بقلم: نائل أبو مروان*
تحميل حركات الاسلام السياسي في الوطن العربي أنها من كانت ترغب في السلطه والحكم والاستئثار به ، هذا ربما ظلم ننسبه الى تلك الحركات..اذا عرفنا الطبيعه الكائنه للمجتمات العربيه ، منذ الاستقلال أو تقسيمها الى دول كانت تحت حكم العسكر الذي استفرد في الحكم وبذخ السلطه لعشرات السنوات مما خلق نوع من النفوذ والجاه لتلك لافراد ، كان ما كان من ثورات الربيع العربي وما نتج عنه.من تصدر الاسلام السياسي للحكم ونجاحهم في اكثر من بلد ،لقد ورثوا حكم ودوله ينخرها الفساد في جميع الدول التي شاركوا في الانتخابات بها ، بالنسبه الى حماس الوضع مختلف عن الدول الاخرى في مشاركتها للانتخابات ودخول الحكم ، فلسطين ما زالت تحت الاحتلال .
النقد مهم وكشف الحقيقه والواقع أهم ولا أحد يغضب من طرح قضايا الوطن، لكن الغضب نستخدمه أحياناً في غير محله ، نستخدمه لتعثير المشرط الذي يتخلل جراحنا ويضعنا أمام أخطائنا وعيوبنا وجهاً لوجه . ما حدث في فلسطين أمر غريب عجيب ، لقد حاولوا انزال حماس عن الشجره والمحاوله في ادماجها في العمليه السلميه واشراكها به من خلال اشراكهم في المجلس التشريعي ، الذي هو في الاصل من نتائج اوسلو الذي ترفضه حماس ، كان ما كان وما لم يكن في الحسبان نجاح حماس في المجلس التشريعي مما خولها في تشكيل الحكومه، شعرت حماس أنها في المصيده وأن تشكيلها للحكومه لا بد من التعامل مع الحكومه الاسرائيليه ، حاولت حماس الهروب من هذا الوضع ، أصبحت حماس بحكم الواقع هي من تحمل لواء اتفاق اوسلو وهم الحكومه ، حماس من البدايه وقعت في الفخ ولم تقدر على الخروج من هذا الفخ وكان ما كان ،المسئوليه تقع على حماس وقبولها في الدخول في معترك اوسلو وهي من تتحمل تبعيات هذا القرار، الشعب الفلسطيني بجميع مكوناته ليس له علاقه. خالد مشعل حاول أن يرمي في اللوم على الاسلاميين أنهم لم يكن لهم درايه في الحكم كان الاولى لهم أن يشاركوا الجميع في الحكم، لقد خلط خالد مشعل بين الاسلاميين في الدول العربيه وحماس رغم معرفته وادراكه في اختلاف الوضع والمكان بين دول مستقله وفلسطين المحتله ، علينا أن نكون صريحين مع أنفسنا ونوضح الامور بمسمياتها..
حماس وقعت في الفخ والشعب والوطن يتحمل هذا الفعل وما ألت اليه الاوضاع ، كما حدث مع فتح عندما دخلت في اتفاق اوسلو ، أصبحت حماس شريك في اتفاق اوسلو ضمن الواقع الجديد ودخولهم المجلس التشريعي وتشكيلهم الحكومه ، حين نشرح معاناتنا وعدم إلقاء اللوم على الآخرين أو هناك خطأ تكتيكي وليس استراتيجي بحجم وطن، من الخذلان أن نحاول تمرير رسالة هادئة مفادها أننا (ربما) نتحمل بعض المسؤولية والخطأ التكتيكي ! ، السيد اسماعيل هنيه يتحدث عن دوله فلسطينية على حدود 67 ، هل هو فِكر جديد وتغيير في طرح واقع فكري في فكر حماس للتمييز بين كرسي السلطة وبين فكر حماس الديني وحكمها لغزه والتزاماتها الاقتصادية والسياسية ، وبين المقاومة وجنودها وأجندتها، في السياسه نحن نتفهم باسم الواقعيه السياسه وما فرضته الاوضاع على غزه من حصار جعل حماس في موقف صعب ، وتفكير مستمر في كيف تخرج من هذه الازمه ، لكن حماس بالذات ستواجه مشكله ، فكرها ممتد من الاخوان الفكر الاسلامي ، اذا هل حماس الان تواجه صراع بين الفكر والممارسة ؟؟ ، في غياب الافق والضغط المستمر على حماس قد يستمر الخطاب المقاوم او لغة المقاومة ، لكن الوقائع ستكون مختلفة السياسه لا ترحم، لهذا ربما نجد تصريح السيد اسماعيل هنيه للقبول في دوله فلسطينيه على حدود 67 ، في تحدي واضح لفكر حماس الديني ، في الأول من أيار 2017، أصدرت "حماس" ما أسمتها "وثيقة المبادئ والسياسات العامة : تطرح الوثيقة تعريفاً لافتاً يبتعد عن التعريفات الدينية السابقة لفلسطين والتي درجت الحركة على اعتمادها.
التعريف الجديد ينص على التالي: "فلسطين أرض الشعب الفلسطيني العربي، منها نبت، وعليها ثبت، ولها انتمى، وبها امتدّ واتّصل". تختلف هذه الصياغة اللفظية وإلى حد بعيد عن نظيرتها في ميثاق عام 1988 والتي تصف فلسطين بـأنها "وقف إسلامي" وملك للأمة الإسلامية جمعاء.،تطرح الوثيقة الجديدة إطاراً ومنظوراً للصراع ضد الصهيونية وإسرائيل من منطلق وطني ولا يموضع الصراع من منظور ديني. تعبّر الوثيقة عن موقف يعكس إجماع الحركة داخلياً على حل الدولتين، بمعنى، تأسيس دولة فلسطينية ضمن حدود 1967. قبول "حماس" بإنشاء دولة فلسطينية على حدود 1967، يختلف ومناقض لأهداف الحركة الأولى تحرير كامل فلسطين التاريخية،، لهذا نسأل ؟؟ هل هو بحث عن أوسلو جديد يكرر التجربة الفاشلة للمفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، أم هو اعتراف ضمني بتعقيدات الصراع بين الجانبين، حسب ما نشاهد حماس اليوم تختلف عن حماس الامس . حسب المشاهده للواقع الاتهام من قبل حماس الى السلطه وفتح لا يختلف كثيراً عما يتم الطرح من قبل حماس ..
*كاتب وناشط فلسطيني