0.0%. وفي جدول آخر في ذات
الاستطلاع يرى قادة الرأي أن "الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلي" ليس
أولوية سياسية يجب على الأردن العمل على تحقيقها في العام 2020، وبالمرتبة
الأخيرة، وبنسبة 0.0%. وفي شكل آخر في ذات الاستطلاع، يرى قادة الرأي بأن
"الحفاظ على مستوى الأمن والأمان الموجود" أولوية أمنية يجب على الأردن
العمل على تحقيقها في العام 2020م، حيث جاءت بالمرتبة الأولى، وبنسبة 31.0%.
وأيضاً، كيف نفسر استجابة قادة الرأي على أن "انتشار الفقر والبطالة"
أهم تهديد داخلي يواجه الأردن، وبالمرتبة الأولى، وبنسبة 41.0%. وفي نفس الجدول
يرى قادة الرأي أن "انتشار البطالة" لا يشكل أي تهديد داخلي للأردن على
الإطلاق، وبالمرتبة الأخيرة، وبنسبة 0.0%. وفي جدول آخر في ذات الاستطلاع، يرى
قادة الرأي بأن "القضاء على الفقر" ليس أولوية قصوى يجب على الأردن
العمل عليها في العام 2020م، حيث جاءت بالمرتبة الأخيرة، وبنسبة 0.0%.
ما هكذا تورد الإبل يا مراكز الدراسات،
البحث العلمي براءٌ من نتائجكم ونبضكم، كما هو حال المجتمع الأردني العزيز، وقادة
الرأي، براءٌ من نتائجكم واستطلاعاتكم.
ولا داعي هنا لنذكركم بالتحديات التي
تواجه المجتمع الأردني العزيز، ولكن من الأهمية بمكان تذكيركم بأهمية إعادة
الاستماع والإصغاء إلى كلام سيد البلاد حفظه الله ورعاه، في زيارته الكريمة لجامعة
اليرموك، ذلك الصرح العلمي الرصين الشامخ، وهو يتوسط شباب الوطن الطموح في برنامج
“انهض”، في ذات الفترة التي أجريتم بها استطلاعكم.
تنبيه وإخلاء مسؤولية: جميع النتائج
الواردة في هذا المقال مقتبسة من استطلاع رأي نبض الشارع11، وكاتب المقال لا يتحمل
مسؤولية صدقها.
والله من وراء القصد،،
* باحث وأكاديمي أردني
[email protected]