بقلم: المهندس فلاح طبيشات
حب الوطن والمليك يقع في وجدان
كل اردني حر ، ولا يوازيه حبّاَ وعشقاَ بعده إلا الجيش ، هذه المؤسسة العريقة التي
آثرها الأردنيون من كل صوبٍ وحدب ، من عقربا الى العقبة في بواديه وأريافه ومدنه
ومخيماته ، لقد قدم جيشنا ومؤسساتنا العسكرية من دماء فداء لهذا الوطن، الممتد في
عمق التاريخ ، فهي الملاذ الآمن اذا ما ضاقت علينا الدنيا وويلاتها، فالجيش بيت
الأردنيين الأول وهو انموذج العطاء والوفاء، والنيل منه او من سمعته هو مساس
بكرامتنا وهويتنا وتاريخنا المشرّف .
هذه المؤسسة المحترفة التي سارت على مبادىء
الثورة العربية الكبرى بقيادة بني هاشم الأحرار من المؤسس الملك عبدالله الأول الى
جلاالة الملك المعزز عبدالله الثاني حفظه الله ، تلك المؤسسة التي أحبها
المتقاعدون قبل العاملون يستذكرون خدمتهم وكفاحهم ويسطرون بطولاتهم أمام اجيالهم
بكل فخر واعتزاز تصدح حناجرهم في الحقول والجبال والوديان لا يعرفون إلا حب الوطن
يتغنون بالفوتيك والشعار والبوريه، رجالٌ ممن ضحوا بغاليهم ونفيسهم أمتهم ووطنهم.
لم تكن المؤسسة العسكرية يوماً وليدة لحظة
، بل ارث ممتد لرسالة ثورة تاريخية بُنيت على الإستعداد والتحضير على كل المستويات
العسكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية وأصبحت ركناً أساسياً من أركان
ومقومات الدولة الأردنية الحديثة ساهمت في تطور الدولة وتحديثها بفضل رعاية هاشمية
مستنيرة استطاعت أن تنقل للعالم صورة الجندي الأردني وقدرته على التعامل مع ثقافات
الشعوب في كل المحافل الدولية.
للجيش تحية يا عشق الأردنيين الأول ، يا من
تحاولون النيل من سمعته العطرة من قادته ورجالاته الأشاوس ، يا من تختبئون خلف
منصاتكم الإجتماعية وتكتبون بأقلامكم المستأجرة والمسمومة ، يا أصحاب الاجندات
الخاصة تساقون الإتهامات جزافاً بحق الشرفاء وإقحام العشائر الأردنية الأصيلة التي
شاركت في بناء الوطن من كل المنابت والأصول في حَمَلاتِكم المشبوهة.
منصات التواصل الإجتماعية التي أصبحت ملاذ
المرضى وضعاف الأنفس لإغتيال الشخصيات الوطنية الشريفة والنيل من مكانة الجيش
وقائد الجيش الذي والله لا تربطني به أية علاقة لا من قريب ولا بعيد، ابن القرية
والريف الذي نال شرف الخدمة العسكرية وتسلسل في المؤسسة العسكرية بكل همة وعزيمة
وكفاءة وتفوق ، نال ثقة سيد البلاد لتولي منصب قيادة الجيش العربي ليتحمل تركة
ثقيلة ومسؤولية عظيمة بكل عزيمة وأمانة ونزاهة والذي وضع على سلم أولوياته رعاية
أفراد وضباط القوات المسلحة وتدريبهم وتأهيلهم وتحسين ظروفهم.
الحملة الظالمة التي يتعرض لها عطوفة رئيس
هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود فريحات لا تدل إلا على حجم الظلم والحقد
والحسد ، فوالله ليس لي اية مصلحة او محسوبية إلا أنني كنت واحداً من دارسي برامج
هذه المؤسسة العسكرية العظيمة التي نلت شرف الخدمة مع مجموعة من رجالاتها وضباطها
وما رأيت إلا انضباطاً ونزاهةً وقناعةً وحُبّاً ومسؤولية بحجم الوطن ودعماً لا
متناهياً من قيادته شخصياً لرفاق السلاح ، مؤسسة بُنيت على المساواة والعدالة
والتنظيم دون مباهاة او شللية فلا فضل لأحد على الآخر إلا بالإنجاز.
لم أسمع إلا الطيب والحب لشخص الرئيس ،
فالرجل يسير بخطى ثابتة ووازنة بذل ما يستطيع لإصلاح التشوهات واشكال التراخي
والتجاوزات فبدأ بضبط النفقات والتعيينات على كافة المستويات وإلغاء المناصب التي استحدثت بغير وجه حق
ومراجعة شاملة لقطاع الإسكان والخدمات الطبية وضبط المشتريات ، والحديث عن تجديد
الدماء والإحالات فهي سنّة اتبعها الجيش منذ نشأته تعتمد على العدالة دون محاباة
هدفها التطوير والتقدم وفي إطار من الخصوصية التي تتمتع بها تلك المؤسسة العظيمة
بعيداً عن أية محسوبيات او شللية فالجيش جامع لكل ابناء الوطن من جنوبه لشماله ومن
غربه الى شرقه.
الباشا ابو غاصب قائد ميداني شجاع فذ وقامة
وطنية مشرفة ، الفلّاح الشهم العاشق لتراب وطنه ومليكه لم يتغير منذ كان ضابطاً
الى أن اصبح قائداً لم يغيره المنصب،و لم ينس يوما رفاق سلاحه فأنصفهم بل جاهد
لتحسين ظروفهم وامتيازاتهم.
امض يا عطوفة الباشا ، يا ابن الأردن البار
، يكفيك ثقة مليكنا المفدى ، واتركوا الجيش بحاله فحجم المسؤولية كبيرة والتحديات
عظيمة وظروف المنطقة استثنائية تتطلب أن نقف خلف مؤسستنا الحبيبة ونعزز صمود
جبهتنا الداخلية.
أبى كل طامع أو مخرب ومن يخطط للنيل من
استقرار وأمن وطننا.
للجيش تحية وللعسكر تحية وللمتقاعدين ألف
تحية .