نشر بتاريخ :
16/04/2025
توقيت عمان - القدس
8:34:34 PM
استخدمت منظمة الصحة العالمية
"فيروسًا خياليًا" مصدره جثة ماموث متجمدة لمحاكاة جائحة مستقبلية
افتراضية، وذلك ضمن تمرين دولي واسع النطاق لاختبار مدى استعداد العالم لمواجهة
الأوبئة القادمة.
وأطلقت المنظمة على هذا السيناريو اسم
"تمرين بولاريس"، وشارك فيه خبراء من 15 دولة لمواجهة تفشٍ افتراضي
لفيروس أُطلق عليه اسم "جدري الماموث". ويفترض السيناريو أن الفيروس نشأ
عن عامل ممرض خرج من جثة ماموث متجمدة عثر عليها باحثون وطاقم تصوير، ليصيبهم
وينتشر لاحقًا.
ورغم أن التمرين كان افتراضيًا
بالكامل، حذر علماء من أن الخطر الكامن في ذوبان التربة الصقيعية بسبب تغير المناخ
حقيقي، وقد يؤدي إلى إطلاق فيروسات وبكتيريا مجمدة منذ آلاف السنين، وهو ما قد لا
يمتلك البشر أي مناعة طبيعية لمواجهته، على غرار ما حدث مع ظهور فيروس كورونا.
في "تمرين بولاريس"، صُمم
سيناريو انتشار فيروس "جدري الماموث" ليحاكي فيروسًا قاتلًا شبيهًا
بالجدري التقليدي وجدري القرود المعاصر، مع معدل وفيات متوسط بينهما. وشارك في
التمرين خبراء من دول عدة، بينها الدنمارك والصومال وقطر وألمانيا والسعودية.
وقُدمت لكل دولة رواية مختلفة للسيناريو، حيث ظهرت حالات الإصابة بجدري الماموث في
سياقات متنوعة، مثل سفينة سياحية وتجمعات جماهيرية وعائلات.
واستمر التمرين لمدة يومين، لكنه حاكى
انتشارًا افتراضيًا للفيروس على مدار ثلاثة أسابيع. وفي اليوم الثاني، واجه
المشاركون الخبراء تحديات تمثلت في خلافات سياسية وتفاوت في الاستجابة الدولية،
حيث قررت بعض الدول إغلاق حدودها بالكامل، بينما اعتمدت دول أخرى على تتبع الحالات
والمخالطين.
ورغم هذه التعقيدات، نجح الفريق في
النهاية باحتواء الفيروس في السيناريو الافتراضي. إلا أن منظمة الصحة العالمية
أكدت أن سيناريو الواقع سيكون أصعب بكثير، خاصة في ظل الانقسامات السياسية مثل
انسحاب الولايات المتحدة والأرجنتين من المنظمة في وقت سابق من العام.
ويحذر العلماء من أن ذوبان التربة
الصقيعية بفعل الاحتباس الحراري يُطلق بالفعل كائنات دقيقة مجمدة لم يعرفها الطب
الحديث. ففي عام 2014، أُعيد إحياء فيروسات من تربة صقيعية سيبيرية قُدرت أعمارها
بآلاف السنين، وأثبتت قدرتها على إصابة الخلايا الحية. وفي عام 2023، نجح العلماء
في إحياء فيروس أميبي ظل متجمدًا لمدة 48500 عام.
وفي ظل تصاعد عمليات التنقيب عن
الحيوانات المنقرضة المجمدة، سواء لأغراض علمية أو تجارية، يتزايد خطر إطلاق
فيروسات منسية. وبينما يسعى العالم للتأهب للأوبئة المستقبلية، تبدو الحاجة ملحة
إلى تعاون دولي فعال لمواجهة التهديدات القادمة من أعماق الجليد.
الحقيقة الدولية - وكالات