القسم : منوعات عامة
نبض تيليجرام فيس بوك
نشر بتاريخ : 19/01/2020 توقيت عمان - القدس 12:05:08 AM
ماذا تعرف عن "صحراء اللاشيء" جنوب المحيط الهادئ؟
ماذا تعرف عن "صحراء اللاشيء" جنوب المحيط الهادئ؟


في رحلة استكشافية استغرقت ستة أسابيع بداية من ديسمبر/كانون الأول 2015 إلى يناير/كانون الثاني 2016، أبحر طاقم بقيادة معهد ماكس بلانك للميكروبيولوجيا البحرية على متن سفينة الأبحاث الألمانية "أف أس زونه FS Sonne"، في رحلة بطول سبعة آلاف كيلومتر لاستكشاف صحراء "اللاشيء/العدم" الموجودة في منطقة التيارات المحيطية في جنوب المحيط الهادئ من تشيلي إلى نيوزيلندا.

وقد نشرت نتائج دراستهم للمنطقة في العدد 85 من دورية "إينفايرومينتال ميكروبيولوجي Environmental Microbiology".

وخلال الدراسة جمع الفريق عينات من الميكروبات التي تعيش في تلك المياه النائية على طول مسار رحلتهم وعلى أعماق تتراوح بين عشرين وخمسة آلاف متر وباستخدام نظام تحليل مطور حديث، تمكن الباحثون من جدولة وتحديد العينات العضوية في الطريق في أقل من 35 ساعة.

وقد وجد العلماء أن الأرقام المرصودة في تلك البقعة أقل كثيرا من الأرقام المرصودة في باقي مياه المحيطات، فمثلا كان عدد الكائنات المجهرية المرصودة في تلك البقعة أقل من ثلث تلك المرصودة في المحيط الأطلسي.

أشكال الحياة في صحراء المحيط
تمكن الباحثون من تمييز عشرين نوعا بكتيريا مهيمنا هناك، كانوا قد تعرفوا عليها سابقا في أنظمة الدوران المحيطية الأخرى.

ويعتمد توزيع هذه المجتمعات الميكروبية إلى حد كبير على عمق المياه والتغيرات في درجة الحرارة وتركيزات المواد الغذائية وتوفر الضوء.

وقد أكدت العينات المأخوذة أن تلك المنطقة "شحيحة الغذاء إلى حد كبير"، كما أنها يسكنها عدد ضئيل من المخلوقات المجهرية التي تكيفت مع "الظروف الفيزيائية والكيميائية القاسية".


مسار الرحلة الاستشكافية وصحراء اللاشيء بمنطقة التيارات المحيطية باللون الأصفر (يوريك ألرت)
ورصد الفريق نوعا من الميكروبات أطلق عليه اسم "أيجين- 169 AEGEAN – 169"، وقد كان هذا النوع منتشرا بكثرة في المياه السطحية في تلك البقعة الصحراوية، في حين أن الأبحاث السابقة قد وثقت وجوده على عمق 500 متر.

ويمكن أن يعتبر هذا مؤشرا على تكيف تلك الميكروبات على الحياة في المياه ذات الإنتاجية البيولوجية المنخفضة والإشعاع الشمسي العالي. وهو ما يمنح الباحثين محورا هاما لأبحاث مستقبلية.

صحراء "اللاشيء" المحيطية
"اللاشيء" اسم أطلق على مكان بعيد عن اليابسة في وسط جنوب المحيط الهادئ. حيث تقع هذه البقعة من المياه البعيدة في قلب جنوب المحيط الهادئ، وقد أطلق عليها هذا الاسم نظرا لتعذر إمكانية الوصول إليها واكتشافها سابقا، كما أنها تشتهر بكونها مقبرة للمركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية المحطمة.

وتشكل تلك البقعة 10% من منطقة التيارات المحيطية في جنوب المحيط الهادئ. وقد اعتبرها الباحثون "صحراء" من حيث البيولوجيا البحرية. ولم يثن هذا الوصف الباحثين عن اكتشافها، إذ لا بد من وجود أشكال من الحياة العضوية هناك حتى وإن كانت قليلة أو متطرفة.


ويعزى ذلك إلى مجموعة من العوامل، من ضمنها بعدها عن اليابسة التي يمكن أن توفر لها شكلا من أشكال تبادل المغذيات، إضافة إلى دور تيارات الدوران المحيطية هناك في عزل مركز الدوران عن باقي المحيط، والدور الذي تلعبه الأشعة فوق البنفسجية العالية في هذا الجزء من المحيط.  

ورغم كل هذه التحديات فقد تمكن الباحثون من تقديم لمحة تعتبر الأولى من نوعها عن الكائنات الحية المجهرية التي تعيش في هذه المياه.

الحقيقة الدولية – وكالات 



Sunday, January 19, 2020 - 12:05:08 AM
المزيد من اخبار القسم الاخباري

آخر الاضافات


أخبار منوعة
حوادث



>
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023