أولوية لوسائل النقل الصديقة للبيئة في خدمة خرائط جوجل الرقمية فوز ملاكم منتخب الشباب على نظيره الإماراتي بكاس آسيا شرطة البادية تنقذ عائلة علقت مركبتها في منطقة صحراوية في جنوب الأردن "هيومن رايتس ووتش": رد فعل رؤساء الجامعات الأمريكية على الاحتجاجات قاس للغاية مسلحون يهاجمون نقطة للشرطة بالقوقاز الروسي ويقتلون عنصرين اكتشاف كنز غير متوقع خلال إزالة صخرة من مصرف مياه حزب الميثاق الوطني: الأحزاب السياسية تستعد للمباشرة بالبرامج وتشكيل اللجان التي ستشرف على العملية الإنتخابية.. فيديو خبير عسكري: نتنياهو يحاول أن يصل إلى حل يحفظ ماء وجهه أمام شعبه.. فيديو مصدر: تصريحات حماس استعطاف الشارع الأردني مجدداً.. ولا عودة لقادتها دون فك الارتباط تشافي يكتشف جوهرة جديدة في لا ماسيا مدير عام الآثار يتفقد مشروعي التنقيبات بجبل القلعة وتأهيل عين غزال أوزبكستان تبلغ نهائي كأس آسيا تحت 23 عاما كييف تطالب بتسريع الإمدادات.. والناتو: لم يفت الأوان بعد للنصر الخريشه: انتخابات 2024 تشكل فرصة تاريخية غير مسبوقة للمرأة الأردنية رشقة صاروخية على غلاف غزة

القسم : مقالات مختاره
هل أعانقها ...!
نشر بتاريخ : 1/10/2019 8:45:56 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

كان ذلك في العام 2000 عندما توجه "عماد الدين الصفطاوي" والشوق يسابق خطواته من مدينة دبي الاماراتية للقاء عائلته المستقرة في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة، وقبل ذلك قام بشراء دمية أعجبته من أحد المتاجر هناك ليهديها لابنته ذات العامين والتي وجد في الدمية شبهاً كبيراً بها، وحتى هنا الأمر طبيعي جداً لكن الغير طبيعي أبداً بل والأقرب إلى الخيال عندما نعرف أن هذه الدمية قضت 18 عاماً في سجون دولة الاحتلال بعد أن تم إعتقال "عماد الدين" بمجرد وصوله للأراضي الفلسطينية بسبب نشاطه في مقاومة الاحتلال قبل توقيع إتفاقية أوسلو في العام 1993، في إنتهاك واضح للاتفاقية التي تقضي بعدم محاكمة أي فلسطيني على أنشطته في المقاومة خلال الفترة التي سبقت توقيع المعاهدة، وفي تأكيد دائم على عدم إحترام دولة الاحتلال لأي عهود أو مواثيق أو حقوق لإنسان أو حيوان أو حتى حجر لا يكون على هواها !

وقد إلتقت "سارة" التي أصبحت اليوم شابة ذات 20 عاماً والدها لأول مرة بعد الافراج عنه في الشهر الماضي، لكنه لم يكن لوحده بل معه الدمية التي إحتفظ بها كل هذه السنوات في أمانات سجون الاحتلال ليهديها لابنته !

وقد تخيلنا "سارة" وهي تسأل نفسها عند رؤية تلك الدمية ترى هل أعانقها ؟ هل أعانق هذه الدمية التي أرى فيها صمود والدي وثباته 18 عاماً وإصراره على تقديمها لي بعد كل هذه السنوات بعاطفة الأب التي لا تعرف الكلل أو الملل أو الخضوع !

وفي قصة أخرى مررنا بمعاناة "ليلى" مع والديها، فقد كانا يخرجان من المنزل معظم الوقت وتبقى هي وحيدة لا يشاركها أحد أوقاتها، حتى ضاقت بهذا الحال وباشتياقها لوالديها بدون فائدة ففكرت في حل لهذا الأمر بعد أن أيقنت أن لا فائدة من الصراخ والبكاء على الأطلال، فجمعت كل ألعابها ذات الملمس الناعم وأصبحت تحتضنها طوال الوقت لتعوض حنان والديها المفقود مما لفت إنتباههم يوما لتخبرهم عند سؤالها أن هذه الدمية هي من تعوض غيابهم عنها، وعندها ندم والديها على إبتعادهم عنها ووعداها بأن يكونا إلى جانبها دائماً بعد ذلك لاحتضانها ومراعاتها ولترتمي "ليلى" في حضن والدتها الدافئ وتذهب في سبات عميق لطالما إشتاقت إليه وشعرت معه بالحنان والأمان.

وفي حقيقة الأمر أننا ونحن نمر بين سطور القصتين السابقتين ونفكر بما نختاره إفتتاحية لمقالاتنا في العام الميلادي الجديد وجدنا صورتين تتجسد أمام أعيننا لمن علمنا كتابة أول خط بالقلم في حياتنا، فلم نجد أفضل من أن نبدأ سطورنا بهمسة في أذن من رحل عن هذه الدنيا بجسده منذ سنوات وبقي يعيش بداخل أرواحنا ومع كل نفس من أنفاسنا، فوالدنا رحمه الله الذي فارقنا في العام 2011 لم يكن يحمل عاطفة أبوة أقل مما حمله والد سارة، ووالدتنا رحمها الله التي فارقتنا في العام 2005 لم يكن حضنها أقل دفئاً من حضن أم ليلى، ولا ننكر أننا فكرنا للحظات أن نفعل كما فعلت "ليلى" لاطفاء بعضاً من شوقنا الدائم للارتماء في حضن والدنا ووالدتنا الدافئ رحمهما الله، فنجمع ما نملك من مقتنيات كانت لهم نرى روحهم فيها لنعانقها كلما إشتقنا لعناقهم، لكننا وجدنا روحنا تقف أمامنا متسائلة: هل أعانقها أم تعانقني وهي تسكن بداخلي وتعانقني صباح مساء !

سيتبقون خلاصة الروح وساكنيها ومقلة العين التي نرى كل جميل من خلالها، تجددون فيها الروح والحياة والعزيمة والأمل والاصرار وسنبقى نجتهد في كل لحظة أن نكون على الدوام وذريتنا من بعدنا محافظين على معانقة شذى عطركم ونقاء ذكراكم وتجديدها ونشرها من خلال أرقى المعاني وأطيب الخصال في كل مكان دائماً باذن الله.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023