حديث جلالة الملك الذي أدلى به في محافظة الزرقاء (مدينة الجيش و لوحة الفسيفساء لكل أطياف الشعب اأردني) الصابر رغم كل المؤامرات التي تحاك ضد وطنه ورغم كل الضغوطات التي تمارس عليه هذا الحديث قطع الطريق على كل المشككين بموقف الأردن الثابت من القدس وإصرار جلالة الملك على المحافظة على هذا الموقف يدعونا إلى مزيد من رص الصفوف والتماسك وصون وحدتنا الوطنية في هذا الوطن العزيز بأهله وكرامته و عزة نفس أبنائه القابض على جمر كل أشكال الجفاء من أخوته الذين وقف إلى جانبهم على مدار عقود خلت ...
وعود إلى حديث جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة قبل يوم من الذكرى الحادية والأربعين لمعركة الكرامة الخالدة الذي جاء استحضارا لروح الكرامة في نفوس الأردنيين جميعا الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل قضايا أمتهم ودفعوا الثمن في كل مرة عن طيب خاطر كيف لا وهذا الوطن بني منذ عشرينيات القرن العشرين على إرث و قيم الثورة العربية الكبرى التي نادت بالحرية للعرب من كل أشكال العبودية وهم من باب أولى سيكونون الداعمين الحقيفيين لموقف للقيادة الهاشمية في الدفاع عن قدس الأقداس.
فنحن في الأردن سنبقى على العهد دوما وحدويون عروبيون كما كنا دائما أفعالنا تسبق أقوالنا ففي كل معركة خاضها العرب كان الجندي الأردني حاضرا بقوة متسلحا بمسؤولية الدفاع عن كرامة الأمة بأكملها وستبقى قيم التضحية الأردنية حاضرة ماثلة أمام أعين كل أردني غيور على وطنه وأمته وحقوقها المشروعة في الدفاع عن فلسطين بشكل عام و القدس بشكل خاص ...
هذه المواقف المشرفة للأردن قيادة و شعبا كرمها الله بنصر مؤزر في معركة الكرامة التي كانت وستبقى مصدر عزنا وفخرنا نحن معشر الأردنيين نحدث عنها أبناؤنا وأحفادنا و تتناقلها الأجيال القادمة من بعد....
ولا يمكن لنا إلا أن نربط بين الخطاب الملكي في مدينة الجيش وذكرى معركة الكرامة الأبية ليأتي الحديث كرسالة نذكر بها الآخر بقيمة وصلابة الجندي الأردني القادر على قهر أعتى الجيوش لا بقوة السلاح بل برغبته بالتضحية دفاعا عن حقوق الأمة الثابتة وكرامتها ....
رحم الله شهداء الكرامة و حمى المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.