بقلم: المهندس مدحت الخطيب
نعلم جميعا ان لهيئة المكاتب في نقابة المهندسين صدى كصدى الملاعب، ومقاسات وتحالفات (وكولسات) خاصة، قد تكون أكبر بكثير من مقاسات وتحالفات مجلس النقابة واختيار النقيب.
لذلك بعيداً عن كل ما يحدث هنا وهناك ، بعيداً عن العزلة الاختيارية والنقابية التي أصابت جيل الشباب، بعيداً عن الإحباط واليأس ، ما زلنا نردد أن على أرض نقابتنا ما يستحق العمل والبناء والانجاز.
تذكرت ذلك وأنا أقرأ مقال بعنوان حوار مع سائق تاكسي ذكر كاتب المقال أن المصادفة قادته إلي ان يستقل «تاكسي» وفوجيء بعم حنفي السائق يسرد له حكايات كثيرة أقلها كفيلة بان تجعله يذهب إلي كوبري قصر النيل ليكرر المشهد الشهير في الأفلام ويقفز من فوقه فاضطر للنزول من التاكسي دون ان يكمل المشوار، وأعطي له الاجرة كاملة دون النظر إلي العداد ليفلت من جحيم عم حنفي، ثم بعدها استخدم نظام تطبيق التوصيل السريع ليستقل سيارة نظيفة يقودها شاب مهندم تبدو علي ملامحه الرقي وكان يستمع لمحطة القرآن الكريم ليشعر بالطمأنينة والراحة النفسية إلا أنه اضطر أن يسأله عن كل ماسرده عم حنفي من روايات مفجعة فجاءت إجابته بردا وسلاما علي قلب وعقل الكاتب حينما قال له «الحمد لله في نعمة» ثم حكي له قصة نجاحه.
هذا هو الفارق بين من يريدون اشاعة روح اليأس والإحباط وبين من يرغبون في مقاومة ذلك بالعمل والاصرار حتي لو كان ذلك أمرا صعبا فلا مستحيل في الحياة.
اليوم وبعد فوز الزميل عبد الله غوشه، شعرت كغيري من المهندسين أن نافذة صغيرة فُتِحْت لنا كمهتمين بالعمل النقابي.. يطل منها بصيص أمل، هذا الأمل هو الذي يجعلنا نرى الألوان بوضوح اكثر وبعيدا عن الرمادية في الاختيار.
نعم اصبنا كمهندسين بمرض المناكفات فاختل منطق الابجديات الصامتة وحل محلها ضباب نتمنى ان نضعه كله في كمشة يد كالقطن استعداداً لسجنه في غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ .
لا يَخْتَلِفُ اثْنانِ اننا كمهندسين اصبنا في عقر دارنا مهنيا ومجتمعيا ونقابيا ووطنيا ، فانقسمنا حيال ذلك الى ثلاثة أقسام قليل يبحث عن التغيير والمشاركة ،وقليل اخر يبحث عن تكريس مكانته وتعزيز وجوده ، وكثير غير مهتم بما يدور من حوله وهنا يكمن الخلل .
اليوم استشعر أن رياح الانفتاح التي تعصف بنقابتنا ستسطر عنوانًا جديدًا للمرحلة القادمة تتمثل في تعزيز المشاركة وإنهاء الانقسامات والمناكفات وبناء نقابة قوية جامعه على أسس سليمة وفق رؤى يتم التوافق عليها بيننا كمهندسين.
هذه الكتلة الضخمة آن لها أن تتحرك وان تقول كلمتها وان توسع قاعدة المشاركة والاختيار وان ترسم لنا نموذج بحجم طموحنا.
اليوم اقولها وبصدق وليس من باب التحيز الخفي وتشويه الواقع ان أردنا أن نتقدم بنقابتنا الى الامام، علينا ان نوسع قاعدة المشاركة في صنع القرار وان نتوسع في ذلك وخصوصا ان لنا زملاء في القائمة البيضاء كتب الله لهم النجاح وبحكم ذلك فهم اعضاء من الان في مجلس النقابة.