القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
15/09/2025
توقيت عمان - القدس
9:12:54 PM
الحقيقة الدولية -
عمان - اشار عامر الشوبكي، الباحث
الاقتصادي المختص في شؤون الطاقة، إلى ضرورة استعداد الأردن لاحتمال انقطاع الغاز
والمياه الموردة من إسرائيل. هذا التحذير يتماشى مع تصريحات جلالة الملك التي أكدت
أن السلوك "الإسرائيلي" العدائي قد يتجاوز الحدود. التصعيد الأخير في التصريحات
الرسمية الأردنية يعكس توتراً غير مسبوق مع حكومة "إسرائيل" المتطرفة التي بدأت
التهديد علناً باستخدام المياه والغاز كوسيلة ضغط على الأردن، وهو ما يتم تناوله
بشكل صريح في الإعلام "الإسرائيلي".
الشوبكي أوضح أنه في حال قطع إسرائيل توريد الغاز لأسباب
سياسية وليست قاهرة، فإن عليها دفع تعويضات تصل إلى حوالي 600 مليون دولار وفق
الاتفاقية المبرمة بين الطرفين. ومع ذلك، فإن العبء الأكبر سيبقى على الأردن نتيجة
للجوء إلى بدائل مكلفة، حيث قد تصل تكلفة الاعتماد على الديزل وزيوت الوقود إلى
مليار دولار سنوياً. لهذا السبب، أصبح من الضروري تسريع استيراد الغاز المسال عبر
ميناء العقبة، خاصة مع قرب دخول السفينة العائمة الجديدة الخدمة بحلول منتصف عام
2026، مما سيتيح للأردن مرونة أكبر في تأمين احتياجاته وخفض التكلفة.
وعلى صعيد المياه، يتلقى الأردن سنوياً 100 مليون متر مكعب
من إسرائيل؛ نصف هذه الكمية بناءً على اتفاقية السلام الموقعة بين الجانبين،
والنصف الآخر بموجب اتفاق إضافي أبرم عام 2021. أي تراجع أو قطع في هذه الإمدادات
سيؤدي إلى تفاقم أزمة المياه التي يعاني منها الأردن، خصوصاً بعد موسم مطري ضعيف.
مع تصنيف الأردن كواحدة من أكثر دول العالم فقراً بالمياه، فإن فقدان هذه الحصة
يشكل تهديداً للأمن الوطني ويزيد الضغط على الحكومة وسط تزايد المطالب الشعبية.
وأكد الشوبكي أن الرد الأمثل على هذه التهديدات يكمن في
اتخاذ تدابير وقائية مدروسة؛ بدءاً من تأمين مخزونات كافية من المحروقات تغطي
احتياجات تتراوح بين 60 إلى 90 يوماً، مروراً بتسريع تنفيذ مشاريع تخزين الغاز
المسال وربط وتشغيل السفينة العائمة الجديدة، ووضع خطة طوارئ شاملة لمعالجة أي
أزمة محتملة في المياه واستكشاف مصادر استيراد بديلة للحد من المخاطر الاقتصادية
والسياسية.
وفي ختام حديثه، شدد الشوبكي على أن هذه التحذيرات ليست
تهويلاً وإنما دعوة للاستعداد الحقيقي لمواجهة تحديات قد تكون مفاجئة. التحرك الآن
لتأمين الأمن الوطني والمصالح الاقتصادية سيكون أقل تكلفة بكثير من التعامل مع
أزمة غير متوقعة دون خطط واضحة أو تحضير مسبق. حفظ الله الأردن.