بقلم: د. أكرم عبد القادر*
تشرفتُ بحضور مؤتمر المحاكاة للقمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي للمدارس الثانوية بعنوا: إحياء الماضي وبناء المستقبل في ضوء علوم الحضارة الإسلامية والمنعقد في اسطنبول/تركيا خلال الفترة ( 12-15 ابريل/2019م )
لقد بُهرتُ من دقة التنظيم، وجمال الأداء، وإبداع الإدارة في التنسيق والترتيب واستقبال الوفود المشاركة وتوديعها إلى المطار، وتأمينها بتذاكر القدوم والمغادرة والحجوزات الفندقية، والخدمات اللوجستية، بمباشرة كاملة من يافعين لم يتجاوزوا السابعة عشر من أعمارهم، وبمراقبة ومتابعة عن بعد لإدارة مدارس بي اوغلو.
وما تقر به الأعين، وتطرب له الأذن، ويطمئن له الفؤاد مستوى الثقافة، ورقي الحوار، والبراعة في إدارة الجلسات وحسن انتقاء المحاور والموضوعات التي تمت مناقشتها على مدار الأيام الثلاثة الماضية، فوفود الدول متباينة في طرحها، متعددة المشارب في مرجعيتها، حذرة تمام الحذر في صياغتها وتعبيرها.، لكنها رغم ذلك استطاعت أن تعبر عن قضايا أمتها، وأحلام شعوب عالمها الإسلامي بطريقة توافقية عجز الراشدون ووزراء خارجية الدول الإسلامية عن إنجازها وترجمتها إلى قرارات وتوصيات!!!!
إنّ هذه المحاكاة التي قادها طلاب مدارس بي اوغلو بامتياز من ألفها إلى يائها لتمثل النموذج الذي ينبغي أن يحتذى في نشر ثقافة التوافق، والمناظرات العميقة للقضايا الرئيسة، ومعالجتها بحكمة وروية تحكمها قواعد الحوار الأصيلة، ومنهجيات التوافق، وبراعة انتقاء الألفاظ وحكمة انتقاء الجمل والكلمات، وحسن استقبال، وإدارة وتوجيه الآراء والقرارات والانطباعات المسبقة عن محاور النقاش والحوار برؤى واثقة، ومهارة مبدعة وقدرة على الإقناع لافتة، عنوانها ديناميكية الشباب، ونقاء الذات والسريرة، وصدق التوجه والتعبير، واستيعاب المخالف وإقناعه أو تحييده، وتوجيهه إلى إعادة النظر في المسألة المطروحة على ضوء ما أستجد له من معارف وآراء بصورة دمثة واحترام منقطع النظير.
إنها بحق تجربة فريدة بفكرها، وأهدافها ( المرحلية والإستراتيجية ) ووسائلها وأدواتها ومنهجياتها، ومخرجاتها، ومهارات اتصالها وتواصلها، وحسن إدارتها، وحكمة توجيهها، وبراعة ودقة اختيارها مواضيع مناقشاتها وحواراتها.
والأمل معقود على منظمة المؤتمر الإسلامي بوجهها الشبابي، ثم على بلد من بلدان المنظمة أن تحذو حذو تركيا في نقل هذه التجربة إلى طلاب الجامعات في البلدان الإسلامية لتكتمل الحلقة وتستمر المسيرة الخيرة لهذه المنظمة الواعدة بنظرتها الجديدة وإستراتيجياتها الواعدة بما فيه خير شبابنا وبلداننا ونهضة شعوبنا وامتنا.، والشكر الموصول إلى تركيا عموماً ومدارس بي اوغلو خصوصاً وإدارة الوقف فيها الذين جعلوا الحلم حقيقة، والأمل إلى واقع بصورة راشدة وممتعة ومحفزة.
*مدير عام مدارس الحصاد التربوي