بقلم: المهندس
مدحت الخطيب
استوقفتني
حكاية مجموعة من الضفادع ، قررت تنظيم مسابقة للجري.. التحدي كان بالوصول إلى " أعلى قمة برج متعدد
الطبقات قفزا على جدارها الخارجي، وكما هو متوقع فقد تجمع عدد كبير من المتفرجين
من باب الاستخفاف بالامر لا اكثر..
تجمعت حشود من
الصفادع ومن البشر !!
ولم يصدق
الحضور أن أحد من هذه الضفادع الصغيرة ستستطيع أن تحقق التحدي و أن تصل إلى قمة
البرج .. و كان كل ما تسمعه من الحشود هو
" مستحيل
... مستحيل ... مستحيل يرافقها صرخات التهكم: سيتهاوون جميعا من أول قفزة، انظر إلى تلك الضفدعة الهزيلة !! مساكين سيقعون بالجملة.
أنطلقت إشارة
بدء السباق فسقط نصف الضفادع المتسابقة على أقفيتهم، وسارت البقية قفزا نحو
العمارة، ومع أول قفزة إلى أعلى تساقط
العشرات ، وتعالت الضحكات والتعليقات
الساخرة احدهم يصرخ ضاحكا ضعوا لهن بعض الذباب عند حافة الطابق الأول كحافز..
واخر
يقول لو وقفت مليون ضفدعة فوق بعضهن البعض
لما نجحن في الوصول إلى أعلى العمارة!!
ولكن ورغم
الضجيج والاحباط واصل احد الضفادع صعوده إلى بقية طبقات العمارة، وواصل المتفرجون
الهتاف والاستهزاء، انس الموضوع يا كبير.. ارجع إلى البالوعة احسنلك"..شو
فاكر حالك (الرجل الوطواط) ؟
ولكن الضفدع واصل الصعود بقفزات منتظمة، وبين
دهشة الحضور وصل الضفدع إلى أعلى العمارة، فاندفع الجميع نحوه يسألونه عن سر قوته
وسر نجاحه في الصعود على جدران بناية شاهقة، ولكن الضفدع لم يجب على أسئلة الحضور،
وغادر البناية، فتحدثت وسائل الإعلام لعدة أيام عن الضفدع الذي حقق إنجازه بـ"أساليب
ملتوية".
ولكن ما لم
يكن يعرفه جمهور المتفرجين والصحفيين، هو أن الضفدع الفائز كان "أطرش "
لا يسمع!!
اليوم وبعد ان
كثر المثبطون من حولنا وتعالت صيحات السخرية في كل ما يثار حتى اصبح البعض يسخر من
الموت والحوادث الجسام لا بل تخصص البعض
وبذلوا ما بوسعهم لاحباط الاخرين والتقليل من همتهم وعزيمتهم اقول :
إذا أردت أن تنجح في أمر أو مجال صعب في نظر
الآخرين فالتزم الصمت ثم انطلق ، كلما عزمت على أمر شريف الغاية قم بثقف أذنك بآلة التطنيش تم انطلق ،
"طنش" الكلام المحبط الذي تسمعه ، فما أكثر الناصحين بلا نصح والمرشدين
بلا رشد في هذا الزمان...
!وصدق من قال
إذا كنت ذا
رأي فكن ذا عزيمة ... فإنَّ فساد الرأي أن تترددا
ولا تمهل
الأعداء يوماً بقدرة ... وبادرهم أن يملكوا مثلها غدا