لأول مرة أرى حكومة ترجو المواطن بأن يلتزم بيته وأن ينفذ
التعليمات خوفا على صحته.. ولأول مرة أرى مواطنا يتحدى و"يتفرعن" على
التعليمات التي جاءت لحمياته وحماية إخوانه وأولاده وعائلته، فلا هو يلتزم إلا
بقوة القانون.
الإيجاز الصحفي الأخير لوزير
الصحة سعد جابر وعندما أعلن أن هناك 172 حالة مصابة بفيروس كورونا في الأردن
بزيادة 19 حالة اليوم الأربعاء، بدا للأردنيين جميعا وأمام الشاشات بأنه يعتصر
ألما، وأكاد أبالغ لو قلت أن دمعة الجنرال جابر كادت أن تسبق كلامه خوفا على
الأردن وعلى المواطنين.. ولأنه وزير إنسان حاله حال كل أفراد الحكومة اليوم.
الحكومة تقول لنا.. نرجوكم التزموا بيوتكم حتى لا يتفشى
الفيروس، اليوم، نرجوكم "خليكوا" بالبيت حتى لا ينتقل الفايروس لكم
ولعائلتكم، نرجوكم احموا أنفسكم واحموا غيركم، وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ
غَزْلَهَا.
كان أبي رحمه الله دائما يقول: نحن شعب متعلم لكنه صعب
المراس، ولم أكن أعلم ماذا يعني ذلك..
أثبتنا ذلك! وأثبتنا أننا لا نلتزم من تلقاء أنفسنا ونحتاج إلى قوة الردع!
من أجل عائلتك وبيتك وأطفالك الزم بيتك!
حان الوقت أن نكون جميعا بحجم الأزمة.. وأن نكون بحجم
القلق الذي يساور العالم من حولنا.. حان الوقت أن نعي جميعا بأننا لسنا بعيدين عن
العدوى.. ولسنا بعيدين عن الفايروس.. حان الوقت أن نفكر ولو قليلا بأن كل شيء
قريب.. ومن الممكن أن يصيبنا ما لم نلتزم بالتعليمات وبطرق الوقاية.. حان الوقت
لأن نكون بحجم الجهود الحكومية.. حان الوقت لأن نستفيق ... حان الوقت أن نبتعد عن
العنجهية والأنانية في التفكير.
الجيش في حالة تأهب قصوى، والأمن ووزارة الصحة والحكومة
كلها كذلك في حالة تأهب.. أما الشعب في حالة استرخاء ولامبالاة.. أيها الناس؛
الزموا بيوتكم... فلا قلوبنا ولا قلوبكم تقوى على خسارة أقرب الناس إلينا بأيدينا،
فخروجكم اليوم سيعود لعائلاتنا وأولادنا بالمرض.
أرجوكم استفيقوا!