القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
12/04/2025
توقيت عمان - القدس
9:50:10 AM
كشفت دراسة علمية حديثة عن اكتشاف
سلالة بشرية غير معروفة سابقًا في إفريقيا، تعود إلى الحقبة التي بدأت فيها
المجموعات البشرية الحديثة بالانتشار خارج القارة قبل نحو 50 ألف عام.
وقام فريق بحثي دولي من معهد ماكس
بلانك الألماني بالتعاون مع جامعتي فلورنسا وروما سابينزا الإيطاليتين بتحليل
الحمض النووي لرفات امرأتين تم العثور عليهما في ملجأ "تاركوري" الصخري
بقلب الصحراء الليبية. وتعود هذه الرفات إلى فترة "العصر الرطب الإفريقي"
أو "الصحراء الخضراء"، عندما كانت المنطقة عبارة عن سافانا مزدهرة بين
14500 و5000 عام مضت.
وأظهرت التحليلات الجينية للرفات
المكتشفة مفاجأة علمية كبرى، حيث كشفت عن وجود سلالة بشرية فريدة في شمال إفريقيا
ظلت معزولة جينيًا عن نظيراتها في جنوب الصحراء الكبرى منذ حوالي 50 ألف عام.
وتدحض هذه النتائج النظرية السابقة حول وجود تبادل جيني بين المنطقتين خلال تلك
الحقبة الزمنية.
وكشفت الدراسة عن تفاصيل مثيرة حول
التركيبة الجينية للسكان القدامى، حيث تبين أن الحمض النووي لامرأتي تاركوري احتوى
على نسبة أقل من جينات إنسان نياندرتال مقارنة بسكان خارج إفريقيا، إلا أن هذه
النسبة كانت أعلى مما هو موجود لدى سكان جنوب الصحراء، مما يشير إلى تدفق جيني
محدود من خارج القارة الإفريقية.
ووفقًا للتحليلات الجينية، تنتمي
المرأتان المدفونتان في ملجأ تاركوري الصخري إلى سلالة فريدة من شمال إفريقيا انفصلت
عن شعوب جنوب الصحراء الكبرى في نفس الوقت الذي بدأت فيه السلالات البشرية الحديثة
بالانتشار خارج إفريقيا قبل حوالي 50 ألف عام. وكانت لهاتين المرأتين "روابط
جينية قريبة" مع صيادين عاشوا قبل 15 ألف عام خلال العصر الجليدي في كهف
تافوغالت بالمغرب، والذين يُعرفون بـ"الحضارة الإيبروموريسية" التي سبقت
الفترة الرطبة الإفريقية.
وعلق البروفيسور يوهانز كراوس، مدير
معهد ماكس بلانك، على هذا الاكتشاف قائلًا: "هذه النتائج تقلب المفاهيم
السابقة رأسًا على عقب، وتكشف عن فصل جيني غير متوقع بين شمال وجنوب الصحراء
الكبرى".
من جانبها، أضافت الدكتورة ندى سالم،
المؤلفة الأولى للدراسة من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية: "لقد
عثرنا على دليل جيني حيوي على وجود حضارة بشرية متطورة في الصحراء الخضراء، تطورت
بمعزل عن غيرها لآلاف السنين".
وأكد البروفيسور ديفيد كاراميلي من جامعة
فلورنسا أن "هذه الدراسة تثبت أن تقنيات التحليل الجيني الحديثة يمكنها كشف
أسرار الماضي التي عجزت عنها الأدوات الأثرية التقليدية".
الحقيقة الدولية - وكالات