المفرق.. الدفاع المدني يتعامل مع حريق في بلعما - فيديو "ديوان أبناء الكرك" في عمّان يُهنئ عمال الوطن في عيدهم" “الصناعة والتجارة” تثبت سعر بيع الشعير والنخالة خلال أيار الملك يؤكد استمرار الأردن بدوره الديني والتاريخي في حماية المقدسات بالقدس تقرير: "إسرائيل" تحتجز جثامين 500 فلسطيني بينهم 58 منذ بداية العام "المركزي” يثبت أسعار الفائدة على أدوات السياسة النقدية مصدر مصري: تقدم إيجابي في مفاوضات الهدنة بغزة بلدية دير البلح تحذر من التداعيات الخطيرة لعدم توريد الوقود الملك يلتقي الرئيس الإيطالي ويؤكد ضرورة وقف الكارثة الإنسانية في غزة بقيادة محمد صلاح.. ليفربول يُعلن عن قميصه الجديد في الموسم المقبل الرئيس الكولومبي: "إسرائيل" ترتكب إبادة جماعية وحشية بحق الفلسطينيين اليونيسف تحذر من "كارثة" حال هاجم الاحتلال رفح 4.8 دنانير زيادة التضخم المتوقعة لمتقاعدي الضمان ريال مدريد "يتدخل" لإنقاذ مصير بنزيما الكارثي مع الاتحاد توخيل يهاجم لاعبه: لم يتحل بالذكاء أمام ريال مدريد

القسم : بوابة الحقيقة
الإعلام الحديث مساهماً في صناعة التنمية
نشر بتاريخ : 4/22/2019 5:28:38 PM
فادي محمد الدحدوح


تمثل التنمية بجميع أبعادها أحد الدوافع الأساسية لإنشاء وسائل الإعلام الهادف، من أجل تفعيل عمليات المشاركة في التنمية بجميع أبعادها، حيث إن الدول النامية لا تستطيع أن تحقق أهدافها في التنمية بدون أن تولي اهتماما بأفرادها في مجتمعاتهم، في ضوء احتياجات ومكونات تلك المجتمعات لتحقيق مشاركة فعالة من جانب هؤلاء الجماهير في خطط وبرامج التنمية.

إن المسؤوليات تتعاظم على عاتق وسائل الإعلام الحديث في النهوض بالمجتمع وإنسانه، مما يجعل من العلاقة بين الإعلام والتنمية أكثر تقارباً، إذ من المعلوم أن وسائل الإعلام تقوم بدور فعال وقوي في صياغة الرأي العام وتشكيله إزاء كل القضايا التنموية المطروحة.

ومن هذا المنطلق زاد الاهتمام والتفاعل بوسائل ومنابر الإعلام الحديث، نظراً لأهميته ودوره التنموي في جميع المجالات، إذ أصبحت تلعب دور الشريك في تنمية المجتمعات، فهي بمثابة المنبر الإعلامي المشجع والداعم للتنمية بكافة أبعادها ومجالاتها، فهي من الوسائل التي يُعتمد عليها في إحداث التغيير الذي يتماشى مع متطلبات التنمية للمجتمع.

      وفي هذا الصدد، يمكن تحديد الوظائف التنموية لوسائل الإعلام الحديث في مجتمعاتها بمجالات عدّة، ففي مجال التنمية السياسية، تسهم في تحقيق الوعي السياسي والتكامل لأفراد المجتمع، من خلال كوين الصورة السياسية للمواطن عن النظام في مجتمعه، ومن خلال ما تقدمه من معلومات وتصورات حول جميع الأحداث السياسية، والتفاعلات الحاصلة، المحلية منها والدولية، مما يساعده على تكوين وجهة نظر خاصة به حول مجريات الأحداث السياسية الحاصلة في مجتمعه، ولذلك فان بوسع وسائل الإعلام الحديث أن تسهم في تحقيق التكامل المحلي والاقليمي والدولي من خلال توعية المواطنين بمختلف القضايا السياسية.

وفي مجال التنمية الاقتصادية، فإن وسائل الإعلام الحديث تهتم بالبرامج الاقتصادية، وتقوم من خلال ذلك بالتعريف بالنشاط الاقتصادي، عن طريق نشر الأخبار والآراء والتحليلات وتفسير المصطلحات الاقتصادية المعقدة، ونشر المعلومات التي تشتمل على الحقائق والأرقام والإحصائيات والدراسات والأبحاث بشكل دقيق وواضح.

كما تعمل على تقديم كل المعلومات والتبسيطات لمختلف المفاهيم الاقتصادية للمواطن، وذلك لإفهامه ولإدراجه شريكاً مساهماً في قضايا التنمية لهذا المجتمع، إضافة إلى مساندة سياسات وبرامج الإصلاح الاقتصادي، من خلال الحوار، والدور التوعوي الذي تقدمه للمواطنين من أجل الإصلاح والرقي التنموي.

وفي مجال التنمية الاجتماعية فإن وسائل الإعلام الحديث تعدّ الأساس في إنماء الوعي الاجتماعي، من خلال برامجها ذات الطابع الاجتماعي الإرشادي التوعوي، الذي يسعى إلى ترشيد الاتجاهات وتعديلها، كما وتحرص هذه الوسائل على تقديم مختلف القيم الايجابية البناءة لهذا المجتمع، ومعالجة القيم السلبية السائدة فيه، فهي من خلال برامجها تشارك في مواجهة القضايا ذات البعد الاجتماعي وعلاجها، والتي يعاني منها الواقع المحلي بصفة خاصة، والمجتمع بصفة عامة، مثل البرامج الخاصة بقضايا البطالة، والإدمان، والتسرب المدرسي، وعمالة الأطفال، والتفكك الأسري، والطلاق وقضايا العنف والإرهاب والتطرف وغيرها.

أما في مجال التنمية الثقافية فإن لوسائل الإعلام الحديث وظائف وأدواراً أخرى تؤديها في تنمية وتطوير مجتمعها المحلي، حيث تتمثل وظيفتها في مجال التنمية الثقافية بالعمل على تنمية الوعي الثقافي لدى أفراد المجتمع، عن طريق برامجها التي تعنى بتعميق قيم التسامح والحوار والتشاركية في المجتمع، كما تسهم في ضمان الأمن الثقافي للمجتمع المحلي وصيانة ذاتيته الثقافية.

كل ذلك قاد وسائل الإعلام الحديث إلى توجّه أكثر تخصصاً نحو مجال التنمية البشرية ومعالجة القضايا الأساسية والبارزة في المجتمعات لا سيما في ظل تعاظم الأزمات، باعتبار الإعلام الحديث ووسائله المتعددة داعماً لجهود التنمية بأشكالها كافة، فأصبحت تلك الوسائل تؤدي دوراً مهماً في بناء ثقافة الأفراد داخل مجتمعهم، ضمن هذا النمط من البرامج المتعلقة بالتنمية المستدامة.
Email: Phd.fadi@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023