مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : مقالات مختاره
هل أعانقها ...!
نشر بتاريخ : 1/10/2019 8:45:56 PM
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

كان ذلك في العام 2000 عندما توجه "عماد الدين الصفطاوي" والشوق يسابق خطواته من مدينة دبي الاماراتية للقاء عائلته المستقرة في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة، وقبل ذلك قام بشراء دمية أعجبته من أحد المتاجر هناك ليهديها لابنته ذات العامين والتي وجد في الدمية شبهاً كبيراً بها، وحتى هنا الأمر طبيعي جداً لكن الغير طبيعي أبداً بل والأقرب إلى الخيال عندما نعرف أن هذه الدمية قضت 18 عاماً في سجون دولة الاحتلال بعد أن تم إعتقال "عماد الدين" بمجرد وصوله للأراضي الفلسطينية بسبب نشاطه في مقاومة الاحتلال قبل توقيع إتفاقية أوسلو في العام 1993، في إنتهاك واضح للاتفاقية التي تقضي بعدم محاكمة أي فلسطيني على أنشطته في المقاومة خلال الفترة التي سبقت توقيع المعاهدة، وفي تأكيد دائم على عدم إحترام دولة الاحتلال لأي عهود أو مواثيق أو حقوق لإنسان أو حيوان أو حتى حجر لا يكون على هواها !

وقد إلتقت "سارة" التي أصبحت اليوم شابة ذات 20 عاماً والدها لأول مرة بعد الافراج عنه في الشهر الماضي، لكنه لم يكن لوحده بل معه الدمية التي إحتفظ بها كل هذه السنوات في أمانات سجون الاحتلال ليهديها لابنته !

وقد تخيلنا "سارة" وهي تسأل نفسها عند رؤية تلك الدمية ترى هل أعانقها ؟ هل أعانق هذه الدمية التي أرى فيها صمود والدي وثباته 18 عاماً وإصراره على تقديمها لي بعد كل هذه السنوات بعاطفة الأب التي لا تعرف الكلل أو الملل أو الخضوع !

وفي قصة أخرى مررنا بمعاناة "ليلى" مع والديها، فقد كانا يخرجان من المنزل معظم الوقت وتبقى هي وحيدة لا يشاركها أحد أوقاتها، حتى ضاقت بهذا الحال وباشتياقها لوالديها بدون فائدة ففكرت في حل لهذا الأمر بعد أن أيقنت أن لا فائدة من الصراخ والبكاء على الأطلال، فجمعت كل ألعابها ذات الملمس الناعم وأصبحت تحتضنها طوال الوقت لتعوض حنان والديها المفقود مما لفت إنتباههم يوما لتخبرهم عند سؤالها أن هذه الدمية هي من تعوض غيابهم عنها، وعندها ندم والديها على إبتعادهم عنها ووعداها بأن يكونا إلى جانبها دائماً بعد ذلك لاحتضانها ومراعاتها ولترتمي "ليلى" في حضن والدتها الدافئ وتذهب في سبات عميق لطالما إشتاقت إليه وشعرت معه بالحنان والأمان.

وفي حقيقة الأمر أننا ونحن نمر بين سطور القصتين السابقتين ونفكر بما نختاره إفتتاحية لمقالاتنا في العام الميلادي الجديد وجدنا صورتين تتجسد أمام أعيننا لمن علمنا كتابة أول خط بالقلم في حياتنا، فلم نجد أفضل من أن نبدأ سطورنا بهمسة في أذن من رحل عن هذه الدنيا بجسده منذ سنوات وبقي يعيش بداخل أرواحنا ومع كل نفس من أنفاسنا، فوالدنا رحمه الله الذي فارقنا في العام 2011 لم يكن يحمل عاطفة أبوة أقل مما حمله والد سارة، ووالدتنا رحمها الله التي فارقتنا في العام 2005 لم يكن حضنها أقل دفئاً من حضن أم ليلى، ولا ننكر أننا فكرنا للحظات أن نفعل كما فعلت "ليلى" لاطفاء بعضاً من شوقنا الدائم للارتماء في حضن والدنا ووالدتنا الدافئ رحمهما الله، فنجمع ما نملك من مقتنيات كانت لهم نرى روحهم فيها لنعانقها كلما إشتقنا لعناقهم، لكننا وجدنا روحنا تقف أمامنا متسائلة: هل أعانقها أم تعانقني وهي تسكن بداخلي وتعانقني صباح مساء !

سيتبقون خلاصة الروح وساكنيها ومقلة العين التي نرى كل جميل من خلالها، تجددون فيها الروح والحياة والعزيمة والأمل والاصرار وسنبقى نجتهد في كل لحظة أن نكون على الدوام وذريتنا من بعدنا محافظين على معانقة شذى عطركم ونقاء ذكراكم وتجديدها ونشرها من خلال أرقى المعاني وأطيب الخصال في كل مكان دائماً باذن الله.

صفحات اقسام المقالات
كتاب الحقيقة مقالات مختارة
صفحة الكاتب
المزيد من مقالات الكاتب
م. عبدالرحمن "محمدوليد" بدران

حرب الشيطان!

نشر بتاريخ : 11/15/2024 6:38:12 PM

زراعة الإنحطاط ...!

نشر بتاريخ : 9/15/2024 7:03:01 PM

أنت حر..!

نشر بتاريخ : 5/29/2024 3:03:13 PM

لماذا!

نشر بتاريخ : 4/20/2024 7:29:52 PM

ذر الرماد!

نشر بتاريخ : 3/15/2024 5:29:52 PM

إسمه أحمد..!

نشر بتاريخ : 2/17/2024 6:44:38 PM
آخر المقالات المضافة
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023